نقطة حبر

مآثر زايد خالدة

يمثل التاسع عشر من شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة نحتفي فيها جميعاً بمآثر المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد جعلت الدولة هذا اليوم يوماً للعمل الإنساني الإماراتي ليحمل اسم المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وعندما نتحدث عن الشيخ زايد فإن الحديث يطول، فسمات هذه الشخصية القيادية الفذة عديدة ومتنوعة، ولا يتسع مقال بهذه المساحة لسردها.

لقد آمن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بأن الإنسان هو محور التنمية، لهذا توجه إليه في مشروع نهضته العظيم بكل الاهتمام والرعاية، فجعل الحياة الكريمة للإنسان في صدارة اهتماماته، فقد أولى الشيخ زايد رعاية الإنسان كل الاهتمام من خلال رؤية استشرافية تحفظ للإنسان كرامته، وتفتح أمامه آفاقاً للعزة في رحلته مع الحياة.

لقد آمن القائد المؤسس، طيب الله ثراه، بأن الإنسان هو أغلى ثروات هذا الكون، ومن هنا سخر الموارد والإمكانات كافة لبناء الإنسان المعتز بهويته العربية الإسلامية والمنتمي لوطنه والفخور بتراثه الحضاري، الإنسان الذي وجد من القائد المؤسس دروباً ممهدة للتعليم والعمل والإبداع، ورؤى تفتح له آفاقاً تطال عنان السماء.

لقد جعل المغفور له الشيخ زايد ثقافة الخير والعطاء في وجدان أبناء وبنات الوطن، باعتبارها نهجاً للحياة اليومية، ومن هنا جاءت هذه الحالة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها سباقة للخير، هذا الخير الذي أرسى دعائمه القائد المؤسس في مختلف ربوع العالم، فقد سجل التاريخ بمداد من نور رؤية هذا القائد الفذ الذي أعطى الإنسان دون تمييز أو تفرقة، مجسداً بذلك مفهوماً واسعاً للكرامة الإنسانية التي تتخطى حدود الجغرافيا والعرقيات وتستهدف الإنسان كإنسان.

إن واجبنا كتربويين وأولياء أمور أن نرسخ هذه المعاني السامية لقائد آمن بأن العطاء الإنساني هو القاسم المشترك الذي يجمع البشرية ويكفل لها السلام، بعيداً عن الصراعات والكراهية التي تشهدها في أكثر من مكان.

لقد رحل الشيخ زايد عن عالمنا منذ سنوات، ومنذ ذلك اليوم وسيرته العطرة ومآثره الخالدة تسطع من جديد، وفي يوم زايد للعمل الإنساني نسلط الضوء على بعض هذه المآثر التي يتضاعف الاهتمام بها، خصوصاً في هذا الظرف الاستثنائي الذي يشهده العالم كافة، نتيجة انتشار فيروس «كوفيد-19»، المستجد، وما ألحقه من تداعيات أثرت في العالم من أقصاه إلى أقصاه، ووجد العالم نفسه اليوم مطالباً بالتلاحم المجتمعي والتعاضد الإنساني والتكافل البشري، وهذا ما آمن به، طيب الله ثراه، وسارت على نهجه قيادتنا الرشيدة بمد يد العون إلى مختلف شعوب العالم، مؤازرة ومساندة ومغيثة بالإمدادات الطبية والغذائية الضرورية، لاستمرار الحياة في العديد من بقاع الأرض.

وفي التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، يتجدد الاحتفاء بالقائد الرمز الذي ترك رصيداً زاخراً للكرامة الإنسانية، التي أعلت مكانة الإنسان، ودفعت به إلى المكانة اللائقة التي أرادها لها المولى عزَّ وجلَّ.. رحم الله القائد المؤسس وأجزل ثوابه.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر