«مسرعات دبي المستقبل» يعلن أسماء شركات دورته الأولى

أعلن برنامج «مسرعات دبي المستقبل» عن أسماء الشركات المختارة للانضمام للدورة الأولى منه. ووقع الاختيار على نخبة من أكثر الشركات الابتكارية تميزاً في العالم، بعدما حقق البرنامج تفاعلاً عالمياً كبيراً، مستقطباً 2274 طلباً للمشاركة في أقل من شهر واحد على إطلاقه، في يوليو الماضي.

وأكد نائب رئيس مجلس الأمناء، العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، أن دبي دشنت مرحلة جديدة لبرامج تسريع الأعمال على مستوى العالم، وأنها ستكون لاعباً أساسياً في رسم ملامح مستقبل أفضل، من خلال توفيرها منصة مثالية عالمية لتطوير أفكار جديدة ومبتكرة تدعم الجهود العالمية، لإيجاد حلول مستدامة للتحديات القطاعية الأكثر ارتباطاً وتأثيراً في حياة الإنسان.

وأضاف أن الإمارات تسعى، من خلال المبادرة، إلى إعادة تعريف دور مسرعات الأعمال عالمياً، ليتوافق مع الأجندات والاستراتيجيات الحكومية، ويكون محركاً لعجلة البحث والتطوير ضمن القطاعات الأكثر استراتيجية وأولوية للدول، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والمواصلات والطاقة.

وشدد القرقاوي على أن المبادرة تسعى لتحقيق مستهدفات أجندة دبي للمستقبل، من خلال ضمان استدامة الابتكار ضمن القطاعات الاستراتيجية للدولة، واستكشاف قطاعات جديدة مبنية على تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، التي من شأنها خلق أسواق بمليارات الدولارات، وإحداث تغيير جذري في نماذج الأعمال المعروفة حالياً.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، سيف العليلي، أن استقطاب برنامج «مسرعات دبي المستقبل» مشاركة من شركات ابتكارية، من 73 دولة في قارات العالم السبع، دليل على مكانة دبي العالمية، ودورها كلاعب رئيس في تطوير الجيل القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال، لافتاً إلى أن البرنامج يعد حالياً من أسرع برامج تسريع الأعمال نمواً في العالم.

وأضاف: «مع انتهاء مرحلة اختيار الشركات العالمية التي ستشارك في البرنامج، إيذاناً ببدء مرحلة الاختبار الفعلي لحلولها المبتكرة، بالتعاون مع الجهات المعنية، نكون قد بدأنا فعلاً بإعادة تقديم الأفكار المبتكرة على شكل مشروعات متطورة، تشكل رافداً جديداً للاقتصاد العالمي».

وعلى مدى 12 أسبوعاً، ستعمل أفضل 30 شركة ابتكارية وأكثرها تميزاً على مستوى العالم، مع الجهات الحكومية السبع ذات الصلة ببرنامج «مسرعات دبي للمستقبل» لتطوير وتجربة حلولها ومنتجاتها المبتكرة، التي تسهم في التغلب على التحديات في القطاعات المختلفة، وتحظى بأولوية حيوية في القطاعات الاستراتيجية في دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يمكن تطبيقها كذلك في دول المنطقة وغيرها من الدول حول العالم.

وجاء اختيار الشركات بعد دراسة دقيقة لطلبات المشاركة التي تلقتها مؤسسة دبي للمستقبل، وأسفرت عن انتقاء المشروعات الخلاقة والشركات الأكثر ابتكاراً، التي من شأنها إيجاد حلول عملية ومستدامة للتحديات القطاعية التي تواجه المدن في القرن الـ21.

وتتضمن لائحة الشركات التي وقع الاختيار عليها للمشاركة في الدورة الأولى، نخبة متميزة من أكثر الشركات التي تعمل حالياً على تطوير وتجربة أفكار خلاقة، وتحويلها إلى تقنيات متطورة من شأنها الإسهام في إيجاد فرص تكنولوجية وخدمية واقتصادية ذات بعد مستقبلي، وتشكل حلولاً للتحديات ضمن القطاعات الرئيسة، بما فيها قطاعات الصحة، والتعليم، والطاقة والمياه، والنقل، والبنية التحتية، والأمن والسلامة، والتكنولوجيا. وستقوم هذه الشركات باختبار حلولها المبتكرة في مجال «الهايبرلوب»، والنقل المستدام، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والتعاملات المالية الرقمية.

