رأي الشباب

إيجابيتك مفتاح سعادتك

حنان السماك

نشرت عبارة في حسابي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، تقول إن «الألم وفقدان الأمل هما جزء من الحياة. بهما ومعهما ستشعر بقيمة السعادة الحقيقية. فاصبر وتكيّف واستمتع».

هل تدري بأن حزنك مهم؟ وكذلك إحباطاتك ومشاعرك السلبية؟

استثمرها لشحن طاقتك وقوتك الذهنية للتحدي القادم.

ما تشعر به الآن من ضيق وخيبة أمل بسبب شخص فقدته، أو مشروع فشلت فيه، أو كلمة جارحة وُجّهت إليك من قبل مديرك، لن يستمر ولن يدوم.

اسأل نفسك: كم مرة فقدت الأمل في الحياة، ومن بعدها مررت بمواقف جميلة جعلتك تعيد حساباتك من البداية؟

كم مرة فقدت عزيزاً على قلبك وعوّضك الله سبحانه بأشخاص أفضل، أشخاص ذوي قيمة وفائدة؟

كم مرة جرحتك كلمات البعض، ومن ثم تلقيت كلاماً محفزاً من الذين حولك أو أن شخصاً أثنى عليك؟

كم مرة فشلت، وبالمقابل، كم مرة نجحت؟

الإشكالية ليست في حزننا ولا في مشكلاتنا ولا ظروفنا الصعبة، إنما في استسلامنا و«اعتقادنا» بأن هذه هي نهاية قصتنا، جميعنا يمر في ظروف صعبة.. ويشعر بتوتر وضغط نفسي بين فترة وأخرى. ما الذي يقودنا إلى الاستمرار؟ ما القدرة أو المهارة التي نحتاجها للتعامل الأمثل مع هذه التحديات؟

إنها الإيجابية!

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «الإيجابية طريقة تفكير، والسعادة أسلوب حياة»، لاحظ كيف أن التفكير الإيجابي هو مهارة تُكتسب بالتعلم، والممارسة، والتطوير المستمر. الإيجابية هي عملية ذهنية، تتركز في تغيير الأفكار التي تعيقك دائماً، والتركيز على ما سيخدمك ويجعلك إنساناً متيقظاً، تستطيع أن تقتنص الفرص التي تراها حولك.

ويقولون إن كل شيء في حياتنا هو عبارة عن قرار، فأنا أؤمن بأن الإيجابية هي اختيارك لتبني المشاعر الإيجابية والعيش عليها، وهذه المشاعر قد تكون الأمل، والامتنان، والحب، والإلهام.. هي قدرتك على تخطّي العقبات بكل شجاعة ومرونة.

وهي نظرتك التفاؤلية للمستقبل.. هي عملك، واجتهادك، وسعيك نحو تحقيق أهدافك، وإيمانك بأن كل ما يحدث لك هو خير من عند الله سبحانه. في كتابي الذي نشرته تحت عنوان «حياتك» ذكرت بأن عند أي تحدٍ أو مشكلة نواجهها لابد أن نوجّه لأنفسنا ثلاثة أسئلة:

- كيف يمكن أن أحوّل هذه المشكلة إلى حل؟

- كيف يمكن أن أحوّل هذه المشكلة إلى فرصة أستثمرها؟

- كيف يمكن أن أحوّل هذه المشكلة إلى درس أتعلّمه؟

فالتفكير الإيجابي هو أكثر بكثير من كونه شعوراً جميلاً ومحبباً، إلا أنه يمكن للأفكار الإيجابية في الواقع أن تخلق قيمة حقيقية في حياتك، وأن تساعدك على بناء المهارات التي تستمر لفترة أطول بكثير من مجرد ابتسامة.

إذا نظرت حولك جيداً، فستجد أن التحدي الحقيقي في الحياة هو أن تغيّر نفسك وتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه، وتستغل طاقاتك الكامنة وتعيش حياة أسعد، حياة خالية من التعجيز والقيود والمشاعر السلبية. حاول أن تركز على تغيير نمط حياتك، وابدأ باستمداد الطاقة اللازمة من مخزون القدرات الإيجابية المكدسة داخلك، واستغل طاقتك الكامنة لتصبح الإنسان الذي أردت أن تكون عليه يوماً، ولتتذكر بأن الحياة أجمل بكثير ممّا نعتقد.

* مؤسسة «هارت ماسترز»

تويتر