فضيحة تهرّب ضريبي غير مسبوقة في ألمانيا

 
تشهد ألمانيا فضيحة تهرب ضريبي غير مسبوقة في تاريخ البلاد ادت الى ملاحقة عدد من المواطنين مثيرة جدلاً داخلياً في ظل احتكاك مع لشتنشتاين. ويتوقع ان تدفع هذه القضية الاتحاد الاوروبي الى البحث في تشديد قوانين مكافحة التهرب الضريبي.
 
وحصلت أجهزة الاستخبارات الالمانية من مخبر على معلومات مصرفية سرية من لشتنشتاين سمحت للقضاء الالماني بفتح تحقيق قياسي حول 1000 ثري من دافعي الضرائب يشتبه في اخفائهم اموالا في الامارة للتهرب من الضرائب.
 
وطالبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لشتنشتاين بأن تكشف معلومات حول الالمان الذين يستثمرون في الامارة مثلما تفعل بالنسبة للمستثمرين الاميركيين. وصرحت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها في لشتنشتاين اوتمار هاسلر في برلين «قلت بوضوح ان الاتفاقات المبرمة مع الولايات المتحدة هي اشبه بمرجع بنظرنا نحن بلدان الاتحاد الاوروبي»،

مؤكدة ان «ما هو ممكن مع الولايات المتحدة ينبغي ان يكون ممكنا معنا ايضا». وتمكنت مصلحة الضرائب الاميركية منذ 2002 من ان تفرض على لشتنشتاين رفعاً جزئياً لسريتها المصرفية. وقال هاسلر من جهته «حين ننظر في مضمون الاتفاق ضد التهرب» الذي يجري التفاوض بشأنه بين لشتنشتاين والاتحاد الاوروبي «يمكننا القول اننا نسير في هذا الاتجاه».
 
واضاف «من مصلحتنا ان تفضي المفاوضات الى نتيجة». واتهم ولي عهد الإمارة ألمانيا بالتعدي على سيادة لشتنشتاين بشراء معلومات مصرفية مسروقة من احد مصارفها من اجل ملاحقة الالمان الذين يتهربون من دفع الضرائب، ملمحا الى ان العملية تهدف الى الضغط على بلاده لارغامها على رفع سريتها المصرفية.
 
وأقرت ألمانيا بأنها دفعت بين أربعة وخمسة ملايين يورو لمخبر بموافقة من الحكومة من اجل الحصول على هذه المعلومات. وذكرت الصحافة ان المحققين الالمان حصلوا من مخبر في لشتنشتاين على حجم غير مسبوق من المعلومات المصرفية السرية تعود الى السبعينات.
 
وقال المحامي يان اولاف لايسنر المتخصص في المسائل الضريبية في ميونيخ لصحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» أول من أمس «لم يسبق لي أن شهدت حالة مماثلة حصل فيها المحققون على مثل هذا الحجم من المعلومات». واضاف ان «المعلومات تعود الى السبعينات والثمانينات».

ولا تقتصر المعلومات وفق الصحافة على معطيات معلوماتية بل تتضمن ايضاً نسخ عقود. وباشر مفتشو الضرائب وبينهم 50 لمنطقة ميونيخ وحدها عشرات التحقيقات عبر البلاد منذ اسبوع بعدما حصلوا بواسطة أجهزة الاستخبارات الالمانية على قرص مدمج يتضمن معطيات سرية حول مئات من زبائن مصرف اي جي تي في لشتنشتاين سعى العديد منهم الى إخفاء مداخيل.

وذكرت صحيفة «فيست دويتشه الغيمايني تسايتونغ» امس أن اجهزة الاستخبارات لم تحلل معطيات القرص المدمج بل وزعتها مباشرة على محققي الضرائب في وستفاليا شمال رينانيا الذين باشروا التحقيقات. وتثير المسألة جدلاً منذ بضعة أيام في ألمانيا حول دور أجهزة الاستخبارات الالمانية فيها.
 
وافادت الصحف ان الدولة الالمانية استعادت بفارق كبير المبلغ الذي دفعته لقاء الحصول على المعلومات بفضل الغرامات التي فرضتها والعائدات الضريبية التي جبـــتها بعدما ســـارع دافعو الضرائــب في الايام الاخيرة الى الافصاح عن اموالهـــم خوفاً من الملاحقات القضائية
.
تويتر