امرأة أميركية أسستها وحصلت على 1.5 مليون دولار في أول جولة تمويل

«غيف إن كايند».. منصة تواصل جديدة لدعم المحتاجين

«لورا مالكوم» مؤسِّسة منصة «غيف إن كايند» متحدثة عن مشروعها لـ«التواصل الاجتماعي». من المصدر

لورا مالكوم.. اسم لامرأة أميركية تردّد بكثرة خلال الفترة الأخيرة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي، بعدما وضعت فكرة مبتكرة، هدفها مساعدة أفراد العائلات المتباعدين عن بعضهم، وتقديم الدعم المنسق والمخطط لمن يتعرض لمشكلة طارئة ويحتاج إلى المساعدة.

لفتت مالكوم الأنظار بعدما تمكنت، مع زوجها، من بناء هذه المنصة، وجعلاها تحقق انتشاراً سريعاً غير متوقع. وقد نشرت العديد من مواقع التقنية الكبرى، ومنها موقع «بيزنس إنسايدر»، قصة هذه المرأة، بعدما تمكنت من جمع 1.5 مليون دولار في أول جولة تمويل لفكرتها.

بداية الفكرة

تعيش لورا مالكوم في مدينة لوس أنجلوس، وقد عانت كثيراً بعد فقد جنينها قبل مولده بشهر، وبعد مرورها بالتجربة، قررت أن تجعل من الإنترنت وسيلة للمساعدة في عدم تعرض أمهات أخريات أو أشخاص آخرين لأزمات مماثلة، فأنشأت شبكة تواصل اجتماعي جديدة، أطلقت عليها «غيف إن كايند»، هدفها تقديم الدعم المنسق والمخطط من قبل أفراد العائلات لبعضهم بعضاً وقت الأزمات، أو بين أي شخص يتعرض لحالة طارئة وأي شخص آخر يريد المساعدة.

وعلى مدى أكثر من عام، عملت مالكوم على تحقيق الفكرة، حتى وجدت طريقها للنجاح والانتشار السريع.

جولة تمويل

في حديثها للمستثمرين بجولة جمع التمويل، الأسبوع الجاري، قالت مالكوم إن شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة «جيف إن كايند» عبارة عن منصة لتنسيق الدعم من خلال ما نسميه «اضطرابات الحياة» التي تشمل كل شيء، من ولادة طفل جديد، إلى وضع طبي حاد، وتشخيص السرطان، وفقدان أحد أفراد الأسرة، وغيرها من المواقف التي يشعر فيها العديد من الناس بالعجز عند مشاهدة أحبائهم يمرون بها، أو لا يسعفهم الوقت لتقديم المساعدة، لكن الشبكة الجديدة تمنح الناس مكاناً للمساعدة دون أي كلفة.

طريقة العمل

أما العمل على هذه الشبكة فمختلف كلياً عمّا يتم عبر «فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي، فالمستخدم يبدأ بإنشاء صفحة على الشبكة لنفسه، أو لشخص آخر يحتاج المساعدة، ثم يخصص التقويم أو الجدول الزمني الخاص بالمشكلة التي يمر بها، ويعرض الاحتياجات أو نوع المساعدة المطلوبة، تحت قائمة تسمى «الأمنيات والتبرعات».

في الخطوة الثانية، يشارك المستخدم الصفحة مع أفراد عائلته أو أصدقائه، أو جميع الأعضاء بالشبكة، وفي هذه الحالة يكون عليه الإجابة عن سؤال: كيف يمكنني المساعدة؟ وهو السؤال الذي يطرحه الأعضاء والأصدقاء وأفراد العائلة عليه عبر خاصية موجودة بالصفحة، وهنا ينشر الإجابة مع التفاصيل في مكان واحد.

بعد ذلك، يصل المستخدم إلى المرحلة الثالثة التي تعمل من خلالها الشبكة، وهي كيفية تلقي المساعدة المطلوبة، وهنا يمكن للأصدقاء وأفراد العائلة أو الشخص الذي يعيش أزمة، تنسيق طريقة وصول المساعدة إليه، بدءاً من وجبات طعام سريعة، أو مساعدة لوجستية، مثل توصيلة بالسيارة من أي مكان.

وخلال الاجتماع مع المستثمرين، قدمت مالكوم مثالاً لما يحدث عبر شبكتها الجديدة، فعرضت كيف تلقت مجموعات إطفاء الحرائق بمدينة ويسكونسن 45 وجبة غذاء لمدة 45 يوماً، من قبل 100 شخص اشتركوا في هذا الأمر، كنوع من المساعدة.

30 ألف مستخدم

قالت مالكوم إن ما بدأ حلاً لمشكلتها الشخصية التي عانتها لحظة فقد جنينها، أصبح الآن منصة على الإنترنت تضم 30 ألف مستخدم شهرياً، مع زيادة بنسبة 20%، خلال فترة قصيرة عقب تشغيل المنصة، ما يؤكد أن الملايين يتعرضون للمآسي على مدار السنة.

وأوضحت أنه يمكن لهذه المنصة أن تكون مفيدة جداً، خصوصاً أيام العطلات والإجازات السنوية، حيث يمكن لأفراد العائلة إجراء محادثات وتبادل الأفكار والمساعدات التي يحتاجون إليها، ففي كل تجمع معين يكون هناك شخص ما لديه طفل يحتاج إلى رعاية، ويطلب المساعدة، وشخص ما يتقدم في السن وينتظر العون.

نظرة استثمارية

جذبت فكرة المنصة انتباه العديد من المستثمرين الذين حضروا جولة التمويل الأولى، وقرروا الاستثمار فيها.

وفي هذا السياق، قال المدير الإداري لشركة «تريلوجي إكويتي» للاستثمار المخاطر، إيمي ماكولو، إن الفكرة التي تقدمها هذه المنصة يمكن أن تحل مشكلة عالمية، ويمكن أن تتوسع مستقبلاً، ليلتف حولها الناس بطريقة مختلفة للغاية عما يفعلونه عبر «فيس بوك»، فالجميع يحتاجون إلى المساعدة في مرحلة ما من حياتهم، ومعظمنا يعرف الشعور بالرغبة في دعم أصدقائنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا، لذلك نحن فخورون ومتشوقون لإقامة شراكة مع هذه المنصة التي تقدم حلاً شاملاً للمساعدة في أوقات الحاجة.

من جانبها، أعلنت لورا مالكوم أنها ستستخدم الأموال التي حصلت عليها لمواصلة تطوير البرنامج الأساسي للمنصة، وتطوير خطة استراتيجية لنموذج العمل الذي ستسير عليه، وستبدأ تقديم المساعدة في مجال الرعاية الصحية والأعمال التطوعية المجتمعية.

شبكة ليست للدردشة

تبدو شبكة «غيف إن كايند» الجديدة بعيدة عن أغراض الدردشة، والنشر والتنفيس والتعبير عن المشاعر، والتواصل المعتاد عبر «تويتر» و«فيس بوك»، إذ تجعل الجميع يفكرون بصورة جماعية في تقديم حل بأسرع وقت، كما أن ليس من أهدافها جمع التبرعات المالية لأعضائها الذين يمرون بأزمة، بل هدفها الرئيس هو كيفية حصول المرء على المساعدة المطلوبة بطريقة صحيحة وسريعة في الوقت المناسب.

تويتر