تربويون طالبوا بتعاون الهيئات التعليمية وأولياء الأمور للتغلب عليها

ضعف اللغة الإنجليزية ونقص الخبرة والمشاغبات أبرز تحديات «التعليم عن بُعد»

صورة

قال تربويون في الشارقة وعجمان إن عملية التعلم عن بُعد تواجه عراقيل عدة، تحدّ من تطبيقها بالصورة المثلى، من بينها قلة المعرفة بتقنيات استخدام الكمبيوتر والإنترنت، والتشتت وعدم الالتزام ومشاغبات بعض الطلبة، وضعف اللغة الإنجليزية عن بعض ذوي الطلبة، مطالبين أولياء أمور الطلبة بالتعاون مع الهيئات التدريسية لإنجاح العملية.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» أن تجربة التعلم عن بُعد ستظهر نقاط القوة والضعف، والفرص والتحديات في مجال التعليم بجميع المدارس، من خلال اختبار الكفاءات، والإمكانات المادية والبشرية، وتقييم مدى قوة المنصات التعليمية والبنية التحتية في كل مدرسة، ما يتيح العمل لاحقاً على تطوير هذه البرامج للتغلب على التحديات ومواجهة الأزمات في المستقبل.

وتفصيلاً، أكدت مديرة مدرسة النور الدولية الخاصة بالشارقة، أن التعليم عن بُعد أثبت فاعليته ونجاحه في تلقي الطالب المعلومة بشكل أفضل، على الرغم من بعض المشاغبات من قبل بعض الطلبة، التي قد تؤثر في الطلبة الآخرين في تلقي المعلومة، لكن التعليم عن بعد خلق أجواء ملائمة للطلبة، خصوصاً طلبة الثانوية للاستفادة بشكل أكبر من الدروس، لافتة إلى أن الجهد الأكبر يقع على عاتق المدرس في إرسال المعلومات، وأن طلبة وأولياء أمور قد يواجهون تحديات حالياً، لكن الأهم هو الاستمرارية والتكاتف والتعاون لإنجاح عملية التعليم عن بُعد.

وأشارت إلى أن التعليم عن بُعد شكّل فرصة حقيقية لتبني المناهج الرقمية، والاستفادة من المنصات الرقمية وابتكار قنوات كثيرة حتى يستفيد الطالب، مبينة أن من ضمن التحديات التي قد يواجهها أولياء الأمور، القلق من الاستخدام الخاطئ للإنترنت من قبل الطلبة خلال عملية تلقي المعلومات والدخول لمواقع أخرى.

بدورها أكدت الأخصائية الاجتماعية بمدرسة «فرونت لاين» الخاصة، ولاء أبوشمر، أن التجربة الحالية تدعو إلى التفكير بجدية في تطوير العلمية التعليمية من خلال التعليم عن بعد، الذي خلق فرصاً جديدة لإثبات قدرات المدارس على تقديم المعلومات بالشكل الأمثل، وقياس مدى قدراتها على تبني التقنيات التكنولوجية وتوظيفها لخدمة الطلبة، مبينة أن من ضمن التحديات التي قد تواجه أولياء الأمور، تخصيص أوقات إضافية لأولادهم لتدريسهم، وضعف اللغة الإنجليزية عند بعضهم، ما يؤثر في قدرتهم على تلقي المعلومة وإيصالها بالشكل الصحيح، والافتقار إلى التواصل مع المعلم بشكل مباشر، بسبب اعتماد بعض المدارس على نظام المراسلات.

وأشارت إلى أن مدرستها اعتمدت على نظام المراسلات عن بعد بين الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين، وخصصت ساعات معينة لتقوم بالرد على جميع استفساراتهم، لافتة إلى العديد من البرامج التي وفرتها المدرسة عبر منصاتها، التي تتيح إمكانية التواصل بين المدرس والطالب وولي الأمر، داعية أولياء الأمور إلى التحلي بالصبر والتعاون مع المدارس لإنجاح العملية التعليمية عن بعد.

وتحدّث المرشد الأكاديمي والمهني بمدرسة تريم عمران في الشارقة، يعقوب الحمادي، عن أهمية التعليم عن بعد، الذي يعد أفضل الخيارات المتاحة في ظل الأزمة العالمية الحالية، بعد أن اجتاح فيروس كورونا المستجد العالم، لافتاً إلى أن التعليم عن بُعد جعل المدارس تستعد للأزمات، وتوفر بيئة تحتية تكنولوجية لتقديم الدروس للطلبة، مشيراً إلى أن النظام المعتمد حالياً في المدارس يتميز بفاعليته الكبيرة وقدرته على إيصال المعلومة للطلبة من دون وجود عوائق، ومناقشة المعلمين ومراسلتهم والرد على استفساراتهم بشكل موثق.

