"التغير المناخي" تسجل نجاحاً مميزاً للتجارب الأولية لزراعة الأرز في الإمارات

ضمن الأهداف الاستراتيجية لوزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته واستدامة النظم البيئية، وبما يحقق استدامة  سلاسل إمداد الغذاء وتشجيع الأبحاث الابتكارية، سجلت الوزارة، بالتعاون مع إدارة التنمية الريفية التابعة لوزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في جمهورية كوريا الجنوبية، وجامعة الإمارات، نجاح مميز للتجارب الأولية لزراعة أصناف من الأرز في البيئة الصحراوية لدولة الإمارات وتحت الظروف الحقلية الواقعية.

وتعد تجارب زراعة الأزر الإماراتية الكورية في بيئة صحراوية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط..

وأكد وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن تحقيق استدامة الغذاء، وضمان استمرارية سلاسل الإمداد وتعزيز المنظومة البحثية والابتكارية في الدولة تمثل مجموعة من أهم الأهداف الاستراتيجية للوزارة لذا يجري العمل بشكل دائم على تنفيذ برامج ومشاريع تضمن تحقيق هذه الأهداف بما يواكب مستهدفات الدولة وتوجيهات ورؤية قيادتها الرشيدة"، مشيراً إلى أن مشروع تجربة زراعة الأزر في بيئة الدولة يأتي ضمن سعي الوزارة لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، وتعزيزاً للتعاون الدولي والاستفادة من التجارب الناجحة والمنظومات البحثية العالمية.

وقال  خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء وتلفزيون "بلومبيرغ" الإخباري: "إن المشروع التجريبي الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط سيحقق مجموعة من الأهداف الهامة يأتي في مقدمتها تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار والتجارب التطبيقية في الدولة، حيث سيوفر قاعدة معلوماتية يمكن الاستفادة منها في إطلاق العديد من المشاريع البحثية والتطبيقية المتعلقة بالزراعة والغذاء مستقبلاً، كما سيستفيد منها الطلبة والباحثين والمختصين في هذه المجالات في الدولة.

وأشار خلال المقابلة إلى أن المشروع سيسهم في تعزيز تنوع سلة المحاصيل التي يتم انتاجها محلياً مستقبلا"، موضحاً أن اختيار الأرز لتجريب زراعته في ظروف غير اعتيادية على هذا النوع من المحاصيل عالمياً، في وقت تتواجد فيه العديد من محاصيل الخضار والفاكهة التي يتم زراعتها فعلياً في الدولة وتحقق انتاج كبير وذو كفاءة عالية، يأتي ضمن سعي الوزارة لإيجاد منظومة محلية لزراعة واحد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، مشيراً إلى أن الأزمة التي يمر بها المجتمع الدولي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وما سببته من توقف أو تذبذب في سلاسل توريد  العديد من السلع والمنتجات سواء غذائية أو صحية خلق ضرورة للعمل على تأمين مصدر محلي بديل لتعزيز استدامة سلاسل التوريد.

وتمثل التجارب التي تم إجراؤها في مركز الابتكار الزراعي التابع للوزارة في منطقة الذيد في إمارة الشارقة بالتعاون بين الوزارة وإدارة التنمية الريفية الكورية الجنوبية، امتداداً لاتفاقات التعاون التي تم توقيعها في 2018 مع زيارة فخامة مون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية لدولة الإمارات ولقائه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجزء من مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في فبراير 2019 بين وزارة التغير المناخي والبيئة ووزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية الكورية وتنفيذا لتوجهات الدولة في  البحث والابتكارات الزراعية.

وبموجب الإطار يتولى الجانب الكوري بالتعاون مع فريق العمل الإماراتي تحديد واختيار أصناف الأرز التي سيتم تجربة زراعتها في الدولة، وتقييم صفاتها الزراعية والانتاجية ومدى قابليتها للتكيف مع اجواء وطبيعة الدولة، وتحديد آلية الري والتسميد المطلوبة، وتطوير تقنيات الري، فيما يتولى الجانب الإماراتي توفير المنشآت والمواقع اللازمة لزراعة الأرز، وإدارة المنظومة التجريبية الحقلية للزراعة بالكامل، والإشراف والتقييم الميداني لعملية الزراعة والانبات وفقا لمنهجية علمية متفق عليها.

