أمراض القلب تقتـل 8.6 ملايـيــن امرأة سنوياً

تحت عنوان «غو ريد فور وومن» انطلقت، أخيراً، في «ديرة سيتي سنتر» بدبي، حملة التوعية الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء، وتهدف الحملة التي تقام بدعم من هيئة الصحة في دبي، وهي مبادرة تنظم بمشاركة أكثر من 30 طبيبا حول العالم، إلى حث النساء على معرفة أعراض أمراض القلب والسكتة الدماغية ومخاطر الإصابة بهما، وتسليط الضوء على هذه الأمراض التي تعد السبب الأبرز وراء وفيات النساء حالياً.

ووصف الاستشاري رئيس قسم القلب في مستشفى راشد رئيس قسم جمعية القلب الإماراتية، الدكتور فهد عمر باصليب، الأرقام التي تخص نسبة النساء المصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية بـ«المخيفة، والمرتفعة جداً، ومن بين 17.5 مليون حالة وفاة، هناك 8.6 ملايين امرأة تتوفى بسبب أمراض القلب»، لافتا الى وجود اعتقاد لدى كثيرين بأن هذه الأمراض تصيب الرجال فقط، رغم أنها في الواقع منتشرة بين النساء والرجال على حد سواء، وهي السبب الأول للوفاة في الدولة، وعالمياً، بحسب منظمة الصحة، و«ستبقى أمراض القلب السبب الأول للوفاة إلا في حال القيام ببعض الخطوات»، حسب باصليب الذي شدد على ان الهدف الأساسي من الحملة، توعوي بالدرجة الأولى، للتنبيه الى خطورة أمراض القلب، وكيفية اكتشافها وأعراضها.

أسباب

تشمل الحملة المخصصة للسيدات فحوص مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم، ونسبة السكر والكوليسترول بالدم، مع جلسة استشارية فردية مع أحد الأطباء المختصين من مستشفى دبي.

وحول الأسباب التي تؤدي الى هذه الأمراض، قال باصليب لـ«الإمارات اليوم»، إن «أمراض القلب، من الأمراض التي ترتبط بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين والسمنة، وقلة الحركة، بالإضافة الى تناول الأغذية غير الصحية المشبعة بالدهون والغنية بالأملاح»، مشيرا الى أن أبرز الخطوات التي تقي منها، ممارسة الرياضة، والاقلاع عن التدخين، والمشي لـ30 دقيقة، خمس مرات أسبوعياً.

وتابع «تعد الأكلات الصحية من العوامل المخففة من الإصابة بأمراض القلب، هذا الى جانب الفحوص الدورية التي تقام بشكل منتظم»، لافتاً إلى أن عمل الهرمونات عند النساء يؤثر في أمراض، إذ تشكل فترة النضوج لديها، نوعاً من الحماية من الاصابة بهذه الأمراض، بينما في سن اليأس تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة.

وذكر رئيس قسم القلب في مستشفى راشد أن الأعراض غالباً تكون غير واضحة، وبالتالي تلجأ المرأة الى الطبيب في وقت متأخر، لأن الأعراض تبدو كأنها غير طارئة، منوهاً الى أن الدراسات التي أجريت على مستوى دول الخليج، أظهرت أن النساء يأتين متأخرات الى الطبيب، وبالتالي يصبن بمضاعفات أكثر من الرجل، ولهذا تم تخصيص الحملة للنساء، لتوعيتهن حول مخاطر هذه الأمراض.

أما لجهة الاعراض التي غالباً لا تلاحظ من قبل النساء، فأكد باصليب ان أكثرها شيوعاً، آلام الصدر، وضيق التنفس، والإحساس بالغثيان، والدوار، فيما بعض أعراض ضغط الدم والتي تسمى بالأعراض الصامتة، قد لا تظهر، ولهذا لابد من الفحوص الدورية لفحص ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري. وستقدم الحملة الفحوص المجانية للنساء، بالإضافة الى التوعية بأهمية الاقلاع عن التدخين، وضرورة التدخل الطبي المبكر لحماية النساء من المضاعفات، وعدم تفاقم الحالات الصحية، حسب باصليب.

فحوص

رأى نائب الرئيس في «ديرة سيتي سنتر»، فؤاد عبدالحق النجار، أن وجود حملات صحية في مركز التسوق، من الأمور المهمة للمركز، كونه يعد من أقدم مراكز التسوق في الدولة، مشيراً إلى أن الاهتمام بهذه الحملة، جاء نتيجة الأرقام المخيفة التي عرضت عن اصابة النساء بأمراض القلب، وأن هناك 8.6 ملايين امرأة سنوياً تتوفى نتيجة الإصابة بأمراض القلب، وهو رقم أكثر من إجمالي عدد وفيات أمراض السرطان، والسل، والإيدز، والملاريا مجتمعة.

وأضاف النجار أن «الفحوص المجانية تسهم في الكشف المبكر عن بعض الأمراض، سواء الضغط او الكوليسترول أو السكري، ما يساعد المرأة بشكل كبير على الوقاية، ودائماً الوقاية خير من العلاج».

لافتاً إلى أن الحملة بدأت تقديم الفحوص المجانية في يومي العطلة، وستستمر حتى 14 من الشهر الجاري. وأفاد بأن الحملة العام الماضي جذبت اكثر من 600 شخص، وبسبب تمديد فترتها هذا العام من المتوقع ان تجذب أكثر من 1000 شخص، معتبراً أنه يرى أن على كل مركز تجاري مسؤولية اجتماعية، وليس الترفيه والتسوق فحسب، إذ «لابد من تقديم شيء صحي ومفيد للناس، لاسيما أن مسألة زيارة الاطباء للكشف الدوري من دون سبب أمر غير شائع لدى كثيرين، والتثقيف حوله ضعيف الى حد ما.

ومركزنا سجل 20 مليون زائر في العام الماضي، وبالتالي هذا يجعل اهمية التقديم الاجتماعي للناس تتضاعف