وأشارت إلى بعض التحديات التي قد تواجه أولياء الأمور خلال عملية التعليم عن بعد، منها عدم التواصل مع المعلم بشكل مباشر، وانقطاع خدمات الإنترنت بالمنازل، وضعف التحدث باللغة الإنجليزية عند بعض أولياء الأمور، والخوف من الاستخدام الخاطئ للإنترنت، والتشتت في البحث عن المعلومات لكثرة المراجع الموجودة على المنصات الرقمية.

وأكدت المديرة التنفيذية لمدرسة الحكمة في عجمان، عائشة المطوع، أن تطبيق التعليم عن بعد بات حاجة مهمة وركناً أساسياً في العملية التعليمية، وأثبت قدرته على تفاعل الطلبة، إذ تبين أن هناك قابلية وثقافة تكنولوجية لدى الطلبة المتلقين عبر البرامج التدريسية الرقمية، لكن قد يواجه أولياء الأمور بعض التحديات، مثل تخصيص وقت أكبر لتعليم أبنائهم، والجهل باستخدام تقنيات الإنترنت، والأعطال الفنية التي قد تحدث مثل تعليق البرامج أو انخفاض سرعتها.

وأشارت إلى أن التعليم عن بعد تفوق على العملية التعليمية داخل الغرفة الصفية، كونها أتاحت للطلبة الاطلاع على مراجع متنوعة أثناء المحاضرة الرقمية، التي تتوافر فيها كل الأدوات التفاعلية بين الطلبة والمدرس، مبينة أهمية تعاون الأهالي والطلبة والمدرسين لإكمال منظومة التعليم عن بعد، وضمان نجاحها واستمرارها مستقبلاً.

واتفق التربويون على ضرورة تشارك الهيئات التعليمية وأولياء الأمور للتغلب على تحديات التعليم عن بعد، خصوصاً قلة المعرفة بتقنيات استخدام الكمبيوتر والإنترنت، والقلق من الاستخدام الخاطئ للإنترنت خلال عملية التعليم عن بعد، وعدم القدرة على دخول مواقع مصادر المعلومات، وضعف اللغة الإنجليزية، خصوصاً للطلبة الذين يدرسون المناهج البريطانية والأميركية، والتشتت وعدم الالتزام بسب كثرة المعلومات والمراجع، إلى جانب عدم توافر الدعم الفني مثل انقطاع الإنترنت أو ضعف الشبكة، وتوقف البرامج الإلكترونية، ما يحول دون قدرة الطالب على المواصلة، ويُفقده تركيزه، والافتقار إلى التواصل المباشر مع المعلم، واعتماد بعض المنصات التدريسية على نظام المراسلات بين الطالب والمعلم.


«تعليمية الشارقة»: تجربة جديدة تستدعي من الجميع التحلي بالصبر

قال مدير عام هيئة الشارقة للتعليم الخاص، علي الحوسني، إن الفترة الحالية من عملية التعليم عن بُعد تستدعي من الجميع التحلي بالصبر، كونها تجربة جديدة، والخيار الأمثل لتلبية متطلبات الطلبة الأكاديمية، وضمان سلامتهم في ظل التدابير الاحترازية من انتشار فيروس كورونا المستجد، وضمان استمرارية التعليم، ولفت إلى أن الفترة الحالية ستشهد تحديات تقنية عدة، نتيجة مجموعة من العوامل، منها اختلاف المناهج التي تتبعها المدارس، وتباين المستويات والبنية التحتية لكل مدرسة، إضافة إلى مدى قدرة الأهالي على التعامل مع أنظمة التعلم عن بعد، خصوصاً أن تطبيقه جاء خلال فترة قصيرة بحكم الظروف الطارئة.

عدم التواصل المباشر مع المعلم وانقطاع «الإنترنت» والتشتت في البحث عن المعلومات، تحديات يواجهها أولياء الأمور.

«التعليم عن بُعد» خلق فرصاً جديدة لإثبات قدرات المدارس على تقديم المعلومات بالشكل الأمثل.

تويتر