نقطة حبر

استدامة الطاقة ومستقبل الأجيال

تمثل الاستدامة أحد المفاهيم الرائدة التي يتم تطبيقها بصورة نموذجية في أجندة التنمية الوطنية بدولة الإمارات، فالاستدامة بمفهومها الشامل تعني الحفاظ على الموارد وترشيدها بما يضمن استمراريتها للأجيال المقبلة.

ويأتي دورنا كتربويين وأولياء أمور في تسليط الضوء على محور الاستدامة والمجالات المرتبطة به في حياتنا، بحيث نغرس في نفوس النشء منذ الصغر آلية دقيقة لاستيعاب هذا المفهوم.

وخلال الأسبوع الماضي تابع العالم القمة العالمية لأسبوع أبوظبي للاستدامة، بمشاركة زعماء وخبراء من مختلف دول العالم التقوا في عاصمتنا الغالية أبوظبي، وناقشوا مستقبل الاستدامة في الطاقة للأجيال المقبلة.

فالطاقة هي عصب الحياة في القرن الحالي والقرون المقبلة، وتشهد كل يوم تقدماً في البحث عنها والحصول على مواردها وتوظيفها في خدمة الصناعة والاقتصاد ومختلف مجالات الحياة، وأعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك تفاعل من قبل المعلمين والطلبة حول محور الاستدامة في الطاقة، مع التركيز على تجربة الإمارات في هذا الصدد، وهي تجربة ثرية فقد أبدعت دولة الإمارات منذ سنوات في ترسيخ مفهوم الاستدامة في الطاقة، وقدمت من خلال ذلك نموذجاً فريداً في مدينة مصدر التي تعتبر علامة بارزة لبحوث الطاقة المتجددة والنظيفة على مستوى العالم، كما أن لدينا في الإمارات مشروعات عملاقة لاستدامة الطاقة وتوظيفها، مثل الطاقة الشمسية وغيرها من المشروعات التي تصب في تحقيق استدامة هذه الموارد الضرورية للحياة للأجيال المقبلة.

في مناهجنا الدراسية موضوعات كثيرة عن الطاقة والاستدامة، ومن المفيد أن يكون هناك تطبيق من قبل المعلمين داخل الفصول الدراسية يربط بين ما يدرسه الطالب وما دار من مناقشات واستعراض بحوث في قمة أبوظبي للاستدامة، فمن خلال هذا التفاعل يحدث التكامل المنشود من الجوانب النظرية والعملية، وتصبح لدى الطالب رؤية شاملة حول آلية الاستفادة من الاستدامة كمنهاج حياة في الأداء اليومي.

إن فعالية بهذا الحجم والزخم العالمي لجديرة بأن نسلط عليها الضوء في قاعات الدرس ومن خلال ورش العمل بالنظر إلى الطاقة التي هي عصب الحياة وعمودها الفقري، وركيزتها الأساسية في كل المجتمعات في مختلف أرجاء العالم.

وقد كانت سعادتنا كبيرة خلال المشاركة في هذه الفعالية، وعند رؤية مشاركة فعالة من عدد من المدارس من داخل أبوظبي وعلى مستوى الدولة، بنيل جائزة الاستدامة من خلال مشروعات طلابية ومبادرات قدمتها هذه المدارس على طريق استدامة الطاقة، وكان لمثل هذه المشروعات أثرها الإيجابي في المجتمع المحلي، ولعل هذه المشاركات الطلابية والمدرسية تفتح الباب أمام الطلبة والإدارات المدرسية خلال الدورات المقبلة، للتوسع أكثر في المشاركة وزيادة قاعدة التوعية بالاستدامة كمنهاج حياة يضمن للأجيال المقبلة الحفاظ على الموارد وحسن استهلاكها وترشيدها بصورة فعالة تجعل من هذه الموارد مستدامة للمستقبل.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

 

تويتر