جلسة حوارية حضرها 40 ناشراً وكاتباً ومثقفاً صينياً

محمد المر: الذاكرة البشرية تواجه تحديات حقيقية

صورة

قال رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، محمد المر، إن «مستقبل ذاكرة البشرية على مدار أكثر من 3000 سنة، أصبح مثيراً للعديد من التساؤلات، ويجابه بتحديات حقيقية، تتعلق بواقع صناعي وتجاري وفكري ارتبط بحضوره على مدار الحقب».

واقع جديد

قال محمد المر: «لاتزال أجيال كثيرة مرتبطة بالكتاب الورقي، في المقابل، هناك واقع جديد يتشكل بمزيد من الحضور والهيمنة للمعلومات الإلكترونية، والحماسة الشديدة التي يشهدها العالم باتجاه الذكاء الاصطناعي».

وأشار المر إلى أن «الكتاب الورقي استطاع أن يكون بمثابة ذاكرة البشرية على مدار ما يقارب 3000 عام، ما يعني أن التحوّل إلى الكتاب الإلكتروني سيكون مصحوباً بتغييرات كثيرة ومتعددة، ليس على الصعيد الفكري فقط، بل ما يرتبط به تجارياً وصناعياً، وفي مختلف المجالات».

وأضاف المر: «لاتزال أجيال كثيرة مرتبطة بالكتاب الورقي، في المقابل، هناك واقع جديد يتشكل بمزيد من الحضور والهيمنة للمعلومات الإلكترونية، والحماسة الشديدة التي يشهدها العالم باتجاه الذكاء الاصطناعي».

وأكد المر قناعته بأن الصين ستكون لاعباً رئيساً على الصعيد الدولي في عالم النشر، مع تطور آلياته، متكئة على مرتكزات فكرية وصناعية وتجارية راسخة، وميراث ثري عبر العصور، يتماس في جوانب منه مع ميراث حضاري وثقافي عربي، ما يضاعف من أهمية تفعيل التعاون المشترك بين الجانبين.

جاء ذلك، خلال جلسة حوارية استضافتها، مساء أول من أمس، ندوة الثقافة والعلوم، التي جمعت بين محمد المر، ووفد مجموعة «شاندوغ للنشر»، التي تضم نحو 40 ناشراً وكاتباً ومثقفاً صينياً من المهتمين بتفعيل البُعد الثقافي الصيني - العربي، بحضور عضو مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، جمال الشحي، وكوكبة من المثقفين.

واشار المر إلى أن «صناعة الكتاب من التحديات المستقبلية لظهور الوسائط المختلفة والكتاب الإلكتروني، ما يجعلنا نتساءل حول مستقبل الكتاب الورقي.. وكيف سيتشكل عقل الإنسان مع المعلومات الإلكترونية؟

وقال المر: «يمثل الكتاب طوال ما يقارب 3000 عام الوسيلة الرئيسة لحفظ الذاكرة البشرية، وهو ما جعله بؤرة حركة صناعية وتجارية وإبداعية وفكرية ارتبطت بإنتاجه، وإذا كانت هناك حماسة للذكاء الاصطناعي، فإن هناك كثيراً من التحذيرات من هذه الحماسة المفرطة، وما قد تسهم فيه من زيادة معدل البطالة، أو ما قد يرتبط بها من إساءة استخدام نتاجها من الآلات الصناعية وسواها، في غير أغراض تقدم ورفاهية البشرية». وتابع: «رغم التقدم الهائل في نتاج الوسائط الإلكترونية، وازدهار الكتاب الإلكتروني بأشكاله المختلفة، فإن الواقع يشير إلى أن الكتاب التقليدي أيضاً حاضر ومزدهر، وهناك أجيال كاملة مازالت تؤمن بالقراءة التقليدية عبره».

واعتبر المر النموذج الصيني في مجال صناعة النشر، نموذجاً عالمياً مهماً، مضيفاً: «الصين ستكون لها الريادة في مجال نشر الكتاب، لما تمتاز به من جدية وجهد ونموذج يحتذى».

وتابع: «الصين هي أول من عرف صناعة الورق، وقد نقلها العرب عنهم بوساطة بعض المخترعين الصينيين في سمرقند، وانتشرت صناعة الورق في العديد من الدول العربية في بغداد والمغرب وسورية، التي انتقلت منها صناعة الورق إلى إيطاليا، ثم إلى أوروبا كلها». وتطرّق المر في خصوصية التجربة الصينية عموماً، ومكامن تماسها تاريخياً مع الحضارة العربية، وأوجه التباين، التي أفرزت واقعاً مختلفاً في الحالتين.

ورصد المر جانباً من أوجه التشابه بين الشعبين العربي والصيني، مضيفاً: «كلاهما مرّ بمراحل تاريخية متشابهة، ففي العصور القديمة والعصور الوسطى، حيث كانتا في أوج تقدمهما العلمي والفكري، فعرفت الصين بمخترعيها، وعرف العرب بإسهاماتهم اللغوية والعلمية في الفلك والرياضيات والكيمياء، حيث كانتا من أقوى الحضارات في تلك الفترة، قبل أن يتعرضا كلاهما أيضاً لمرحلة الانحدار مقابل التفوق الأوروبي».

ورأى المر أن «القدرة على التأثير بفاعلية ملحوظة، هي سمة موجودة في الحضارتين العربية والصينية أيضاً، وأن الحضارة الصينية نتيجة لتقدمها أثرت في العديد من دول الجوار، وكذلك أثرت اللغة العربية في الحضارة الفارسية وتركيا وأفغانستان وغيرها من دول الجوار».

ولفت المر أيضاً إلى تشابه التجربتين الصينية والعربية في ما يرتبط بالعلاقة مع الغرب، مضيفاً: «في القرن الـ19 تعرّضت الصين للتدخل الأوروبي، كذلك دول عربية عدة تعرّضت للضغوط الاستعمارية والاحتلال حتى بداية القرن الـ20».

تويتر