مختصّ حذّر من «تسرب المعلومات».. ومدير اعتبروا المجموعات وسيلة لتقليص الإجراءات

قرارات العمل في «قروبات واتـس أب» غير ملزمة للموظف

صورة

«قروبات» العمل على تطبيق «واتس أب»، باتت تشبه العرف في نظام العمل، سواء في الجهات الحكومية أو الخاصة، وفي حين يعتبرها مديرون وسيلة لتقليص دورة العمل، وتجنب الأخطاء، وتسريع إنجاز الإجراءات، وإخبار المرؤوسين بالقرارات الإدارية، أكد مختص في الموارد البشرية وقانوني، أن تلك التوجيهات غير ملزمة للموظف، لاسيما أن نظم العمل لم تنص على ذلك.

فيما حذّر قانونيون من خطورة أن تتسرب عبر هذه القروبات التوجيهات والتعاميم والمخاطبات الرسمية، التي تحمل أسراراً خاصة بالعمل.

• قرار الطرد أو طلب الاستقالة أو غيرهما من الإجراءات غير مقبولة إلا بطلب كتابي ومصدّق بختم المنشأة

• إرسال التعاميم العاجلة أو السرية على «واتس أب» يشكّل خطورة في تسرّب أسرار العمل.

«نكت»

دعت الموظفة في جهة حكومية بإمارة الفجيرة، هند البلوشي، المسؤولين إلى أن يكونوا أكثر حزماً مع الموظفين، ليتمكنوا من الاستفادة الكاملة من هذه (القروبات)، لاسيما أن بعض الموظفين يستخدمونها في إرسال (نكت) غير لائقة، أو يبعثون رسائل في أوقات متأخرة من الليل، دون أن يستطيع المسؤول السيطرة عليهم، ما يزعج الموظفين الآخرين». وطالبت بوجود برامج مخصصة للموظفين، تحكم تواصلهم مع المسؤولين فقط في أوقات معينة، بالإضافة إلى أن تكون هذه المجموعات مراقبة من جهة العمل.

مدير دائرة الموارد البشرية في الفجيرة، محمد الزيودي، اعتبر أن قروبات العمل على «واتس أب» مطلوبة لتقليص دورة العمل، وتجنب الأخطاء، وتسريع إنجاز العمل، لكن في الوقت ذاته، لا تعتبر نظم العمل هذه الوسيلة رسمية في المخاطبات الإدارية، وطالما أن هذا الأمر لم يحسم بعد، فمن غير المناسب أن يقوم المدير بتكليف الموظفين بتنفيذ الأعمال من خلال هذا التطبيق، مبيناً أن قرار الطرد أو طلب الاستقالة أو غيرهما من الإجراءات، غير مقبولة إلا بطلب كتابي ومصدّقة بختم المنشأة.

ووفق الزيودي، فإن الموظف غير ملزم بالرسائل الصادرة عبر «قروبات واتس أب»، ويجوز له العمل بها إذا كانت له فيها منفعة ومصلحة، على الرغم من أنها غير ممهورة بتوقيع الرئيس، كما يجب ألّا يكون تكليف الموظف بعمل إضافي عن طريق تلك القروبات، خصوصاً أن بعض المسؤولين يصدرونها خارج أوقات الدوام الرسمي، في حين يجب أن يكون هذا التكليف بناء على أمر كتابي من الجهة المسؤولة في المنشأة، يبين فيه عدد الساعات الإضافية وعدد الأيام اللازمة لذلك، مع تسلم الموظف صورة خطية من التكليف الكتابي ممهورة بختم المنشأة.

الباحث القانوني، أيهم المغربي، قال إنه لا يوجد في قوانين العمل والموارد البشرية والتوطين بدولة الإمارات العربية المتحدة ما ينص على التزام العامل بقرارات المديرين الصادرة عبر «قروبات واتس أب»، كما لم تصدر أي جهة معنية في الدولة حتى الآن نظاماً واضحاً حيال استخدام وسائل قنوات التواصل الاجتماعي في التوجيهات الإدارية، واستكمال الأعمال والمهام وتنفيذها.

ويعتدّ بالمراسلات الإدارية عبر الورق الرسمي فقط، وبتوقيع وختم جهة العمل، أو عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بنظام الشركة، وليس عبر جهاز الهاتف الذكي، لأنه متاح للجميع وقد يرسل شخص آخر غير المدير رسالة بقصد الإضرار بالموظف المختص.

أما في حال صدور رسالة من المدير وتضرر منها الموظف، فهي حُجة عليه، حسب المغربي، الذي أكد أنها طالما صدرت من هاتفه فلا عذر له، ويجوز للموظف الاحتجاج بها أمام الجهة المختصة.

وأوضح المغربي أن إرسال التعاميم العاجلة أو السرية على «واتس أب» يشكل خطورة في تسرب أسرار العمل، ما يستدعي صدور تعميم ينظم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العمل، خصوصاً في «المراسلات الإدارية»، حفاظاً على السرّية، كما يجب على جهات العمل توعية الموظفين والإداريين، بما يجب ألا ينشر عبر تلك الوسائل، وتوعيتهم بالآداب العامة التي تحكم الاستخدام، وتوضيح العقوبات التي يشتمل عليها الاستخدام الخاطئ لهذه التقنيات واستغلالها لغير مصلحة العمل.

المختص في أمن المعلومات، صلاح محمود، حذّر من أنه لا يوجد جهاز أو تطبيق متصل بالإنترنت آمن 100%، ويكون عرضة للهجمات الإلكترونية، مضيفاً: «إذا تحدثنا على وجه الخصوص عن تطبيق (واتس أب)، فقد وجدت ثغرات أمنية فيه منذ إصداره، ولذا يجب عدم الاعتماد عليه بشكل رسمي وأساسي، والاعتماد على البريد الإلكتروني الخاص بجهة العمل كوسيلة مراسلات، كون مختصين في أمن المعلومات يحمون أجهزة الموظفين من الاختراق عبر برامج معينة وتقنيات مختلفة، منها تغيير كلمة السر الخاصة بالموظف من فترة لأخرى، وغيرها من الأساليب، منعاً لاختراق أجهزة المؤسسة وتسرب المعلومات.

إلى ذلك، أبدت معلمة في إحدى المدارس الحكومية في الفجيرة، فضلت عدم نشر اسمها، انزعاجها من مثل هذه القروبات، موضحة أنه غالباً لا يكون هناك قروب واحد للعمل، فهناك القروب العام لكل الموظفين، ويتفرع منه قروبات أخرى، حسب الإدارة أو نوع المادة التي يتم تدريسها، إضافة إلى قروب أولياء الأمور، وهو ما يسبب إزعاجاً على مدار اليوم، نتيجة كثرة الرسائل الواردة.

وأضافت: «تخطرنا المديرة بالتعاميم كافة عبر (قروب واتس أب)، وذلك خلال أوقات الدوام الرسمي، كما قد تحاسب المعلمات على القروب في حال وجود أخطاء، وتعطي تكليفات لليوم التالي في ساعات متأخرة من الليل، ما يجعلنا في حالة تأهب مستمر».

أيدها في الرأي المواطن محمد راشد عبدالله، الذي يعمل موظفاً في إحدى الجهات الحكومية، قائلاً: «قروبات العمل على (واتس أب) أصبحت تزيد من مشكلات العمل والمشاحنات بين الموظفين، كما أن المسؤول لا يستطيع السيطرة على ما يرسلونه من صور ومقاطع فيديو وغيرها لا دخل لها في مجال العمل، فضلاً عن أن بعض الموظفين يستغلون هذه القروبات في نشر الشائعات».

تويتر