أقول لكم

محمد يوسف

  

جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري الأوفر حظًا للرئاسـة في الولايات المتحدة الأميركية يبلغ من العمر اثنين وسبعين عامًا، وهو متجاوز لسـن التقاعد الطبيعي لدينا باثنتي عشرة سنة، أما بمفهوم الإدارات الشابة فهو «عـديم الصلاحية» منذ ما يقارب الثلاثين سـنة.


وهيلاري كلينتون، «حليلها» تستأهل أن تكون رئيسة إذا ما فازت بترشيح الحزب ، فهي لم تتجاوز الثانية والستين، ونظام تقاعدنا من الممكن أن يمدد لها ما دامت ليسـت مواطنة، ولم تكن مديرة مدرسة اسـتهلكت عمرها في التعليم فاختصرت حياتها العملية عند الأربعين.  أما باراك أوباما فهو «حديد»، لأنه يخطو خطواته الأولى في الخمسين، ويحمد ربه صباحًا ومساءً، لأنه لم يقع تحت سمع  «شـركات إعادة التنظيم» وبصرها، وإلا لكان قد رحل منذ زمن بعيد إلى «مخزن» دائرة التنظيم والإدارة لإعادة التأهيل عن طريق «إهانة» العطاء والبذل والخبرة والتقدير والاحترام.


الثلاثة يتسابقون نحو البيت الأبيض ولا يعترض طريقهم أحد؛ فياسـادة أرسلوا لهم خبراء الشـركات الأميركية المنتشرين في مؤسـساتنا وهيئاتنا ليصححوا لهم المفاهيم، فهؤلاء أميركان، وقد سـمعنا كلامهم وأطعـناه، وشـتتنا خبراتنا الوطنية وأحلنا إلى المجهول شـبابًا قاربوا الأربعين، وقبلنا كلامهم حول الإدارة الحديثــة، حتى إننا بدأنا نجعــل على رأس تلك المؤسسات عباقرة من عندهم، أول ما يفتون به، هو التخلص من الذين أمضوا أكثر من خمس عشرة سـنة في الخدمة، أو من «شـم» سـن الخمسين، وهم هناك يأتيهم ماكين ليقص عليهم «حزاوي» الأسر في فيـتنام ، أو تقف هيلاري لتسرد حكايات ما قبل النوم عن البيت السعيد والأسرة المتماسكة وأضرار التدخين ، هذا لا يجوز، بصراحة عيب أن نترك أميركا «تتـبهدل» مع رئاسـة «عواجيز» نحن لا نقبل بمن هم في نصف عمرهم قادة لمؤسـسات وهيئات، إن أمن العالم وسـلامة البشر تدعونا،وخاصة أصحاب الفكر الشـاب الذين نظفوا قطاعنا الإداري بأكمله تقريبًا من «بالغي الأربعين»، هؤلاء مدعوون لإعطاء الأميركان درسـًا في الإدارة، على الأقل من باب رد الجمـيل! 

myousef_1@yahoo.com
تويتر