«الصحة» حذّرت منه ورصدت 12 إصابة العام الجاري.. توفيت منها حالة واحدة

فيروس قاتل يصيب الإنسان عن طريق ذبح المواشي خارح المقاصب

صورة

حذّرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والفريق الوطني للأمراض المشتركة، من فيروس «حمى القرم» القاتل، الذي ينتقل إلى الإنسان من خلال ممارسات الذبح المخالف للأغنام والماشية، فيما تظهر إحصاءات رسمية رصد 12 إصابة في الدولة لأشخاص بالفيروس خلال العام الجاري، توفي منها حالة واحدة، وفق نائب رئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية ومكافحة الجائحات في الوزارة، وقائد الفريق الوطني للأمراض المشتركة بالدولة، الدكتورة فاطمة العطار.

حشرة القراد

قالت نائب رئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية ومكافحة الجائحات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتورة فاطمة العطار إن «حمى القرم» يسببه فيروس تحمله حشرة القراد، ويتسبب في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%، ويستوطن الفيروس بلدان إفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا. وتابعت «تصاب الحيوانات، مثل الأغنام والماعز والأبقار، بالعدوى عن طريق لدغة القرادات المصابة بالعدوى، وينتقل الفيروس إلى البشر إما عن طريق لدغة القرادات أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة، كما ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر».

سلبيات الذبح العشوائي

حذّرت نائب رئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية ومكافحة الجائحات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتورة فاطمة العطار من ممارسات الذبح العشوائي للحيوانات، لما ينتج عنه من أضرار صحية تصيب الأسرة والمجتمع، في ظل غياب الإشراف البيطري، وتعرض الذبائح للفساد السريع، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتعرض للملوثات الخارجية، كالأتربة ودخان عوادم السيارات، كذلك تكاثر الذباب والحشرات والقوارض، نتيجة التخلص غير الآمن من مخلفات الذبح، إضافة إلى التعامل مع القصابين الجائلين غير المرخصين قانونياً لهذه المهنة، الذين لا تتوافر فيهم الكفاءة المهنية والأهلية الصحية للقيام بالذبح، وعدم التأكد من خلوهم من الأمراض التي تشكل خطراً حقيقياً علي المجتمع، كالسل والإيدز والكبد الوبائي.

وأوضحت العطار أن الفريق الوطني للأمراض المشتركة الذي تقوده وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بعضوية وزارة التغير المناخي والبيئة، وجهاز أبوظبي للرقابة على الأغذية، إضافة إلى الهيئات الصحية وبلديات الدولة، وضع خطة للوقاية من المرض، تنفذ داخل الدولة وخارجها، من خلال فرض اشتراطات خاصة على الماشية والأغنام المستوردة.

وشددت على ضرورة تجنب ممارسات الذبح خارج المقاصب المرخصة، للوقاية من العدوى، وسرعة الإبلاغ عن أي حالة يشتبه في إصابتها بالمرض.

وذكرت أن الدولة سجلت أولى حالات الإصابة بالفيروس سنة 1979، حيث تم إجراء مسح في مختلف مناطق الدولة لمعرفة وضع الفيروس، فيما سجلت حالات إصابة متفرقة في السنوات القليلة الماضية، إذ إن العام الماضي شهد خمس حالات، وفي عام 2017 تم رصد 12 حالة، بينها حالة وفاة.

وأوضحت أنه حتى اليوم لا يوجد علاج فاعل للشفاء من هذا الفيروس، حيث يُكتفى بوضع المرضى تحت الرعاية الطبية الخاصة، حتى تتحسن حالتهم، ومنهم من يموت، مؤكدة أنه في ظل عدم توافر لقاح آمن وفعال متاح على نطاق واسع للاستخدام البشري، فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو إذكاء الوعي بعوامل الخطر، وتوعية الناس بالتدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرض للفيروس.

وقالت العطار إن أبرز أعراض المرض التي تظهر على المصاب تتمثل في الحمى وآلام العضلات، والدوخة، وآلام الرقبة وتيبسها، وآلام في الظهر، والصداع، والتهاب العيون، والحساسية للضوء، كذلك الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، فيما يصبح الأشخاص المحيطون بالمريض عرضة للإصابة بالمرض بمجرد الاحتكاك به.

ولفتت إلى أن معظم الحالات المصابة لأشخاص يعملون في مزارع خاصة في الدولة، من المتداولين والمخالطين للحيوانات والمربين لها، خصوصاً ممن لم يتقيدوا بالإجراءات الوقائية خلال عمليات الذبح والتربية.

وتابعت: «يتوقع زيادة عدد حالات الإصابة سنوياً مع اقتراب فترة الأعياد وكثرة ممارسات الذبح للحيوانات، خصوصاً إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية».

وعزت العطار تزايد عدد حالات الإصابة بـ«حمى القرم» إلى دقة نظام الترصد الوبائي في وزارة الصحة والجهات الصحية في الدولة خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى دقة التشخيص المخبري، والتعاون المشترك بين مختلف الجهات المعنية.

وذكرت أن مرض «حمى القرم» من الأمراض ذات الأولوية العالية، مشددة على ضرورة الإبلاغ عنها خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض، حتى يتسنى التدخل السريع لإجراءات التقصي الوبائي من قبل الجهات المعنية بالمرض، كوزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة التغيير المناخي والبيئة، والبلديات، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.

تويتر