حافظت على تقديم خدماتها وأبدت كفاءة في «العمل عن بُعد»

ارتفاع إنتاجية دوائر حكومية في دبي رغم «كورونا»

صورة

أكد مسؤولون وخبراء في الريادة والتميز أن هناك دوائر حكومية في دبي تصرفت بمرونة مع جائحة «كورونا»، واستطاعت التكيف مع منظومة العمل عن بُعد، ولم تتأثر خدماتها المقدمة للجمهور، بل إن إنتاجية بعضها شهدت ارتفاعاً في بعض الجوانب.

وقالوا خلال جلسة نقاشية، نظمها مجلس الابتكار في شرطة دبي تحت عنوان «دور التميز المؤسسي في رفع كفاءة أداء إدارة الأزمات»، إن تحفيز الدوائر والمؤسسات الحكومية في دبي على التحول الرقمي منذ سنوات عدة، من خلال برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، يعد عاملاً رئيساً في رشاقة التعامل مع تبعات أزمة «كورونا»، وعدم تأثر مزودي الخدمة الحكومية بالعمل عن بُعد.

وتفصيلاً، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون التميز والريادة، اللواء عبدالقدوس العبيدلي، خلال الجلسة التي أدارها نائب رئيس مجلس الابتكار، الرائد خالد خليفة فاضل المزروعي، إن «القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي استشرفت في دورتها السابقة أن العالم عرضة لوباء، لكن لم يتوقع أحد أن يكون بهذه الشراسة، وعلى الرغم من ذلك، أبدت الدولة مرونة كبيرة في التعامل مع الجائحة، وأثبتت شرطة دبي استعدادها لمواجهتها، من خلال ممارسات حافظت عليها سنوات طويلة، وتأكدت الحاجة إليها في ظل هذه الظروف».

وأضاف أن «شرطة دبي لديها مركز متخصص في إدارة الأزمات والكوارث، يضع سيناريوهات لمختلف الأزمات، ويتدرب عليها. لذا تصرفت بجاهزية كبيرة حين حلت جائحة كورونا»، لافتاً إلى مناقشة كل تطورات الأزمة الحالية، وتقييم أداء شرطة دبي في التعامل معها أسبوعياً من خلال المركز.

وتابع: «لم تعان شرطة دبي مشكلات حتى في استمرار الأعمال الإدارية التي أوقفتها دوائر ومؤسسات أخرى باعتبارها أقل في قائمة الأولويات»، مؤكداً أن «ما قدمته يمثل نموذجاً عملياً لكيفية ترجمة مفاهيم التميز إلى واقع، بل يمكن القول إن الإنتاجية ارتفعت خلال الفترة الأخيرة في بعض القطاعات».

وأكد أن «شرطة دبي انتهجت استراتيجية سريعة منذ بداية الجائحة، اعتمدت على ترتيب الأولويات، والحرص على عدم تأثر الخدمات المقدمة للجمهور، ولم تؤجل سوى فعاليات وأنشطة من منطلق الإجراءات الوقائية، لكن عملياتها الحيوية استمرت كما هي. بل إن هناك نتائج إيجابية لافتة مرتبطة بتراجع مؤشرات الجرائم والحوادث المرورية في الإمارة».

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، الدكتور علي أحمد بن سباع المري، إن إدارة الأزمات تمثل أهمية استراتيجية للحكومات، لأنها تمثل مرجعية للقطاعات غير الحكومية، لافتاً إلى أن الدولة كانت لها رؤية استباقية بإنشاء الهيئة الوطنية للأزمات والكوارث، التي انبثقت منها لجان محلية في كل إمارة، فقد برز دور الهيئة في هذه الأزمة بشكل جلي.

وأضاف أن المرونة في قطاعات حيوية، مثل التعليم الذي انطلق عن بُعد خلال أسبوعين فقط من إعلان حالة الطوارئ العالمية، يعكس قدرة الدولة على امتصاص الأزمات، والتعامل السريع معها، مشيراً إلى أن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية كانت لديها برامج جاهزة، وسارت وتيرة التعليم عن بُعد بكل كفاءة وانسيابية.

وقال المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الدكتور هزاع النعيمي، إن البرنامج يتسم بنهجه الشمولي لجميع جوانب الأداء، ويضع محددات تفصيلية لتميز المؤسسات والأفراد، لافتاً إلى أن دبي تجني ثمار هذا التميز في التعامل مع أزمة «كورونا»، خصوصاً من قبل الجهات العضوة في اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي.

وأضاف أن حكومة دبي كانت لديها ردة فعل ممتازة في التعامل مع الأزمة، معتمدة على وضعها سيناريوهات مستقبلية، وعلى مرونتها في التعامل مع المتغيرات، مؤكداً أن «جائحة كورونا لم تمس القطاع الصحي فقط، بل أثرت في القطاعات كافة، لكن تميز عدد كبير من الدوائر الحكومية قلل من تأثيراتها».

وأشار النعيمي إلى أن البرنامج كان له دور مباشر في تعزيز التحول الرقمي منذ أكثر من 15 عاماً، حين أطلق جائزة التحول الإلكتروني عام 2001، ثم التحول الذكي لاحقاً، ما أسهم في تشجيع المؤسسات والدوائر الحكومية على تأسيس بنية تحتية رقمية قوية نجني ثمارها اليوم في «العمل عن بُعد».

إلى ذلك، قال نائب مدير الإدارة العامة للشؤون الإدارية في شرطة دبي، العقيد منصور القرقاوي، إن «كثيراً من المؤسسات العالمية التي كانت تعد نموذجاً لنا تعرضت للتخبط في ظل جائحة كورونا، ولم تتصرف بمرونة أو بشكل جيد، على العكس من مؤسساتنا التي تصرف برشاقة، وطبّقت أفضل ممارسات الأعمال، فلم تتأثر خدماتها، حتى تلك التي تتطلب أوراقاً ثبوتية للحصول عليها».

 

تويتر