شركاء النجاح

عديدة هي المؤسسات التربوية التي ينبغي لها أن تتكامل أدوارها وتتماهى في إطار منسق ومتناسق لتقوم بالأدوار المنوطة بها، بحيث توفر المخرجات التعليمية الجيدة، حتى يتحقق ما تصبو إليه قيادتنا الرشيدة من تخريج جيل قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية والاجتماعية بمهارة واقتدار.. جيل طموح يسعى إلى التنافسية وتحقيق المركزالأول.. جيل متسلح بالقيم الإسلامية، ومتمسك بالهوية الوطنية، ومتمكن من المهارات العلمية والحياتية ومهارات العصر.

تعتبر مجالس أولياء أمور الطلاب واحدة من هذه المؤسسات التي حدّدت اختصاصاتها ومساراتها وصلاحياتها وفق لائحة معتمدة من وزارة التربية والتعليم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية في الدولة، وتقع على عاتق هذه المجالس سواء على مستوى المدرسة أو المنطقة مسؤوليات كبيرة، لأنها حلقة الوصل بين الأسرة والمدرسة، وهي معنية بالمساهمة في رسم ملامح جيل المستقبل.

ومن هذا المنطلق نظمت منذ أيام الوزارة المؤتمر الأول لمجالس أولياء الطلبة، تحت عنوان «شركاء في مسيرتنا»، وشارك فيه نخبة من الخبراء والتربويين وأولياء أمورالطلبة وقيادات الوزارة والمتخصصين بهدف تعزيز دور أولياء الأمور في الارتقاء بمسيرة التعليم بالدولة، وتسليط الضوء على أهم القضايا التربوية والتعليمية المنتشرة في الميدان التربوي، وإشراك أولياء الأمور في حل القضايا الطلابية، وتحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية المختصة بالجانب التعليمي، ولنقل أفضل الممارسات التربوية على مستوى الدول المشاركة، وللتواصل والتكامل مع جميع شرائح المعنيين بتربية الأبناء، وتبادل الخبرات والأفكار خدمة للعملية التربوية والتعليمية، ولتحسين جودة الممارسات الميدانية، ولإنشاء شبكة تواصل مستدامة توفر فرصاً للتعاون مع أولياء الأمور والمدارس.

أهداف طموحة صيغت بدقة وعناية وضعت أمام هذه المجالس من أجل التحفيز على المساهمة في الارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية بالدولة.

من هنا ندعو ونتمنّى من الإدارات المدرسية إتاحة الفرصة أمام هذه المجالس لممارسة الأدوار المنوطة بها، ومضاعفة الجهد لسد الهوة والفجوة الموجودة حالياً بين البيت والمدرسة وبين المدرسة ومجالس أولياء الأمور، وذلك من خلال وضع سياسة جديدة تمنح أعضاء هذه المجالس صلاحيات أكبر للمساهمة في النهوض بالعملية التربوية والتعليمية، وإعداد الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تستقطب أولياء الأمور في مختلف المناسبات والفعاليات والبرامج والأنشطة التي تنظم في المدرسة.

وتعتبر مجالس أولياء أمور الطلبة والطالبات الخمسة الموزعة على مستوى مدن الشارقة (مجلس أولياء أمور طلبة وطالبات مدينة الشارقة، والوسطى، وخورفكان، وكلباء، ودبا الحصن) نموذجاً يحتذى به على مستوى مجالس المناطق التعليمية في الدولة، لأنها تمارس صلاحياتها على أكمل وجه، حيث وفّرت لها مباني متكاملة، وخصصت لها ميزانية مستقلة لاستثمارها وتوظيفها في تنظيم البرامج والفعاليات وإطلاق المبادرات التربوية التي من شأنها تعزيز أدوارها في المدرسة.

تويتر