اختارت الوزارة بالتعاون مع الجانب الكوري مركز الابتكار الزراعي التابعة لها في الذيد، لتجربة زراعة الأرز في الدولة، وفي نوفمبر 2019 بدأت تجارب الزراعة الأولية على مساحة 2200 متر مربع للزراعة بنظام الحقل المفتوح، وتم ريها بنظام التنقيط تحت السطحي الذي يضمن زيادة كفاءة استخدام المياه كمرحلة أولى للتجربة.

وقبل تنفيذ التجربة تم إجراء العديد من الاختبارات لتربة ومياه الري للمنطقة المختارة للزراعة لتحديد طبيعتها واحتياجاتها الصحيحة وكذلك دراسة العوامل المناخية المختلفة لضمان نجاح التجربة الزراعية، كما تم اختيار صنفين من الأزر للزراعة وهما (جابونيكا، إنديكا) واللذان اثبتا قدرة على تحمل ، درجات الحرارة العالية ، والتعايش مع ظروف التربة المحلية، واستمرت هذه المرحلة التجريبية الأولى حتى مايو 2020.

وتم تقسيم المساحة المخصصة للزراعة التجريبية إلى 3 مناطق لتسهيل عملية المراقبة الدقيقة، وفي المنطقة الأولى نجحت عملية الزراعة بشكل كامل وتم حصاد الأرز في 5 مايو الماضي، وفي المنطقة الثانية احتاجت عملية الزراعة إلى مراقبة وتدخل مكثفة نظرا لطبيعة المياه الموجودة بها، وتمت الزراعة بنجاح وفي 10 مايو الماضي حصد فريق العمل الأرز من المنطقة. ونتائج الحصاد الأولية أظهرت نتائج مميزة من حيث النمو وانتاجية المحصول ويجري حالياً بالتعاون مع الجانب الكوري تحليل ودراسة بيانات الزراعة والحصاد والموارد المستخدمة بالكامل.

وتعد أصناف الأرز التي تم اختيارها لتجربة الزراعة في الدولة مناسبة للاستهلاك ويتم تداولها بشكل تجاري في العديد من الأسواق، لكن الوزارة ضمن حرصها على الصحة والسلامة العامة، وتأكيداً على جودة وكفاءة محصول عمليات الزراعة التجريبية وصلاحيته للاستهلاك يجري حاليا فحص عينات الأرز لاختبار مطابقتها للمواصفات القياسية.

وللتأكيد على نجاح عمليات الزراعة التجريبية للأرز في الدولة وضمان لتقييم متكامل يتم حاليا دراسة النتائج الأولية لتقييم التجربة البحثية و التجهيز لإطلاق المراحل التجريبية الجديدة خلال الفترة القادمة.

وبناء على النتائج الإيجابية لعمليات الزراعة التجريبية للأرز في دولة الإمارات وخصوصا تجربة "محطة الابتكار الزراعي في الذيد" سيتم دراسة إطلاق مراحل تجريبية جديدة على مساحات أوسع، في مناطق مختلفة على مستوى الدولة، مع تطوير نظم الري والتسميد المستخدمة، وتجريب أصناف جديدة من الأرز ضمانا للوصول إلى أفضل نتائج تجريبية.

وبحسب فريق عمل إدارة التنمية الريفية الكورية الجنوبية يتوقع أن تصل الإنتاجية لكل 1000 متر مربع من المساحة التي تطبق عليها الزراعة التجريبية إلى 763 كيلو جرام، موضحين أن الدورة الزراعية تستغرق 160 يوماً تقريباً.

وأشار إلى أن الاعتماد على تقنيات وآليات متطورة في الزراعة سيعزز بشكل متزايد خفض نسب استهلاك المياه وزيادة القدرة الإنتاجية.
تويتر