أكد أن مستقبل الإسلام السياسي رهن ظروف خارج الشرق الأوسط

فوكوياما: الصين ستحكم العالم.. وانفجار سياسي محتمل في إيران

صورة

توقع العالِم السياسي الاقتصادي، فرانسيس فوكوياما، أن تصبح الصين أكثر قوة، وأن العالم سيحكم خلال العقد المقبل عبر قوانين تضعها بكين، وليس واشنطن أو لندن، كما توقع حدوث انفجار سياسي كبير في إيران، فيما رأى أن مستقبل الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط غير واضح حالياً، لأن ظروفاً خارج منطقة الشرق الأوسط هي التي تتحكم به.

• فوكوياما حذّر من مخاطر القرصنة واختراق الأمن الإلكتروني للأنظمة.

• فرانسيس فوكوياما:

 «الإمارات نجحت في تبنّي حلول تقنية متطوّرة، لأنها تمتلك نظاماً مؤسّساتياً يافعاً وحديثاً، وليس قديماً».

جاء ذلك خلال جلسة حاوره فيها وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، حول رؤيته لوضع الحكومات الحالي في العالم.

وتفصيلاً، أعرب فرانسيس فوكوياما، عن قلقه من أن التكنولوجيا والأدوات التقنية المتطورة باتت تمثل تحدياً للمجتمعات، نتيجة احتلالها الدور الذي كانت تلعبه أدوات وأنظمة ومؤسسات راسخة منذ عشرات السنين، بتقاليدها وتفاعلها الطبيعي مع ظروف وكيان المجتمع، مشيراً إلى أن الأمر لا ينطبق على دولة الإمارات، لأن حكومة الإمارات نجحت في تبنّي الحلول التقنية المتطورة لإدارة وتلبية المتطلبات الخدماتية الحالية والمستقبلية، لأنها تمتلك نظاماً مؤسّساتياً يافعاً وحديثاً وليس قديماً.

وقال فوكوياما، إن «العولمة لاتزال تواصل فرض آثارها الاقتصادية والاجتماعية على أجندة الشعوب والحكومات»، مشيراً إلى أن «السمة الطاغية حالياً على المشهد العالمي تتمثل في انتشار العنف، وعدم الاستقرار الأمني في دول العالم بأكمله، في وقت تضع قضايا كبيرة، مثل قضية اللاجئين والهجرة وانتشار الأمراض والعجز الاقتصادي، بأثقالها على كاهل معظم حكومات العالم، بما فيها الدول المتقدمة».

وأكد أن «كثيراً من المشكلات والتحديات التي تواجه العالم، وأدت إلى نشوب نزاعات وخلافات بين الدول، ترجع إلى التغير المناخي الذي تسبب في التأثير سلباً في موارد الدول واقتصاداتها، وحجم مواردها الطبيعية، الأمر الذي دفع عدداً منها إلى محاولة السيطرة على موارد دول أخرى».

وحول التحديات والمشكلات الكبرى التي أنتجتها التكنولوجيا، قال فوكوياما: «عند النظر إلى العالم نجد أن هناك كثيراً من مستويات الحكم، وتقديم الخدمات لا تمارسه الحكومات، بل تقوم به مؤسسات وشركات كبرى، وأهم خمس شركات في العالم، هي (غوغل وأبل وأمازون وفيس بوك ومايكروسوفت)، التي تقدم خدمات أساسية لكل شعوب ودول العالم، وهي شركات أميركية».

وتحدث فوكوياما عن المخاطر الناتجة عن القرصنة الإلكترونية واختراق الأمن الإلكتروني للأنظمة، مبيناً أن «ذلك يعد تهديداً كبيراً، إذ تتحكم مجموعات متطرفة، مثل (داعش)، على سبيل المثال، بأمن مجتمعات، بسبب قدرتها على استخدام التكنولوجيا، وتسخير تقنيات التواصل الاجتماعي».

وعن الاقتصاد العالمي، ذكر فوكوياما، أنه «يعتبر اقتصاداً عابراً للقارات بين دول آسيا والباسفيك والأطلسي، ما يتجه بنقطة ارتكاز الاقتصاد العالمي إلى بقع أخرى في العالم غير التي عهدناها خلال السنوات الماضية».

أما عن مركز الصين الاقتصادي، فقال فوكوياما، إن «قوة الصين لا تقوم على نواياها وخطّطها التوسعية، بل أتت كنتاج طبيعي لحجمها الاقتصادي الذي شكّل عامل توازن مع القوى الرئيسة الأخرى المؤثرة في العالم».

ورداً على سؤال للدكتور أنور قرقاش، عن دور القيادة وحكم الرجل القوي، أوضح فوكوياما، أن «هيمنة الرجل الذي يعتقد أنه قوي، أدت إلى فشل عدد من ديمقراطيات العالم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي أو الأمني، معطياً مثلاً بالولايات المتحدة وتركيا، حيث القيادة تتخذ قرارات بمعزل عن المصلحة العامة للمجتمعات ودول العالم الأخرى»، مشيراً إلى أن الديمقراطية الفعلية تقوم على حكم المؤسسات، وليس الأفراد والرؤساء.

وأجاب عن سؤال آخر حول مستقبل العالم السياسي خلال العقد المقبل، قائلاً إنه «يرى مستقبل النظام السياسي العالمي يقوم على قوى متعددة الأقطاب»، معتبراً أن «ذلك أمر إيجابي». وأكد أن العالم يحتاج إلى نظام سياسي دولي مركّب، يسمح بتحرك وتفاعل القوى السياسية اللاعبة الرئيسة.

وسأله «قرقاش» عن مستقبل الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، فأجاب بأن «ذلك يتحدد بعددٍ من العوامل الخارجية، التي تتحكم بها ظروف خارج منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «الأمر لا يمكن أن يكون واضحاً في الوقت الحالي».

وقال فوكوياما، إن «تونس تعد البلد العربي الوحيد في دول (الربيع العربي)، الذي نجح في التحول إلى الديمقراطية، إلّا أنها تعاني بشدة فشلاً اقتصادياً، نتيجة عجزها عن استثمار طاقات الشباب، ما يهدّد منجزاتها السياسية».

كما تطرق إلى مستقبل إيران السياسي، موضحاً أنه «على الرغم من أن إيران حققت تقدماً على مستوى مؤسساتها، وعلى صعيد استثمار طاقات كل فئات المجتمع، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 60% من خريجي الكليات الجامعية من الإناث، إلّا أنها تعاني مخاطر ناتجة عن نظام سياسي محافظ، لم يكترث للثورة الاجتماعية التي بزغت على السطح في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ينذر باحتمالية حدوث انفجار سياسي كبير في إيران».

واختتم فوكوياما جلسته بالتأكيد على أن الصين قوه عالمية، وستصبح أكثر قوة، وأن العالم سيحكم خلال العقد المقبل، عبر قوانين ستضعها بكين، وليس واشنطن أو لندن.

تويتر