أقول لكم

محمد يوسف

أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في قضية «أطفال سباقات الهجن»، وكانت الدولة قبل تقاريرهم قد بدأت في وقف مشاركة الأطفال في السباقات، ولكنهم لم يسكتوا، وصدرت قوانين عندنا لرعاية أولئك الأطفال من أية أضرار قد تكون لحقت بهم نتيجة المشاركات، خصوصاً الأضرار النفسية، كما ادعت المنظمات الغربية، وتمت إعادة تأهيلهم، ووفرت لهم ولأسرهم المساعدات لعيش حياة كريمة، وتم استبدال الأطفال باختراع إلكتروني يوضع على ظهر الجمل، ومع ذلك لايزالون يتحدثون عن اتجار في البشر، يلتقطون خبراً حول إلقاء القبض على شبكة دعارة فيصدرون البيانات، بينما هم لايزالون يتفاخرون بشوارع الدعارة في بلادهم، وتصدر لجان الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تقارير إيجابية، بعد مراجعة مكثفة تستمر أشهراً عدة وزيارات سرية لممثلي دول مكلفة البحث والتقصي في ملفاتنا، ويقابل هؤلاء من يشاؤون دون أي تدخل حكومي، ومع ذلك يصرون هم على التمسك بالقضايا الفردية التي لا تستحق أن توصف بغير وصف «الحالات الفردية»، وفي كل حالة فردية يكون الحق منحصراً في شخص ضد شخص، ولكنهم ينسون أنهم وُجدوا للبحث في الظواهر التي تعتبر موجهة ضد فئة أو مجموعة أو طائفة من الناس، وبين أيدينا ما حدث في هايتي قبل أيام، والفضيحة الدولية التي أُعلن عن اكتشافها من خلال شبكة أميركية تعمل على تهريب أطفال ذلك البلد المنكوب، وقد تم فعلاً إلقاء القبض على 10 أشخاص، ويقال إن للشبكة امتداداً في الولايات المتحدة، ولم نسمع حتى الآن أن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أصدرت بياناً تطالب فيه وزير العدل الأميركي بالكشف عن أعضاء الشبكة، كما لم نسمعها تطالب بمحاكمة أولئك الذين كانوا يسرقون الأطفال في وضح النهار، فهذه جريمة منظمة وليست حالة فردية، ولكن عيون حقوق الإنسان تُغمض عند أقدام الأميركيين، والضمائر تموت عندما يتعلق الأمر بمن سمحوا لأنفسهم بكسر القوانين الدولية ومحاسبة الآخرين على الاعتقاد بمخالفتها!

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر