خبراء أكدوا أن الابتكارات التقنية تصقل الواقع الجديد

رحلة الرقمنة الإستونية تلهم «إفريقيا الذكية» في «إكسبو دبي»

خلصت الجلسة النقاشية ضمن فعاليات أسبوع السفر والاتصال في معرض «إكسبو 2020 دبي»، بعنوان «عصر الابتكارات الثورية: كيف تصقل الابتكارات التقنية واقعنا الجديد»، إلى أن كامل إمكانات تكنولوجيا الابتكار في تحسين نوعية الحياة خارج الحدود وتقليل الأثر البيئي، لم يتحقق بعد.

وسلّط التبادل الملهم لوجهات النظر بين مسؤولين وخبراء التكنولوجيا، الضوء على كيفية تأثير الابتكارات التقنية على المجتمع العالمي، من تحسين الخدمات الاجتماعية وفرص العمل إلى خفض انبعاثات الكربون.

وشهدت الجلسة، التي تُعد جزءاً من منتدى أعمال السفر والاتصال في «إكسبو 2020» في إطار برنامج الإنسان وكوكب الأرض، الإعلان عن شراكة جديدة بين «تحالف إفريقيا الذكية»، و«مجموعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إستونيا»، بدعم من وزارة الخارجية الإستونية، لتقديم تجربة جديدة في تسجيل بيانات قطاع القهوة من أجل تمكين المزارعين وتحقيق الدخل المادي من الزراعة المستدامة.

 

قفزة هائلة

وساعد تبني فلسفة «القفزة الهائلة للأمام»، إستونيا على القفز في التصنيف من بلد منخفض الدخل إلى بلد مرتفع الدخل في مدة تزيد قليلاً على 30 عاماً، لتصبح الدولة الوحيدة التي تحولت إلى الرقمنة الكاملة على الصعيد العالمي، حيث تدير قطاعها العام بأكمله عبر الإنترنت.

وتشمل قصص نجاحها، الهوية الرقمية التي تُصدر في اليوم الذي يولد فيه الطفل، ثم تُطبق سياسة الخدمة الاستباقية من قبل الحكومة الإستونية، فبدلاً من أن يتقدم المواطنون بطلب للحصول على خدمة أو واحدة من حقوق المواطنة، مثل التصويت أو الدعم الشامل للطفل عند الاستحقاق، تتوافر لهم هذه الخدمات تلقائياً بفضل الهوية الرقمية.

تطوير

وقالت الرئيسة السابقة لإستونيا، كيرستي كاليولايد، في معرض وصفها لرحلة رقمنة دولتها: «أثناء عملية تطوير إستونيا، أخبرنا الآخرون أنه يتعين علينا أن نفعل ما فعلوه أولاً، ثم اللحاق بالركب، فأدركنا على الفور أنه إذا قمنا بتقليد الآخرين، فإننا لن نتمكن أبداً من اللحاق بهم».

وأضافت أنه «بعد استكشاف آفاق المستقبل أدركنا أهمية التقنيات الرقمية، وبعد 30 عاماً، تضاعف الحد الأدنى للأجور في إستونيا نحو 70 ضعفاً، وتضاعفت الأجور المتوسطة 30 ضعفاً».

سوق رقمية

وعلى غرار إستونيا، وبرؤية مستقبلية كبرى، يتطلع المدير العام والرئيس التنفيذي لـ«تحالف إفريقيا الذكية»، لاسينا كوني، إلى تحويل القارة السمراء إلى سوق رقمية موحدة بحلول عام 2030.

وقال: «الآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن تسخير المكاسب الديموغرافية وتوسيع الفرص المتاحة للشباب، لصالح إفريقيا كلها، سيتطلب تنسيق الجهود، حيث يمثل قطاع الشباب في إفريقيا قوة كبرى لدفع النمو الاقتصادي والابتكارات، في حين تواجه مناطق العالم الأخرى ازدياد نسبة الشيخوخة بين سكانها».

التعاون

من جهته، أبرز الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في مجموعة «اتصالات» وشريك الاتصالات الرسمي لـ«إكسبو 2020»، خليفة الشامسي، بأن التعاون هو عماد الخطط الموضوعة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، موضحاً: «عندما يتعلق الأمر بالموهبة ووظائف بعينها، فإنك وقتئذ لا تتقيد بالأشخاص الذين يقيمون في البلد ذاتها، بل يمكنك الاستفادة من المواهب المتاحة من جميع أنحاء العالم». وأضاف: «بالمثل لا يمكن للأطفال الانضمام إلى مدرستهم فحسب، بل إلى منتدى عالمي»، مشيراً إلى أن «ذلك سيؤدي إلى تسريع وتيرة التعلم وبناء القدرات، ويكون جميع البلدان والأسواق على قدم المساواة لتسريع رؤيتها».

«الروبوتات»

بدورها، قالت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «ترمينوس» شريك «الروبوتات» الرسمي لـ«إكسبو 2020»، جيسيكا صن: «إذا أمكننا تحرير النساء من القيام بأعمالهن المنزلية في القرن الـ20، يمكن حينئذ لـ(الروبوتات) في نهاية المطاف صرف البشرية من العمل المتكرر إلى التركيز على مهام أكثر إبداعاً وقيمة في القرن الـ21».

التفكير البشري

أكد متحدثون في الجلسة النقاشية، أنه عندما تتمكن الآلات من قضاء معظم المهام الآلية وتنفيذها ضمن مستقبل الأعمال، يكون حينها دور التفكير البشري والإبداع أكثر قيمة.

وذكروا أن قدرة التقنية على السماح للبشر بالتركيز على جهود أخرى ليست مفهوماً جديداً، إذ شهد العالم العصر الذي مكنت فيه الأجهزة المنزلية، على غرار، المكنسة الكهربائية والغسالة، النساء من استكشاف مساعيهن الأكاديمية والمهنية.

تويتر