التبت ينتفض ضد قبضة الصين
شكَّلت قضية إقليم التبت أحد النزاعات السياسية الكبرى التي تشهدها الصين منذ 50 عاماً، وتؤكد بكين منذ القرن الثالث عشر أن التبت، أو «المملكة الدينية البوذية» التي تبلغ مساحتها 1.2 مليون كلم مربع، وتضم 2.7 مليون نسمة، اقليم صيني. وبعد عام من إعلان ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية، قامت القوات الصينية باحتلال الاقليم، وكان ذلك في العام .1950 وبعد تسع سنوات من ذلك، بدأت حركة احتجاج واسعة قوبلت بالقمع، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا.
وبدا المتظاهرون هذه المرة أكثر جرأة من أي وقت مضى، فبعد أن كان الكفاح من أجل الاستقلال سلمياً وتغلب عليه السرية، حيث كان الكبار يلقنون الصغار عبارات الحرية مثل «التبت مستقلة» و«عاش الدلاي لاما»، أصبح التبتيون أكثر شجاعة وإصراراً على مواجهة الحكومة المركرية. وقد كان الرهبان البوذيون طليعة حركة التمرد وخرج الآلاف منهم إلى الشوارع، متحدّين قوات مكافحة الشغب.
فرصة مواتية يقول الناشطون التبتيون في الإقليم وخارجه إن 2008 عام الحظ بالنسبة للشعب التبتي، حيث يجب لفت أنظار العالم، ليعرف قضية سكان الإقليم. وتنظم الصين دورة الألعاب الأولمبية هذا العام، وتتوقع الصين نجاحاً كبيراً لهذه الفعاليات، نظراً للاستعدادات التي تقوم بها بكين منذ سنوات. إلا أن الأمر الذي أغفلته القيادة الصينية، هو احتمال تفجر الاحتجاجات في الاقليم الذي طالما قض مضجع الساسة الصينيين منذ مئات السنين. ويقول أحد الناشطين التبتيين، انها فرصة ذهبية لنعرف العالم بقضيتنا، وأن نفوت الفرصة على النظام الصيني، للاستمتاع بالنجاح في تنظيم الألعاب. ويؤكد أحد الرهبان المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة، «ليس لدينا أي مشكل مع مواطنينا الصينيين.. مشكلتنا مع النظام في بكين. ويذكر في هذا الصدد أن المجموعة الغربية تلقي باللائمة على الحكومة الصينية، بسبب انتهاكاتها لحقوق الانسان، إلا أن حدة الخلاف بين الغرب والصين تراجعت في الآونة الأخيرة، بعد النمو الاقتصادي الكبير الذي حققته بكين، وباتت منافساً حقيقياً في الأسواق العالمية. شعب الرهبان ولهذا السبب اختار التبت حق تقرير المصير، عن طريق النضال السلمي طويل الأمد. والعاصمة لاسا هي «أرض الآلهة» حسب اعتقاد الناس في التبت، وتوجد بها العديد من المعابد العريقة، التي يؤمها الآلاف من المصلين يومياً، والتي تكتظ بداخلها بعشرات الرهبان. فأهل التبت هم شعب من الرهبان، فما من عائلة إلا وأحد أفرادها على الأقل من الرهبان أو الراهبات، ويصعب على المرء التفريق بينهم، فالجميع يحلقون رؤوسهم، ويلتحفون برداء أحمر داكن.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news