«جنايات دبي» قضت بسجنهما 3 سنوات.. و«الاستئناف» خففت الحكم

«صديقا السوء» يتبادلان الاتهامات أمام النيابة

المتهمان تراجعا عن أقوالهما أمام «جنايات دبي». تصوير: باتريك كاستيلو

كشفت صداقة السوء بين شابين (خليجيين) عن معدنها الحقيقي، حين انقلب كل منهما على الآخر خلال التحقيق معهما في جريمة سرقة بالإكراه، فاتهم الأول الثاني بأنه هو الذي نفذ الجريمة، وكذا فعل الأخير، لتحسم محكمة الجنايات مسألة إنكارهما ومحاولة كل منهما إلقاء التهمة على الآخر، وتنتهي إلى أنهما مسؤولان عن جميع الأفعال التي ارتكبت حتى لو لم يرتكب بعضها، وأدانتهما بسرقة محفظة تحوي مبلغ 7000 درهم بالإكراه، وقضت بسجنهما ثلاث سنوات، وأيدت محكمة الاستئناف في دبي إدانتهما لكنها خففت الحكم بقصد الرأفة ليصبح الحبس عاماً واحداً لكل منهما.

وبحسب أوراق الدعوى اتفق صديقان شابان (خليجيان) على سرقة أموال أشخاص في الطريق العام، وأثناء تجولهما في سيارة والد أحدهما رصدا شخصاً داخل سيارته في أحد المواقف العامة، فهبط أحدهما وطلب من المجني عليه إنزال النافذة لكنه رفض، ففتح الباب، ونزل المجني عليه، ثم حاول المتهم لكمه لكنه تفادى الاعتداء، ولاحظ المتهم وجود محفظة في باب السيارة من الداخل، فسرقها ولاذ بالفرار برفقة صديقه.

وأفادت الأوراق بأن المتهمين انطلقا بعد ذلك إلى محطة بترول في منطقة ند الحمر، واستعمل أحدهما البطاقة الائتمانية التي كانت بمحفظة المجني عليه في شراء بعض الأغراض من متجر المحطة، لتصل رسالة نصية بعملية الشراء إلى هاتف المجني عليه الذي أبلغ الشرطة لتتوصل بسهولة إلى هوية المتهمين بعد تتبعهما من نقطة وصولهما إلى محطة البترول.

وأفاد شاهد من شرطة دبي في تحقيقات النيابة العامة بأنه بعد الإبلاغ عن الواقعة مباشرة، استخدم المتهمان بطاقة بنكية تخص المجني عليه في عملية شراء من إحدى محطات البترول، فتوجه فريق العمل من رجال التحريات إلى هناك، ورصد شخصين ينزلان من سيارة موديل «كامري»، حددت هوية صاحبها مباشرة، وتم التأكد من أن ابنه هو الذي كان يقودها، فتم ضبطه.

وبسؤال المتهم الأول عن الواقعة أفاد بأن صداقة تربطه بالمتهم الثاني، وكانا يتجولان سوياً بسيارة والده، وطلب منه صديقه التوقف قرب مركبة تقف في أحد المواقف العامة في ساعة مبكرة يوم الواقعة، ونزل وطلب منه مغادرة المكان وسيلحق به، وعاد بعد خمس دقائق بسيارة أجرة، وأخبره بأنه سرق محفظة المجني عليه بعد ضربه، لافتاً إلى أنه طلب من صديقه مبلغاً مالياً لشراء بعض الأغراض فأعطاه بطاقة بنكية تخص المجني عليه، فاستخدمها في الشراء.

من جهته كذب المتهم الثاني رواية صديقه، وقرر في تحقيقات النيابة العامة أنه كان برفقة الأخير في سيارة والده، ومن ثم رصد صديقه سيارة تقف في أحد المواقف العامة، فتوقف وطلب منه الانتظار في السيارة، ونزل منها وباغت المجني عليه وسرق منه المحفظة، وتوقفا في المحطة واستخدما البطاقة في عمليات الشراء.

إلى ذلك تراجع المتهمان عن أقوالهما أمام محكمة الجنايات وأنكرا ما أسند إليهما من اتهامات، وحاول دفاعهما التشكيك في الأدلة، ودفع محامي أحدهما بانتفاء ركن الإكراه في جريمة السرقة.

من جهتها وبعد النظر في الدعوى واعترافات المتهمين في أحد مراحل الدعوى، انتهت المحكمة إلى توافر ركن الإكراه، وعدم توافر ركن الاحتيال بحسب الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة، ولم تلتفت إلى إنكار المتهمين ومحاولة كل منهما إلقاء التهمة على الآخر، وقضت بإدانتهما ومعاقبتهما بالسجن ثلاث سنوات وغرامة 8223 درهماً.

إلى ذلك طعن المتهمان على الحكم أمام محكمة الاستئناف التي انتهت إلى إدانتهما كذلك، واستعملت الرأفة وخففت العقوبة إلى الحبس عاماً مع الغرامة المقررة.

• المتهمان سرقا حافظة نقود واستخدما البطاقة الائتمانية في شراء بعض الأشياء.

تويتر