مسؤولان: التعاون الفضائي العربي ضرورة وصولاً إلى إيجاد وكالة مختصة

صورة

أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الدكتور محمد القوصي، ومدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور محمد الأحبابي، أهمية التعاون العربي المشترك في مجال الفضاء، انطلاقاً من المجموعة العربية للفضاء، وصولاً إلى مؤسسة عربية مشتركة، هي وكالة الفضاء العربية، لتكون مظلة للأنشطة العربية الفضائية المشتركة.

وأشاد الدكتور محمد القوصي بما أنجزته دولة الإمارات من أنشطة فضائية متميزة خلال الفترة الماضية، متابعاً: "إن دولة الإمارات تعلن عن نفسها بقوة في مجال الفضاء، حيث تمكنت من تنفيذ إنجازات هائلة في هذا المجال خلال فترة زمنية قصيرة لا تتناسب مع المشاريع الضخمة التي أنجزت، لأن المشاريع الفضائية بشكل عام يستغرق بناؤها وقتاً طويلاً، ويرجع تفوق الإمارات إلى أنها تمتلك بنية تحتية، ومؤسسات قوية تدفع وتساند وتدعم هذه المشاريع".

وأضاف: آمل أن تكون الأنشطة الفضائية في الدول العربية عملاً جماعياً أو جزء منها جماعي يشمل أكثر من دول عربية، وهدف (المجموعة العربية للتعاون الفضائي)، إيجاد جو تعاوني فضائي عربي، حيث إن العمل الفضائي ذو كلفة عالية ويحتاج إلى خبرات متعددة قد لا تكون متوافرة في دولة واحدة ولذلك هناك حاجة إلى التعاون العربي، لعدم تحمل جهة واحدة كل التكاليف إضافة إلى تبادل الخبرات، وذلك على غرار وكالة الفضاء الأوروبية، ولابد من البدء بأول مشروع عربي فضائي مشترك مهما كان حجمه".

وحول أبرز المشاريع التي تنفذها الوكالة المصرية للفضاء، قال القوصي: نبني قمراً اصطناعياً وزنه 350 كيلوجراماً، للاستشعار عن بعد، سوف نطلقه في سبتمبر من العام المقبل، ونبني قمراً آخر أقل في الحجم (65 كيلوجراً) للاستشعار عن بعد، والجديد في هذا القمر أنه يشمل على مكون محلي بنسبة 45%، صنع في المصانع المصرية ووكالة الفضاء المصرية، والجزاء الباقية (55%) نعتمد فيه على الشريك.

وأضاف وكالة الفضاء المصرية نفذت قمراً اصطناعياً تعليمياً، وبنت منه 35 نسخة، وسوف يتم توزيع هذه النسخ خلال الشهور الأربعة المقبلة، على المعاهد والجامعات، موضحاً أن هذا القمر تعليمي ولا يتم غطلاقه، ولكنه سيسمح للطالب والمهندس والفني أن يجري تعديلات على برمجياته، ويرسله إليه أوامر ويستقبل منه ردود، ما يؤدي إلى إزالة الحاجز التكنولوجي بين الطالب والأقمار الاصطناعية، ما يؤهله لبناء أقمار اصطناعية أضخم.

وأضاف أن وكالة الفضاء المصرية مستعدة لتزويد نظيرتها الإماراتية بهذ القمر، لدعم التعاون بين الدولتين الشقيقتين في مجال الفضاء.

وقال الدكتور محمد الأحبابي: "برنامج نوابغ الفضاء العرب له ثلاثة مسارات، الأول مسار الخبراء والمهندسين، والذي سوف يعملون على مشروع القمر الاصطناعي العربي 318، وهذا المسار له متطلبات ومعايير معينة، والثاني هو المسار التعليمي أو الأكاديمي الذي يستهدف طلبة الماجستير والدكتوراه، والمسار الثالث هو المواهب، للفئة العمرية الأصغر سناً، لصقل مواهبهم في مجال الفضاء".

وأضاف أن إحدى لجان المجموعة العربية للفضاء التي سوف تتشكل، ستكون خاصة بالكفاءات العربية وتشجيعها للإقبال على دراسة العلوم والتقنيات المرتبطة بقطاع الفضاء، ولدينا طموح إلى إيجاد مؤسسة عربية فضائية أكبر قوة، وهي وكالة فضاء عربية تعنى بالجوانب التشريعية الفضائية والتنظيم والمشاريع العربية المشتركة.

وفي رده على سؤال لـ"الإمارات اليوم"، حول أبرز التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك في مجال الفضاء، قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي: "إن المنطقة العربية على الرغم من الإمكانات البشرية والمادية الهائلة، إلا أن بها العديد من التحديات، كما أنها بها أولويات مختلفة، وتفاوت الإمكانات والعوامل العائقة، إضافة إلى أنها ليست كغيرها من المناطق المستقرة في العالم التي تنتج المعرفة والعلوم، وعلى الرغم من هذه التحديات إلا أن هذه المنطقة تشهد حالياً نهضة وإنجازات، وذلك من خلال المشاريع الفضائية التي تنفذها دول عربية، ومن خلال المؤسسات التي تنشئها، نتوجه للعمل العربي الجماعي المشترك، للتركيز على المستقبل وإلهامه".

وأكد أن المنطقة العربية سوف تحقق قفزات متلاحقة في هذا القطاع، لأنها تمتلك الأسس السليمة والإمكانات المطلوبة لذلك، من خلال البنية التحتية والمؤسسات والعقول العربية، وسوف يقود ذلك إلى نهضة عربية.

من جانبه أكد الدكتور محمد القوصي أن الصناعة العربية في مجال الفضاء ليست مؤهلة حالياً لإنتاج المكونات الفضائية، إذ إنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة لتأهيلها، ولذلك تعمل الدول العربية على الموازنة بين التصنيع الفضائي وشرائه من الخارج، لافتاً إلى أن الدول العربية سوف تحقق مستقبلاً طفرات كبيرة في مجال الفضاء بإمكاناتها مع الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال، حتى يكون لدى الدول العربية توطين عربي كامل لتكنولوجيا الفضاء

تويتر