آباء يرونها أنسب للحفاظ على حرمة البيوت.. وآخرون لا يثقون بمعلميها

الدروس الخصوصية عبر «سكايب».. مدرسون خارج الحدود بأسعار مخفضة

إعلانات تفيد بتقديم دروس خصوصية عبر الإنترنت. الإمارات اليوم

ابتدع ممتهنو الدروس الخصوصية وسيلة جديدة للترويج لأنفسهم، تتيح لهم التدريس للطلاب من خارج الدولة بأسعار مخفضة عبر وسائل الاتصال والتطبيقات الحديثة مثل «سكايب»، و«إيمو»، وهي الوسيلة التي لاقت إقبالاً من أولياء أمور، لانخفاض أجور المدرسين مقارنة بأسعار الدروس الخصوصية التقليدية. ونشر مروجو هذه الخدمة إعلانات لهم عبر المواقع الإلكترونية، تزامناً مع امتحانات نهاية العام.

ورأى أولياء أن هذه الخدمة أنسب للعادات والتقاليد، إذ إنها لا تنتهك حرمة البيوت، كما الحال عندما يزور المعلم الطالب في بيته، فضلاً عن أن أجر المدرس أرخص، فيما رآها آخرون غير مناسبة، لعدم ثقتهم بالمعلمين الذين يستغلون التكنولوجيا لإعطاء الدروس الخصوصية.

ويلجأ الطلبة إلى هذه الوسيلة، سواء عن طريق المواقع أو الاتصال بمعلمين بشكل شخصي، لأنها لا تقيدهم بمواعيد محددة، إذ يستطيع الطالب تحديد الموعد المناسب له، ولن يرفض المعلم، لأنه لن يضطر إلى الخروج من منزله.

دور الآباء

دعت وزارة التربية والتعليم ذوي الطلبة إلى عدم التجاوب مع الأساليب التي يلجأ إليها أشخاص غير مؤهلين لتقديم محتوى تعليمي تحت مسميات مختلفة، والتركيز على تعزيز مهارات أبنائهم غير الأكاديمية، إذ تلعب الأسرة دوراً مهماً لترسيخها في نفوسهم، بدلا من التركيز فقط على التحصيل الأكاديمي.

وأكدت الوزارة أن دور الأب في متابعة تعليم ابنه أهم من دور المعلم الخصوصي، سواء كان ممن يعطون الحصص الخصوصية بشكل مباشر أو عن طريق الإنترنت، مشدّدة على أهمية تضافر الجهود من أجل مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل عام، أياً تكن الجهة التي تقدمها.


• نستهدف الطلبة الكبار لأنهم أقدر على التعامل مع التدريس «عن بُعد» وأكثر انضباطاً.

معلمون


• الدروس الخصوصية من خارج الدولة، أرخص في أسعارها مقارنة بالدروس التقليدية.

أولياء أمور طلبة

وأفاد معلمون يقدمون هذه الخدمة، بأنهم يستهدفون الطلبة عموما، لكنهم يفضلون دارسي البكالوريوس والماجستير، لأنهم أقدر على التعامل مع التدريس «عن بُعد»، من حيث التركيز والانضباط، والتفاعل الإيجابي.

وتشير صفحات لمواقع الدروس الخصوصية «عن بُعد» إلى أن غالبيتها تدار من خارج الدولة، وتستقطب المعلمين أو من لديهم مهارة التدريس للعمل فيها، كما تستهدف الطلبة من خلال المنتديات وصفحات الـ«فيس بوك» وصفحات المدارس على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تتقاضى المقابل المالي عن طريق «فيزا كارد» بعد تسجيل الطلبة في الموقع.

وقالت أم لأربعة طلاب، إنها تواصلت مع معلمة في موطنها، وطلبت منها إعطاء أبنائها درساً خصوصياً في الرياضيات، عن طريق «سكايب»، لافتةً إلى أن المعلمة تتقاضى ما يعادل 20% من سعر الساعة التي يطلبها المعلم داخل الإمارات.

وأضافت: «في نهاية الشهر لا يصل إجمالي المبلغ المدفوع للمعلمة إلى القيمة التي يتقاضاها المعلم داخل الإمارات لتدريس حصة أو حصتين».

وأعلن شخص استعداده لإعطاء دروس خصوصية، قائلاً في إعلانه: «دكتور جامعي، مستعد لتدريس الرياضيات والفيزياء والإحصاء، سواء عن طريق الإنترنت أو الحضور إلى بيت الطالب»، فيما قالت أخرى إن لديها خبرة في الإمارات لمدة 15 عاماً، وتستطيع تدريس طلبة التعليم الأساسي حتى الجامعي، عن طريق الإنترنت أو الحضور الشخصي.

وأشار موقع إلى أنه يوفر التدريس لطلبة الثانوية في الوطن العربي، عن طريق الإنترنت دون الحاجة إلى تكبد مشقات التنقل واستئجار الفصول، والتغلب على مشكلات المسافة والجهد في البحث عن الشرائح المستفيدة بالنسبة للمعلمين. وأضاف أنه يوفر آلية يجتمع من خلالها المعلم بالطلبة عبر فصول افتراضية، صممت خصيصاً للتدريس عن بُعد.

وعرض موقع ثانٍ خدمات للمعلمين الذين يستهدفهم للتدريس، فعلاوة على الراتب المجزي، فإنه يوفر لهم صفحات تعريفية بهم، إذ يقوم كل معلم بإعداد صفحته بنفسه، ويمكن أن تحتوي على معلومات عن كيفية الاتصال به، مع صورة شخصية له، والمواعيد التي تناسبه.

وقال معلم يعطي دروساً خصوصية من خلال موقع متخصص، لـ«الإمارات اليوم»، إن سعر الساعة الواحدة في الدرس الافتراضي، يحدد وفق الوقت المخصص للحصة وعدد المتلقين، ففي حال بلغ عدد الطلبة 10، وهو أقل عدد للمجموعة، فإن سعر الساعة لكل منهم 50 درهماً، وإذا زاد العدد إلى 20 طالباً، وهو أقصى عدد للمجموعة، فإن سعر الساعة لكل منهم 35 درهماً، مقسمة بين المعلم وإدارة الموقع.

ورحب محمد علوان، وهو ولي أمر طالب، بهذه الخدمة، لأنها تضمن عدم دخول غرباء إلى بيته، ما يحفظ خصوصية البيت، مشيراً إلى أن الدروس الخصوصية عن بُعد أقل كلفة من حضور الدروس الخصوصية العادية.

في المقابل، يرى أولياء أمور أن الدروس الخصوصية عبر الإنترنت غير مفيدة، لأن الطالب يتعامل مع آلة، وربما يمل من متابعة المعلم، فضلاً عن أنه من غير المؤكد ما إذا كان من يدرّس عبر الإنترنت مدرسٌ متخصص أو لا.

وأكد طلاب أنهم يفضلون الدروس الخصوصية عبر الإنترنت، لأنهم يستطيعون تحديد الجزء الصعب من المنهاج، والحصول على المساعدة فيه، على عكس الدروس الخصوصية التقليدية التي يتم التعاقد فيها مع المعلم على المنهاج كله، وتستمر الحصص طوال العام، ما يزيد من الكلفة بشكل كبير.

تويتر