كـل يــوم

خطوة مهمة في طريق الصناعات الإماراتية الذكية

سامي الريامي

قد لا تكون خطوة ضخمة، لكنها بالتأكيد خطوة مهمة في الطريق الصحيح، والأهم أنها تثبت قدرة وإمكانات دولة الإمارات على الدخول إلى عالم الصناعة والإنتاج، حتى لو كان ذلك الإنتاج يتطلب معرفة وتقنيات خاصة ومعقدة، وبقليل من الدعم والتشجيع تستطيع الشركات الوطنية الإنتاج والمنافسة في كل شيء.

هذا ما حدث مع شركة وطنية متخصصة في المجالات الأمنية، وتحديداً في مجال تركيب غرف العمليات بشاشاتها الضخمة وتقنياتها العالية، تلقت اقتراحاً من معالي الفريق ضاحي خلفان، بتنويع إنتاجها ليشمل تصنيع وإنتاج تلفزيونات ذكية، وبقليل من الدعم، اقتنعت الشركة بالفكرة، وعدّلت خط إنتاجها، لتستطيع خلال فترة ستة أشهر فقط صناعة أول تلفزيون إماراتي مصنوع بالكامل في الدولة، ومزود بمواصفات جديدة، وفقاً لأفكار مهندسين مواطنين تبنوها وطبقوها، وخرجت إلى النور مع هذا التلفزيون الذكي الجديد.

«دلما» هو الاسم الذي أطلقه الفريق ضاحي خلفان على التلفزيون الجديد، ومن المتوقع أن تنتهي الشركة من كل إجراءات التسجيل والتصنيع والتجريب خلال الأشهر الستة المقبلة، ليبدأ تسويق وبيع التلفزيون مع بداية العام الجديد 2021، ومن المتوقع أن تصل الطاقة التصنيعية للسنة الأولى 10 آلاف جهاز، تتصاعد بشكل سريع لاحقاً، وبذلك يدخل هذا الجهاز المزود بتقنيات جديدة، وبشاشة ضخمة تصل إلى 98 بوصة، إلى كل بيت في الإمارات، ليس لأنه صناعة إماراتية فقط، بل لأنه منافس قوي لأفضل الماركات العالمية، ويتفوق عليها بمواصفات جديدة غير مسبوقة، إضافة إلى أنه أقل من ناحية السعر بـ٢٠% عن أقرب شبيه له.

المعرفة موجودة في مختلف دول العالم، ونقل المعرفة هو ما تحرص عليه الدول، كبيرها قبل صغيرها، وهو أمر مشروع ومتاح، نقلتها دول صغيرة فتضاعفت اقتصاداتها، وتصدرها دول كبرى أيضاً لمضاعفة اقتصاداتها، وتقنية صناعة التلفزيونات موجودة منذ فترة طويلة، لكن معظم الشركات العالمية المسيطرة على هذا القطاع لا تنقل المعرفة، بل تستغل الدول النامية، في إنشاء فروع لمصانعها، فتصنع المنتجات الذكية، بكلفة أقل، وتحتفظ بالمعرفة، فلا تكشف عنها لتلك الدول الصغيرة.

وهذا ما لم يحدث هنا في الإمارات، لم تأتِ شركة عالمية لتصنيع تلفزيوناتها مستغلة البنية التحتية والتسهيلات الاستثمارية، بل حرص أبناء الإمارات على جلب المعرفة، ومن ثم إنتاج وتصنيع الجهاز بشكل كامل داخلياً، دون توصيات من أحد، وإشراف من أحد، ليكون منتجاً إماراتياً كاملاً من الألف إلى الياء، والأهم تطويره وتطعيمه بأفكار محلية إضافية.

بداية المشوار الطويل خطوة، وبداية كل كتاب جميل كلمة، وبداية كل مشروع ضخم فكرة، لذا يمكننا اعتبار تلفزيون «دلما» بداية لتصنيع منتجات إماراتية ذكية، وهي خطوة موفقة للأمام، ولاشك إطلاقاً في أننا سنشهد خطوات أخرى متسارعة، تدعم الصناعة والاقتصاد الإماراتي.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر