نقطة حبر

الإيجابية في السلوك الطلابي

تمر بحياتنا كتربويين وأسر مواقف كثيرة للأبناء والبنات، وترتبط هذه المواقف بجوانب سلوكية لدى كلٍّ منهم، وقد يكون في هذه المواقف ما هو إيجابي، وما هو سلبي، وعادة تكون المواقف الإيجابية هي السمة الأساسية التي يبنى عليها النظام القيمي للمدرسة والأسرة، فالإيجابية هي السمة الأساسية التي فطر الإنسان عليها، ولأن هذه المواقف الإيجابية هي الأساس في العملية التعليمية، فإننا نجد التربويين والأسرة يتعاملون معها كأنها ضمن الروتين اليومي، الذي تقوم عليه عملية التشغيل اليومي للمدرسة، والحياة الأسرية.

فالطالب المجتهد، والطالب المؤدب، والطالب الخلوق، وغيرهم من الذين يلتزمون بإيجابية السلوك، قد لا يلفتون الانتباه بهذه الصورة الكبيرة، التي يلفت بها الانتباه سلوك سلبي يتخطى منظومة القيم الإيجابية في المدرسة والأسرة، ومن هنا فإن كل سلوك سلبي يجد نفسه تحت الأضواء وقيد التحليل من قبل عناصر العملية التعليمية.

وفي الأسبوع الماضي، تابعنا هذا التصرف الذي قام به بعض الطلاب بالاعتداء على بعض مرافق مدرستهم في صورة نرفضها جميعاً كتربويين وآباء، ونؤكد أنها مجرد تصرف فردي وليس أبداً ظاهرة تعبر عن هذا القطاع الكبير من أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات، الذين يبدعون كل يوم في تقديم نماذج إيجابية لسلوكيات راقية، خلال وجودهم في المدرسة، أو عند تعاملهم مع المجتمع خارج أسوارها.

إن الفيديو الذي انتشر، أخيراً، حول هذه السلوكيات لبعض الطلاب، إنما يستدعي منا وقفة بسيطة كتربويين وأولياء أمور، بحيث نعيد ونجدد تأكيد مفهوم الحفاظ على المال العام والمرافق العامة والممتلكات العامة، وأن نعيد غرس هذه المفاهيم لدى الطلاب والطالبات، فمرافق المدرسة ليست ملكاً لطالب وطالبة، بل هي ملكية للدولة التي أنفقت عليها الكثير وزودتها بالأجهزة من مختبرات وتقنيات، وصالات للأنشطة التربوية واللاصفية والكثير من الأدوات والأجهزة التي تجعل هذه المرافق بيئة للتعليم والإبداع، وبناء الشخصية.

إن أكثر ما يلفت النظر دائماً في مثل هذه المواقف، هو ذلك التسارع الذي يسعى إليه البعض، ويقدم من خلال مثل تلك التصرفات على أنها القاعدة العامة، وليست الحالة الاستثنائية لتصرف سلوكي بدر من طالب أو مجموعة طلاب، لم يحسنوا التعبير عن سلوكياتهم بصورة جيدة.

لقد أحسنت وزارة التربية والتعليم في تعاملها مع هذه الواقعة من أبعاد سلوكية، إذ قررت الوزارة تشكيل لجنة سلوكية للتعاطي مع هؤلاء الطلاب، ودراسة الأسباب التي دفعتهم لمثل هذا التصرف الذي ينافي قيمنا التربوية.

إنني أدعو الآباء والأمهات، ونحن على مشارف نهاية عام دراسي مليء بالجهد والإبداع، أن يعيدوا مرة ثانية التأكيد على أدوارهم كشركاء للمدرسة في غرس القيم وتأكيدها في نفوس الأبناء والبنات.إن تربية الآبناء تظل مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، فكلتاهما عنصر أساسي في بناء الشخصية الطلابية المعتزة بهويتها والفخورة بمنجزات وطنها، والمتطلعة دوماً إلى مواكبة العصر، ودفع مسيرة النهضة الحضارية في بلادنا إلى آفاق أوسع.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر