كـل يــوم

سرّ معجزة الإمارات التي أبهرت العالم..

سامي الريامي

في الإمارات لا تسير الأمور بشكل عشوائي، ولا يعمل المسؤولون وفق أمزجتهم، ولا أحد فوق المتابعة، والتخطيط الاستراتيجي بعيد الأمد هو أحد أهم أسباب تفوّق الإمارات في هذا الجزء من العالم، حيث يفتقد كثيرون مهارة هذا التخطيط لسنوات طويلة.

ربما لا يعلم كثيرون أن وزراء الإمارات يعيشون التحدي والمتابعة بشكل يومي، وعند كل وزير جهاز «آي باد» يعطيه بشكل لحظي موقع وزارته بين الوزارات الأخرى، ويحدد له أداءه في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات، ومدى وصوله للمؤشرات المطلوبة مقارنة بجميع الوزراء الآخرين، لذلك فمجرد التراجع يوماً واحداً يعد كابوساً حقيقياً لأي وزير، فهذا البرنامج مرتبط وموصول بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، ويتابعه بشكل دقيق رئيس مجلس الوزراء ونوابه، لذلك فلا فرصة للتراجع، ولا مكان لمن لا يستطيع التفوق ومواكبة توجهات القيادة، ولا مكان أيضاً لمن يجيد فن الكلام فقط من غير عمل حقيقي.

الإمارات وضعت خطة استراتيجية لتكون أفضل دولة في العالم بعد خمسين سنة، قد يعتبر البعض ذلك مجرد حلم، وقد يكون كذلك، لكنه بالتأكيد حلمٌ قابل للتحقيق هُنا على أرض الإمارات، فالمستحيل كلمة غير موجودة في قاموس قادتنا، هكذا عشنا تجربة تأسيس الدولة عندما كان يرى العالم العربي نجاح الاتحاد حلماً ومستحيلاً، وهكذا صنع الشيخ زايد دولة عصرية كانت في يوم من الأيام مجرد حلم، وهكذا هي الإمارات تعيش اليوم حلم التفوق والتميز، وتسير بخطوات ثابتة في بناء الإنسان والمكان، وتنتقل من نجاح إلى آخر، ومن قمة إلى أخرى، وها هي تستعد للوصول إلى المريخ، بعد أن كانت قبل أربعين عاماً لا تمتلك شوارع إسفلتية تسير عليها السيارات!

الوصول إلى الهدف الخمسيني المقبل، وهو بناء أفضل دولة في العالم، بدأت خطواته العملية منذ العام الماضي عندما حوّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى برنامج عمل تنفيذي، تسير عليه جميع الوزارات الاتحادية والحكومات المحلية أيضاً، هذه الكلمة كانت: «سنحتفل بعد خمسين عاماً بتصدير آخر برميل نفط».

تحولت الحكومة خلية نحل، وتشكلت فرق العمل، وبدأ العام الماضي أول الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، ووضعت من خلالها الخطة الاستراتيجية والأجندة الوطنية، التي تسير عليها الوزارات والحكومات المحلية، للوصول إلى الهدف.

الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات التي انطلقت أعمالها أمس، يجتمع خلالها أهم 500 مسؤول اتحادي ومحلي في دولة الإمارات، يجلسون معاً، ويتناقشون، ويضعون المقترحات والأفكار وبرامج العمل، ثم يتم اعتمادها في نهاية الاجتماعات ليبدأ العمل والتنفيذ بعدها، لفترة عام آخر، ووفق الخطة الاستراتيجية العامة، وتحت مظلتها الطويلة الأمد، وبإشراف ومتابعة وحضور مباشر من صاحبي الرؤية والطموح غير المحدود محمد بن راشد ومحمد بن زايد.

للاجتماعات السنوية أهداف رئيسة، الهدف الأول هو العمل بمنظور الفريق الواحد، والهدف الآخر هو تقييم مسيرة عام، ومراجعة التفاصيل، لتقوية مناطق القوة، ومعالجة أماكن الضعف، والهدف الثالث هو غرس روح التكامل بين مكونات الأجهزة الاتحادية والمحلية من أجل تطوير الإنسان في الإمارات، والوصول باسم الدولة إلى أعلى المراتب العالمية.

هذه الاجتماعات تصب في خانة التخطيط الاستراتيجي، الذي تتميز به دولة الإمارات عن غيرها، فالأجندة الوطنية، والخطة الاستراتيجية للخمسين سنة المقبلة لن تُتركا هكذا دون متابعة، لذلك كانت هذه الاجتماعات السنوية التي تحوي مؤشرات عالمية لأكثر من 30 قطاعاً، تمثل جميع القطاعات التي تهم كل إنسان يعيش على أرض دولة الإمارات، ومن خلالها يعمل جميع المسؤولين على تحسينها وتطويرها ومعالجة أي خلل محتمل فيها.. فهل أفشيت لكم اليوم سرّ معجزة الإمارات التي أذهلت العالم؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر