"التقنية": متغيرات الثورة الصناعية الرابعة تسهم في القضاء على وظائف وتفرز أخرى

قال مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، "إن المتغيرات والمستجدات العالمية في إطار ما بات يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، ترك أثره على سوق العمل، ويساهم بشكل تدريجي في القضاء على وظائف موجودة بسبب الأتمتة، ليخلق لدينا وظائف جديدة، وهذا يجعل مؤسسات التعليم تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في إعداد طلابنا لوظائف لم توجد بعد"، مضيفاً أن العالم يشهد تطورات تكنولوجية متلاحقة ونمواً مذهلاً في الذكاء الصناعي، والذي نراه في السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار وانترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو وغيرها.

وأفاد بأن الاستراتيجية الجديدة للكليات "الجيل الثاني" تستهدف من خلال نموذجها المبتكر "التعليم الهجين" تخريج الكفاءات النوعية من خلال الربط بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي والمهارات الوظيفية، وتمكين الطلبة من التخرج بشهادة أكاديمية وأخرى احترافية معترف بها عالمياً، لضمان جاهزيتهم للتعامل مع سوق العمل المتغير، في إطار الحرص على بناء الشراكات الاستراتيجية مع قطاعات العمل والصناعة بما يتيح للطالب فرص التطبيق والتدريب المهني المرتبط بواقع سوق العمل واحتياجاته، ويدعم إنتاجه للأفكار والحلول الإبداعية القابلة للتحقيق على أرض الواقع.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الدولي الأول للعلوم والهندسة والتكنولوجيا المتقدمة (ASET’18)، والذي انطلق أمس في كلية التقنية العليا للطلاب بدبي، ويستمر لمدة يومين، بمشاركة نحو 150 باحثاً، ومختصاً، وأعضاء هيئة تدريسية، من أكثر من 20 دولة في مختلف التخصصات الهندسية لمناقشة أحدث ما توصلوا إليه على مستوى البيئة المستدامة والبنية التحتية، والطاقة المتجددة والمستدامة، وتكنولوجيا الطيران والفضاء، وتطور الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والميكاترونيكس وتطبيقاتها، والمواد المتقدمة والتصميم والتصنيع.

ولفت الشامسي إلى أن هذه المتغيرات والتحديات المستقبلية جعلت دولة الإمارات تضع رؤى وخططا استشرفت فيها المستقبل، لبناء اقتصاد المعرفة القائم على الاستثمار الأمثل لثروة المعرفة، من خلال ابتكار أفكار وحلول وتطويرها لتصبح خدمة أو منتجاً ذا قيمة اقتصادية، وركزت قيادة الدولة على الابتكار ووضعت له استراتيجية وخططاً ومبادرات لجعله ثقافة راسخة وأسلوب عمل وحياة، من منطلق القناعة بأنه ثروة مستدامة ستعزز من ريادة وتقدم الدولة، فالابتكار اليوم أولوية، والمعرفة ثروة والإنسان هو الأساس لكل ذلك.

وأضاف أن الابتكار جزء أساسي من استراتيجية كليات التقنية العليا، إذ تم طرح العديد من المبادرات لتعزيز ثقافته على مستوى أعضاء الهيئة التدريسية والهيئة الإدارية، وكذلك بالنسبة للطلبة بشكل خاص، من خلال خلق البيئة التعليمية المحفزة للابداع من خلال مساقات الابتكار وريادة الأعمال ومن خلال تطوير المباني والخدمات بالإضافة الى مبادرات رائدة منها "فضاءات الابتكار ، وتأسيس مختبر للأبحاث والتطوير متعدد الأغراض بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، وتأسيس "أكاديمية إيون للواقع الافتراضي والمعزز" كلها مبادرات تدعم تحقيق الربط بين الطالب وسوق العمل بشكل مبكر وتنمية مهارات القرن الـ21 لديه.

من جانبه أوضح نائب مدير كليات التقنية العليا للشؤون الأكاديمية (بالإنابة) والعميد التنفيذي لبرنامج الهندسة، الدكتور محمد الجراح، خلال المؤتمر الذي نظمته الكليات بالتعاون مع الجمعية العالمية (IEEE)، أن الكليات حريصة على جعل طلبتها جزء من مثل هذه الأحداث العالمية، لهذا لم يتم التركيز فقط على الحضور الطلابي للمناقشات بل تم عقد مسابقة بعنوان "ملصق طالب" وهي لعرض أفضل المشاريع الطلابية حيث شارك نحو 170 طالباً بنحو 40 مشروعا تطبيقيا هندسيا مبتكرا، سيتم اعلان الأفضل من بينها في نهاية المؤتمر وتكريم الفائزين.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لخلق شبكة من التواصل والبحث الفعالة بين أعضاء هيئة التدريس في الكليات العاملين في المجالات الهندسية والأكاديمين والخبراء ورواد الصناعة من مختلف الدول بما يعزز تبادل الخبرات والمناقشات حول العلوم والتكنولوجيا المعاصرة وبما يدعم تطوير البحث العلمي، مشيرا الى أن الأوراق التي تم عرضها في المؤتمر تم اختيارها من خلال لجنة تضم 120 عضوا من الخبراء والمختصين حيث تم اختيار الاوراق التي تمثل مراكز ومؤسسات تعليم وبحوث عالمية وفق معايير جودة لضمان تحقيق الاستفادة المطلوبة.

 

تويتر