نقطة حبر

الرحلات المدرسية لـ«إكسبو» استشراف للمستقبل

01

«إكسبو 2020 دبي» ليس معرضاً دولياً بارزاً فحسب، بل هو منظومة متكاملة من الفوائد الثقافية والاقتصادية والعلمية، وهو نافذة عريضة لاستشراف المستقبل، والتحليق في آفاق رحبة من الإبداع والريادة والتميز.

لا يمكن النظر إلى هذا الحدث الأبرز في العالم على أنه مجرد مظلة، تلتقي حولها أجنحة 192 دولة من مختلف دول العالم، تعرض إبداعات غير مسبوقة في القرن الـ21، وتقدم رؤية شاملة حول ما يربط ماضيها بحاضرها، وما يرسم مستقبلها المشرق.

وفي رحاب هذا الحدث الذي أبهرت به دولة الإمارات العالم، تنظيماً وضيافة ودعماً لوجستياً غير مسبوق، تتواصل الأفكار، وتلتقي العقول، ويشارك البشر في رسم خريطة المستقبل، خريطة مفعمة بالأمل والتفاؤل والغد المشرق للإنسانية، بعيداً عن الصراع والكراهية والأنانية الضيقة.

في جنبات «إكسبو» تفوح رائحة الماضي، وعبق التاريخ، ويتلألأ المستقبل إشراقاً وإبداعاً وريادة، ومن هنا تأتي أهمية المبادرات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم ومؤسسة «تعليم» لحفز الطلبة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية على زيارة «إكسبو»، فجاءت الرحلات المدرسية بمثابة إضافة جديدة لهذا الكرنفال العالمي، الذي تتلاقى فيه العقول، وتنضج فيه الأفكار، وتتكامل فيه الرؤى.

إن الرحلات المدرسية التي يقوم بها طلبة المدارس إلى «إكسبو» تشكل لهم تجربة ثرية غير مسبوقة، فقد رأيت الفرحة والبهجة والسرور في عيون هؤلاء الطلبة وهم يتجولون في جناح دولة الإمارات، ورأيت عيونهم وهي تتطلع إلى الغد المشرق بتفاؤل وإيجابية في قاعة الوصل. ونستذكر جميعاً دور الرحلات المدرسية في حياتنا، فهي النافذة التي فتحت لكل منا نوافذ الإبداع على تأمل الماضي، وفهم الحاضر، واستشراف المستقبل.

واليوم، ومع هذه الرحلات المدرسية، فإننا أمام حصيلة غير مسبوقة، وكنوز معرفية في مجالات الثقافة والأدب والعلوم والتكنولوجيا والحضارة الإنسانية، بكل ما تحمله من معاني الخير والتسامح والمساواة.

كانت فرحتي كبيرة وأنا أتابع أسئلة الصغار واستفساراتهم أمام لوحات تاريخية في جناح الإمارات، وكان إعجابي أكبر وهم يشيرون بأناملهم الصغيرة إلى «مسبار الأمل»، ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ والكواكب، أطالع في عيونهم سعادة بلا حدود لغد مشرق، وفرت له قيادتنا الرشيدة كل أسباب التميز والريادة في الـ50 المقبلة.

إن واجبنا كتربويين وأولياء أمور أن نعزز لدى الطلبة والأبناء الاستفادة المطلقة من هذه الرحلات للأجنحة التي زاروها، والتي طافوا من خلالها ربوع العالم، بحثاً عن المعرفة، ووصلاً للإنسان، وتكاملاً في الرؤى، واستشرافاً لمستقبل مشرق للبشرية كافة، وهنا يأتي دورنا في مساعدة الطلبة على ترجمة خلاصة الحصيلة المعرفية لهذه الرحلات في بحوث علمية بسيطة، ولوحات إبداعية عفوية، يضع كل منهم أفكاره وتصوراته المستقبلية فيها معبراً عن نفسه، مستشرفاً لغدٍ يحمل كل الخير والنماء والازدهار للبشرية.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر