سدّدوا 250 ألف درهم لتسوية قضيته المالية

5 متبرعين يساعدون «سعيد» في الخروج من السجن

«سعيد» يستعد للخروج من السجن بعد تسوية قضيته المالية. من المصدر

أنهى خمسة متبرعين معاناة المواطن، أحمد سعيد، المسجون في سجن عجمان على ذمة قضية مالية، بقيمة 250 ألف درهم، خاصة بمكفوله الهارب، إذ قرر المتبرع الأول مساعدة السجين بمبلغ 100 ألف درهم، والثاني بمبلغ 50 ألف درهم، كما قررت شركة «الوليد للعقارات» في دبي التبرع بمبلغ 50 ألف درهم، وأسهمت متبرعة بمبلغ 40 ألف درهم، والخامس تبرع بمبلغ 10 آلاف درهم، وبذلك يستطيع (سعيد) تسوية مديونيته والخروج من السجن، القابع فيه منذ أبريل الماضي.

وعلى الفور بدأ «الخط الساخن» التنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، من أجل تحويل مبلغ التبرع إلى «صندوق الفرج»، الذي يتولى بدوره إجراءات تسوية النزاع المالي.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أمس، قصة معاناة المواطن، أحمد سعيد، البالغ من العمر 40 عاماً، القابع خلف القضبان، منذ ستة أشهر، على ذمة قضية مالية بقيمة 313 ألف درهم، بسبب كفالته شخصاً آسيوياً واستخراج رخصة تجارية له، لكن الآسيوي فشل في إدارة المشروع التجاري، وتراكمت عليه ثلاث قضايا مالية، وعندما عجز عن السداد هرب خارج الدولة، وأصبح المواطن مطالباً بسداد هذه المبالغ المترتبة على مكفوله الهارب، وحاول (سعيد) إنهاء المشكلة لكنه لم يستطع، كذلك عجز عن سداد الدَّين، وفجأة وجد نفسه في السجن، ونجح «صندوق‭‭ ‬‬الفرج»، التابع لوزارة الداخلية، في عمل تسوية مع صاحب الدَّين، وتم تخفيض المبلغ إلى 250 ألف درهم.

وسبق أن روى أحمد قصته لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «كنت أعمل في جهة حكومية بدبي، وكانت حياتي مستقرة أسرياً واجتماعياً، وفي عام 2006 جاء شخص يحمل جنسية دولة آسيوية، وطلب مني كفالة واستخراج رخصة تجارية له، وسارت الأمور طبيعية، لكن في السنوات الماضية تراكمت على مكفولي ثلاث قضايا مالية، وهرب إلى خارج الدولة، وباعتباري صاحب الرخصة ووكيل خدمات تحولت هذه القضايا ضدي».

وأضاف: «حاولت جاهداً عمل تسوية في القضيتين الأولى والثانية، ووافق الأطراف على تقليص مبلغ القضايا المالية، وجمعت المبلغ من الأهل والأصدقاء، ولم يتبقَّ سوى القضية الثالثة بقيمة 313 ألف درهم، التي دخلت بسببها سجن عجمان المركزي، في شهر أبريل الماضي، وأكملت حالياً ستة أشهر خلف القضبان، ونجح أخيراً (صندوق‭‭ ‬‬الفرج‮) في عمل تسوية مع الدائن لتقليص المبلغ إلى 052 ألف درهم».

وأشار إلى أنه يقيم في دبي، وكان يعمل في إحدى الجهات الحكومية براتب 32 ألف درهم، وفي ظل المستلزمات المالية المترتبة عليه، من بناء مسكن وغيره، لا يبقى من راتبه إلا نحو 7000 درهم، وهو المعيل الوحيد لأسرته المكونة من والديه وزوجته وطفلين.

يشار‭‭ ‬‬إلى‭‭ ‬‬أن‭‭ ‬‬ ‭‭ ‬‬‮«صندوق‭‭ ‬‬الفرج‮»‬‭‭،‬‬ وقّع‭‭‬‬ مذكرة‭‭ ‬‬تفاهم‭‭ ‬‬مع‭‭ ‬‬مؤسسة‭‭ ‬‬دبي‭‭ ‬‬للإعلام‭‭ ‬‬ممثلة‭‭ ‬‬في‭ ‬‮‮ «‬الإمارات‭‭ ‬‬اليوم‮‮»‬‬،‭‭ ‬‬بهدف‭‭ ‬‬التعاون ‬‬لمساعدة‭‭ ‬‬الحالات‭‭ ‬‬الإنسانية‭‭ ‬‬من‭‭ ‬‬نزلاء‭‭ ‬‬المنشآت‭‭ ‬‬الإصلاحية‭‭ ‬‬والعقابية‭‭ ‬‬من‭‭ ‬‬المعسرين‭‭ ‬‬على‭‭ ‬‬مستوى‭‭ ‬‬الدولة،‭‭ ‬‬وتسوية‭‭ ‬‬قضاياهم‭‭ ‬‬المالية، ‭‭‬‬تمهيداً للإفراج‭‭ ‬‬عنهم.


موقف نبيل

أعرب المواطن، أحمد سعيد، عن سعادته وشكره العميقين للمتبرعين الذين تعاطفوا مع قضيته، واستجابوا لندائه سريعاً، مؤكداً أن وقفتهم النبيلة معه أثناء معاناته تدل على إنسانيتهم، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها. وأضاف أن هذه الوقفة ليست غريبة على شعب الإمارات، فهو دائماً سباق لمد يد العون والمساعدة لكل محتاج، مشيراً إلى أنه تعلم الكثير من خلال هذه التجربة المريرة، ولن يمنح ثقته ألا لمن هم أهل لها.

تويتر