نقطة حبر

إجازة سعيدة

تعتبر إجازة منتصف العام الدراسي مرحلة مهمة في حياة الطالب، ومن هنا حرص النظام التعليمي على حسن اختيار موعدها، وتحديد فترتها الزمنية بدقة، فالإجازة ليست مجرد فترة زمنية منفصلة تقتطع من أجندة العام الدراسي، وإنما تحمل الإجازة مفاهيم ومقاصد تربوية وتعليمية ومجتمعية، فهي مجددة لطاقة الطالب ونشاطه، وهي من ناحية أخرى فرصة يعيد فيها الطالب تقييم أدائه خلال الفصل الدراسي السابق، فيقف على نقاط الضعف ومكامن القوة في مسيرته، وهي فرصة لأن يعيد تخطيط أهدافه التعليمية تجاه المساقات الدراسية.

بالتأكيد تحمل الإجازة المدرسية دلالات كثيرة تجاه التماسك الأسري، والتفاعل بين مختلف أعضاء الأسرة الواحدة، خصوصاً ونحن نعيش عصر المعرفة وتحدياته الكبيرة، فاليوم نحن أمام الأسرة العاملة الأب والأم في العمل والأبناء في المدرسة، ومن هنا تأتي أهمية أن تحسن الأسرة التخطيط لقضاء الإجازة، وهناك آباء وأمهات يأخذون إجازاتهم متزامنة مع إجازة الأبناء في منتصف العام.

أسر كثيرة تجعل الإجازة فرصة للمّ الشمل، وزيارة الأهل والأقارب، والتواصل بين الأجيال، حيث يلتقي الأبناء والبنات مع الأجداد، يتعلمون منهم الخبرات والقيم وأنماط الحياة، بالإضافة إلى تركيز الأسرة على تنمية المواهب والمهارات الفردية وشخصياتهم، وتوسعة مداركهم وتنمية قدراتهم، واستغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة.

فقد جاءت مبادرات وطنية كثيرة حملت التميز والريادة للطلبة، خلال إجازة منتصف العام الدراسي، من خلال المعسكرات التي أقامتها واستقطبت شرائح طلابية واسعة من مختلف الأعمار، فقد التقى هؤلاء الطلبة تحت مظلة وطنية وأهداف سامية، وتعرفوا إلى بعضهم بعضاً، ومارسوا أنشطة تراثية ترسخ الهوية الوطنية، وتعزز الولاء والانتماء الوطني.

إن جهود مختلف المؤسسات الوطنية مقدرة في هذا الصدد، فقد كانت ولاتزال فرحة الطلبة كبيرة بهذه المعسكرات الوطنية، وتلك الأنشطة التي بثت في وجدان كل منهم أسمى معاني العزة والفخر بالوطن وقيادته.

فهذا معسكر استقطب أبناء الشهداء الأبرار، وجمع تحت رايته أبناء وبنات فخر الوطن، بل جمع الوطن كله، كأنه رسالة بأن شهداء الوطن الأبرار سيظلون حاضرين في وجداننا.

وذاك معسكر في البر يعلم الطلبة تراث وعادات وتقاليد الأجداد، وكيف نحافظ عليها في الوقت نفسه، الذي نخطو فيه بقوة نحو المريخ، إنها ثنائية الإبداع الإماراتي في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقد أقامت جهات عدة على مستوى الدولة ملتقيات ومؤتمرات عدة لتدريب وتطوير الطلبة في المجال العلمي، وتبني الموهوبين والمبدعين.

مع كل الجهود المبذولة في توفير أجواء من السعادة للأبناء، خلال الإجازة تبقى جهود الأسرة ركيزة هذا الأمر وعنوانه الأكبر.

كيف نجعل الإجازة سعيدة؟! هذا هو السؤال الأهم، وإجابته مسؤولية الجميع.

تويتر