يسعى إلى تعزيز لغة الحوار بعيداً عن أيّ مظاهر للتمييز والكراهية والعنف

«معهد التسامح»: الإمارات تواصل نشر ثقافة السلام رغم ضبابية المشهد الدولي

صورة

أكّد العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح رئيس اللجنة العليا للقمة العالمية للتسامح، الدكتور حمد الشيباني، لـ«الإمارات اليوم»، أن الإمارات تواصل جهودها، الرامية إلى نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، رغم ضبابية المشهد العام عالمياً.

وأشار إلى أن المعهد يسعى إلى تعزيز لغة الحوار، ونشر ثقافة السلام في جميع المحافل المحلية والعالمية، بعيداً عن أي مظاهر للتمييز والكراهية والعنف.

وأضاف الشيباني أن المعهد يعمل على التأسيس لبناء قيادات وكوادر متخصصة في مجال التسامح، والإسهام في التعريف بالقيم الإسلامية المعروفة باعتدالها ووسطيتها، وحرصها على الاقتراب من الآخر والحوار البناء معه، بعيداً عن التطرف الذي يتنافى مع روح الإسلام.

وقال إن «المطلع على أهداف المعهد، يجد أن أبرزها يتمثل في بث روح التسامح في المجتمع، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج في التسامح ونبذ التطرف، وكل مظاهر التمييز بين الناس، إلى جانب تكريم الفئات والجهات، التي تسهم في إرساء قيم التسامح، وتشجيع الحوار بين الأديان».

وأشار الشيباني إلى أن عام التسامح يسهم في ضخ مزيد من المبادرات والأفكار، التي تكرس التسامح، وتمد جسور التواصل بين جميع الشعوب، وتنبذ التطرف وخطابات الكراهية، أياً كانت مرتكزاتها، ليحل الاستقرار الأمن والسلام.

وقال إن المعهد الدولي للتسامح جزء من منظومة عمل شاملة في الدولة، ويعمل وفق خطة عمل استراتيجية لإشاعة روح التسامح وقبول الآخر، ورفض الانغلاق والكراهية، ويتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة، منها مشاركة المعهد الدولي للتسامح في ماراثون زايد الخيري العالمي، في مدينة نيويورك الأميركية، لدعم مرضى الكلى، وقد عكست المشاركة جهود الدولة ومساعيها في تكريس العطاء والعمل الإنساني، وشكلت رسالة مباشرة من أجل نشر السلام وقيم التسامح ونبذ العنف والكراهية، على أساس التكامل وقبول الآخر.

ولفت إلى مشاركات المعهد في مؤتمر منهجية التنمية المستدامة في كوريا الجنوبية، وهو جمع عالمي تلتقي فيه ثلة من الخبراء والعلماء والباحثين، يتبادلون الخبرات والتجارب القائمة في بلدانهم، من أجل مزيد من الجهود في إحلال الأمن والسلام، وجعل التسامح ركيزة أساسية في منهجية عمل تلك الدول.

وذكر الشيباني أن المعهد نفذ زيارات عدة، بالتنسيق مع جهات ذات علاقة بالتسامح، مثل المعهد الدولي للسلام في نيويورك، حيث تمت مناقشة سبل التعاون وعقد شراكات استراتيجية بين الطرفين، واستضافة القمة العالمية للتسامح، التي نظمها المعهد على مدار يومي 15 و16 نوفمبر الماضي في دبي، وحمل شعار «تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية: مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك»، التي أبرز انعقادها جهود دولة الإمارات - منذ تأسيسها - في تكريس التسامح والعطاء في النفوس، والذي يعد من أهم القيم الإنسانية والاجتماعية التي قامت عليها دولة الاتحاد، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من الآباء المؤسسين، وشارك فيها قرابة 2000 شخصية رفيعة المستوى، تضم القائمة قادة الحكومات وخبراء السلام، والأكاديميين والمتخصصين، والمؤثرين الاجتماعيين، ومبعوثي المجتمع الدبلوماسي الدولي والجمعيات والمنظمات الدولية.

وتحدث عن مواكبة المعهد لعام التسامح، مؤكداً أنه سارع إلى تغيير مسمى إدارة العمليات به إلى إدارة التسامح، لتكون بذلك أول إدارة من نوعها في الدولة، وتشرف ضمن مهام اختصاصاتها على إعداد السياسات والمواثيق المحلية والدولية المتعلقة بموضوعات التسامح، والإشراف على إعداد اللوائح المنظمة لعمليات التدريب المتخصص، المتعلق ببناء قدرات التسامح محلياً وإقليمياً وعالمياً، علاوة على إعداد السياسات والدراسات والبحوث، واقتراح مبادرات وتشريعات، تدعم قيم التسامح، وتقديم المشورة والخبرات اللازمة في هذا المجال، وبحث فرص الشراكات الاستراتيجية والتعاون المشترك في المنظمات والاتحادات المحلية والإقليمية والعالمية ذات العلاقة بما يحقق المنفعة، إضافة إلى إصدار إجراءات وقرارات، وعقد شراكات مع المؤسسات، آخرها توقيع اتفاق مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، لتنظيم الفعاليات والأحداث واللقاءات والتجمعات المشتركة، وكلها تترجم بدورها توجيهات الحكومة خلال هذا العام.

خبير تسامح

أكّد العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح رئيس اللجنة العليا للقمة العالمية للتسامح، الدكتور حمد الشيباني، سعي المعهد لتدريب موظفي الدوائر الحكومية عبر «برنامج الخبير الدولي للتسامح»، بهدف إيجاد بيئة عمل صحية، متعاونة ومتصالحة مع نفسها ومع الآخرين، ما يعكس صورة مثالية للتعايش السلمي، ويبث السعادة والرضا في نفوس المتعاملين.

وأضاف أن البرنامج يستهدف - في مرحلته الثانية - طلبة المدارس والجامعات، من خلال إشراكهم في ندوات وورش عمل وجلسات حوارية، وإدراج مساقات البرنامج ضمن المناهج التعليمية.

تويتر