ضمن فعاليات اليوم الأول لـ «حوار التوجهات الكبرى للمستقبل»

نخبة عقول ومستشرفين يرسمون المسارات المستقبلية في 5 قطاعات حيوية

صورة

أطلقت حكومة دولة الإمارات، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، «حوار التوجهات الكبرى للمستقبل»، الذي انطلقت أعماله أمس، ويستمر لمدة يومين، وشهد جلسات حوارية تفاعلية، وورش عمل مكثفة، بمشاركة نخبة المفكرين والعلماء والمتخصصين العالميين، ووزراء من حكومة دولة الإمارات، يبحثون عبر منصة الحوار تشكيل التوجهات المستقبلية الكبرى في خمسة قطاعات حيوية أكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.

وشهدت فعاليات اليوم الأول كلمات لوزير شؤون مجلس الوزراء، محمد عبد الله القرقاوي، ومؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، وجلسة حوارية تناولت توجهات دولة الإمارات في الـ50 عاماً المقبلة، تحدث فيها كل من وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، عهود بنت خلفان الرومي، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي، ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، سارة بنت يوسف الأميري، ووزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء، تناولوا فيها أبرز المسارات المستقبلية في مجالات العمل الحكومي والعلوم والفضاء والشباب والتكنولوجيا المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي.

وناقشت ورش عمل اليوم الأول لفعاليات «حوار التوجهات الكبرى للمستقبل» أهم التوجهات المستقبلية في خمسة قطاعات حيوية أكثر ارتباطاً بحياة الإنسان، تضمنت التوجهات الاجتماعية، والتكنولوجية، والبيئية، والسياسية، والاقتصاد المستقبلي، وهدفت لرسم معالم رؤية أكثر مرونة وشمولاً واستدامة لمستقبل أكثر ازدهاراً للبشرية.

وشارك في ورش العمل نخبة من المفكرين والعقول والخبراء ومستشرفي المستقبل من مختلف التخصصات، التي تشمل علماء المستقبل والوراثة والصحة والتطبيب عن بعد والفضاء والاقتصاد والأعمال، وتطور المدن، والبيئة والتغير المناخي، والمجتمع، وغيرها من التخصصات المستقبلية، يجتمعون في الإمارات على منصة واحدة، لمشاركة الرؤى والأفكار، والتعاون في تشكيل ملامح المستقبل.

ويركز «حوار التوجهات الكبرى للمستقبل» على توحيد الجهود العالمية، لتمكين الدول والحكومات من تحديد مسارات المستقبل، ورسم التوجهات الكبرى المقبلة لبناء مجتمعات أكثر تطوراً وجاهزية للمستقبل لتصبح أقوى وأكثر تعاوناً، ويمثل محطة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، بما يعكس رؤاهما المشتركة لمحورية التعاون الدولي في تحديد مسارات المستقبل، ورسم الخطوط العريضة للتوجهات المقبلة، للمشاركة في تعزيز مسيرة التنمية العالمية.

وبحث المشاركون في ورش العمل سبل تعزيز المشاركة الفاعلة في الحراك العالمي لصناعة مستقبل أفضل للمجتمعات، وتحفيز الحكومات والأفراد للعمل معاً وفق رؤى طويلة المدى لرسم معالم مستقبل أكثر مرونة واستدامة، واقتصاد أكثر تنوعاً، وتبني منظومة الفرص المستقبلية بعيدة المدى في خمسة قطاعات مستقبلية حيوية.

وناقش المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية في قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم، والرؤية المستقبلية لهذا القطاع المهم والحيوي لمواكبة متطلبات اقتصاد المستقبل، والتركيز على توظيف التكنولوجيا الحديثة وتطوير آليات عملها ومجالات تطبيقها، وتجهيز البنية التحتية اللازمة للاستفادة منها وتوظيفها بما يسهم في بناء اقتصاد رقمي يدعم مسيرة التنمية العالمية.

وتطرقوا إلى دور التقدم السريع في توظيف التكنولوجيا لتوسيع نطاق استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة اليومية المستقبلية، وابتكار الحلول وآليات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وضرورة تعزيز الشراكات الدولية لاستخدام البيانات والمعلومات، بما ينعكس إيجاباً على كفاء العمل واحتياجات أفراد المجتمع.

كما ناقش المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية للاقتصاد، والرؤية المستقبلية لهذا القطاع المهم والحيوي، وتعزيز ريادة الأعمال والتنمية والتركيز على البحث والتطوير لاستكشاف فرص ونماذج أعمال جديدة تقوم على اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار، تنعكس إيجاباً على الاقتصاد والقطاعات الحيوية في مختلف دول العالم.

وأكدوا أهمية بناء شراكات عالمية هادفة وتطويرها، واستكشاف فرص جديدة للتعاون البناء والمثمر في تشكيل مسارات واعدة للنمو، بما يتلاءم مع المتغيرات العالمية، ويسهم في تحقيق قفزات تنموية جديدة خلال المرحلة المقبلة، وتعزيز تبادل الخبرات، ما يلبي التطلعات في بناء اقتصاد المستقبل القائم على التكنولوجيا المتقدمة والرقمنة.

وتناولوا أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية على مستوى السياسة العالمية، وضرورة الانتقال بالتعاون والتنسيق الدولي إلى مراحل متطورة، واتخاذ خطوات لتعزيز الحوار الدولي الشامل، لتحقيق تطلعات الناس وآمالهم بمستقبل أفضل، وفق رؤية موحدة لتعزيز الازدهار والارتقاء بحياة المجتمعات حول العالم.

وتطرقوا إلى أهمية تعزيز جاهزية الحكومات للمستقبل، من خلال تبني مفاهيم عمل أكثر كفاءة، تقوم على استشراف المستقبل، وإيجاد حلول استباقية للتحديات، وفتح المجال أمام استكشاف مجالات وفرص جديدة، ودعم الجهود العالمية لتشكيل أسس منظومة عالمية قادرة على رسم التوجهات المستقبلية وتحديدها للأجيال المقبلة.

وبحث المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية على مستوى البيئة، والرؤية المستقبلية لهذا القطاع، وتبادلوا الرؤى والأفكار لتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات العالمية والأفراد، للحفاظ على البيئة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية واستدامتها، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومواصلة جهود التوعية ورفع الوعي العالمي بأهمية المحافظة على البيئة.

كما تطرقوا إلى ضرورة تحفيز الحراك العالمي نحو التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، واعتماد مبادرات وقرارات دولية ذات فاعلية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية، ودعم الحكومات لتنفيذ استراتيجياتها الداعمة للبيئة وإدارتها بشكل فعّال، وتشجيع مبادئ الاقتصاد الدائري لتعزيز مسيرة التنمية العالمية.

واستشرفوا أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية في القطاعات الاجتماعية، مؤكدين ضرورة بناء نماذج وفرص جديدة من خلال تحديد التوجهات الاجتماعية المستقبلية وتحليلها، وفهم التغيّر الحاصل فيها وتأثيرها على سياسات الحكومات، بما ينسجم مع تطلعات الأفراد والمجتمعات، وإعداد خطط ذات كفاءة وفاعلية وتنفيذها وفق الأولويات لضمان حياة أفضل.

وتناول المشاركون أهمية الوعي بالتأثيرات الاجتماعية لتشكيل ملامح المستقبل، وضرورة إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، من خلال تعزيز التعاون العالمي والشعور الحقيقي بالوحدة والمسؤولية المشتركة لتلبية تطلعات أفراد المجتمعات البشرية، وتوفير أفضل الخدمات لتحسين حياة المجتمعات البشرية.

تويتر