اختبارات جديدة لأجهزة المسبار «عن بُعد» خلال أيام

3 مراكز حول العالم توجّه إشارات «الأمل» إلى «محطة الخوانيج»

صورة

أفاد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بأن مسبار الأمل الذي يواصل رحلته حالياً نحو مداره على كوكب المريخ، يرسل ويستقبل إشارات الاتصال مع المحطة الأرضية في الخوانيج بدبي من خلال ثلاثة مراكز اتصال حول العالم، تمثل ما يسمى «شبكة مراقبة الفضاء العميق»، لافتاً إلى أن المسبار سيبدأ عملية توجيه جديدة لإجراء اختبارات أخرى على أجهزته «عن بعد» خلال الأيام المقبلة، للاطمئنان عليها، لاسيما أن المسبار كلما قطع مسافة أكبر يقلّ عدد مرات الاتصال به.

وتفصيلاً، بث مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ فيديو إرشادياً على صفحاته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، للتعريف بآليات وسبل الاتصال بين مسبار الأمل الذي يشق طريقه حالياً في الفضاء متجهاً نحو مداره على كوكب المريخ، وبين المحطة الأرضية في منطقة الخوانيج بدبي، موضحاً أن المسبار يجري اتصالاته بالمحطة الأرضية عبر ما يسمى بـ«شبكة مراقبة الفضاء العميق».

وبحسب الفيديو، فإن الشبكة العالمية تتبع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ومزودة بهوائيات ضخمة تتكون من ثلاثة مراكز اتصال موزعة حول العالم، بحيث يفصل بين كل مركز عن الآخر مسافة 120 درجة على قُطر الكرة الأرضية، لافتاً إلى أن المركز الأول يقع في غولدستون بصحراء موهافي بولاية كاليفورنيا الأميركية، بينما يوجد المركز الثاني قرب مدينة مدريد في إسبانيا، ويقع المركز الثالث على أطراف مدينة كانبرا في أستراليا.

وتابع أن التوزيع الجغرافي للمراكز يسهم في الاتصال المباشر والمستمر مع المركبات الفضائية البعيدة، في الوقت الذي تدور فيه الأرض حول محورها، ومن ثم يتم توجيه البيانات عبر الشبكة إلى مركز عمليات المهمة، لافتاً إلى أن المراكز الثلاثة تتميز بكونها تقع في مناطق شبه جبلية، تحيط بها الجبال من كل أطرافها، وذلك في محاولة لتقليل تداخل موجات الراديو الأخرى القادمة من الجوالات والبث الإذاعي وغيرهما.

وذكر أن الموضع الاستراتيجي لمواقع محطات المراقبة الأرضية الثلاثة يسمح بالاتصال المستمر بالمركبات الفضائية أثناء دوران كوكب الأرض، بحيث يتنقل الاتصال بين هذه المحطات قبل أن تبتعد أي مركبة فضائية عن أحد مواقع شبكة الفضاء العميقة حول العالم، بما يضمن استمرار التقاط الإشارات الصادرة عن المركبة ومواصلة الاتصال بها.

ويمتلك كل مركز من الثلاثة هوائياً كبيراً يراوح قطره ما بين 34 و70 متراً.

وتعد هذه الهوائيات رابطاً لا غنى عنه خارج الأرض، حيث إنها توفر الاتصال المستمر والقوي بأجهزة المركبات الفضائية، وتتلقى الإشارات بما تحمله من معلومات علمية تساعد على فهم أفضل للكون ولكواكب النظام الشمسي.

كما تتضمن المعلومات اسم المركبة الفضائية، والنطاق الذي توجد فيه، إضافة إلى زمن الإشارة، ذهاباً وإياباً، واسم الهوائي، وارتفاع السمت، وسرعة الرياح، فضلاً عن وضع المركبة الفضائية، ومعلومات عن الإشارة المرسلة من وإلى المركبة، وهي بيانات يتم تحديثها آلياً كل خمس ثوانٍ.

ووفقاً لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، فإن الهدف الأساسي من نظام مراقبة الفضاء العميق، هو متابعة نتائج وصور وتحليلات جميع المسابير الفضائية المرسلة للكواكب التابعة للنظام الشمسي، متبعةً علم الفلك الراديوي، مشيراً إلى أن نظام مراقبة الفضاء العميق هو جزء من مختبر الدفع النفّاث، التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا».

وأوضح المشروع أن مسبار الأمل سيشهد عملية توجيه جديدة لإجراء اختبارات أخرى على أجهزته «عن بعد» خلال الأيام المقبلة، لاسيما أن المسبار كلما قطع مسافة أكبر سيقل عدد مرات الاتصال به، خصوصاً أنه مجهز بإمكانات تقنية تجعله قادراً على التعامل مع أي مشكلة قد تواجهه مباشرة دون الرجوع إلى المحطة الأرضية.

وخلال مرحلة توجيه المسار يتم تشغيل الأجهزة العلمية وفحصها للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، وتفحص الأجهزة بتوجيهها نحو النجوم، للتأكد من سلامة زوايا المحاذاة الخاصة بها، والتأكد من أنها جاهزة للعمل بمجرد وصولها إلى المريخ.

وفي نهاية هذه المرحلة يقترب مسبار الأمل من المريخ بسرعة محددة، وزاوية انحراف دقيقة حتى يتمكن من الدخول إلى مداره.

المرحلة الثالثة

أفاد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بأن مسبار الأمل يعدّ حالياً في المرحلة الثالثة، وهي «مرحلة الرحلة إلى المريخ» التي تبدأ فيها العمليات الاعتيادية لمتابعة المسبار وتمتد حتى دخوله مجال المريخ، ويتم فيها الاتصال مع المسبار من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتليها المرحلة الرابعة التي ستبدأ بالدخول إلى المدار وتنتهي حين يتأكد فريق الملاحة من دخول المسبار في مدار الالتقاط.

ولفت المشروع إلى أن المرحلة الخامسة من رحلة المسبار تتمثل في «الانتقال إلى المدار العلمي» التي تبدأ بعد دخول المسبار إلى مداره حول المريخ، وتتم فيها مناورات عدة للانتقال إلى المدار الأخير، فيما تتعلق المرحلة السادسة والأخيرة بـ«المدار العلمي»، ويستمر المسبار خلالها لمدة عام مريخي كامل (687 يوماً أرضياً) قابلة للزيادة، ويتم من خلاله التقاط البيانات العلمية المخطط لها.


120

درجة على قُطر الكرة الأرضية المسافة التي تفصل كل مركز عن الآخر.

- مراكز الاتصال الثلاثة تمثل ما يسمى «شبكة مراقبة الفضاء العميق».

تويتر