وتشمل قائمة الشركات التي وقع الاختيار عليها: شركة «هايبرلوب ون»، التي تعمل على نظام نقل مبتكر تفوق سرعته سرعة الضوء، وشركة «نيكست فيوتشر» المتخصصة في حلول النقل الجماعي ذاتية القيادة، وشركة «كونسنسيز»، التي تعتبر أكبر شركة لتقنيات البلوك تشين في العالم، والمتخصصة في توفير أدوات للمطورين وتطبيقات اللامركزية وحلول للمشروعات، وشركة «ريبوتك كونستركشن»، المتخصصة في تصميم وتطوير حلول بناء تزيد الإنتاجية إلى نحو خمسة أضعاف، وشركة «هانيويل» إحدى شركات قائمة «فورتشن 100»، التي تعمل على تطوير أنظمة رقمية متطورة لتقديم خدمات الرعاية الصحية.

وتقوم شركة «نيكست فيوتشر ترانسبورتيشن»، التي تتخذ من وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية مقراً، باختبار نظام نقل ذكي يتكون من وحدات كهربائية، قادرة على استيعاب قرابة ستة ركاب. وهي تعمل بشكل مستقل، ويمكن طلبها لعمليات النقل والتوصيل، وربطها مع بعضها بعضاً لتحسين عبور الطريق السريع، والسماح للركاب بالحركة بداخلها.

أما شركة «هايبرلوب ون»، التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها، فهي تعمل على اختبار نظام نقل عالي السرعة، يستخدم كبسولات تنتقل ضمن شبكة أنفاق يمكن تشييدها تحت الماء. وتتيح هذه التقنية للكبسولات الاندفاع بسرعات كبيرة داخل أنابيب مفرغة من الهواء، منعدمة الضغط، تصل سرعتها إلى نحو 1200 كيلومتر في الساعة.

وتسعى شركة «ريبوتكس كونستيركشن» إلى إيجاد حلول مبتكرة في قطاع البناء والتشييد في العالم، من خلال استخدام الروبوتات وأنظمة التشغيل الآلية في عملية البناء، باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد يكون لديها الكفاءة والفاعلية والدقة في إنجاز المهام المطلوبة.

وتعمل شركة «كونسنسيز» على تطوير تطبيقات رقمية للمعاملات المالية والتجارية الرقمية «بلوك تشين»، تتيح الحفاظ على سجلات البيانات المتنامية. كما تتيح تبادلاً آمناً للمواد القيّمة، كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات، دون الحاجة إلى وسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل.

وتعمل شركة «هانيويل»، وهي واحدة من الشركات المدرجة على قائمة «فورتشن 100»، على تطوير «المنشأة الصحية الرقمية»، وهو نظام صممته بهدف تمكين المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية من تقديم مستويات أكثر كفاءة وأعلى جودة في عملياتها وخدمات رعاية المرضى، باستخدام أحدث التقنيات الرقمية لتعزيز السلامة، وتحسين مستوى الرعاية التي تقدمها المستشفيات، وتمكينها من توفير خدمات رعاية صحية مخصصة ومتطورة.

منشأة «مسرعات المستقبل»

ستقوم الشركات الابتكارية، وبالتعاون مع الجهات الحكومية السبع، ذات الصلة بالعمل على تطوير وتسريع مشروعاتهم ومنتجاتهم المبتكرة في منشأة «مسرعات المستقبل»، خلال الدورة الأولى من برنامج «مسرعات دبي المستقبل»، التي توفر مساحات عمل مبتكرة، ومختبرات للابتكار والنمذجة، صممت وفق أرقى المعايير والمواصفات العالمية.

ويتضمن البرنامج ثلاث دورات «تسريع أعمال» سنوياً، تستغرق كل منها ثلاثة أشهر، يتم من خلالها التعرف إلى التحديات، وتسليط الضوء على الفرص القطاعية، وجذب أفضل شركات العالم الناشئة، لإيجاد حلول منتجات تكنولوجية لحل التحديات وتسخير الفرص.

وتقدم برامج تدريبية على كيفية تطوير الأعمال وتنميتها، ضمن الدورة أيضاً، إضافة إلى نمذجة الحلول المستقبلية، كما تقدم مشروعات تجريبية على مستوى مدينة دبي، وصولاً إلى بناء نموذج عمل تجاري قابل للنمو وتحقيق الربحية، بالتعاون مع نخبة من مسؤولي المؤسسات الحكومية المشاركة وخبراء عالميين في مجال حاضنات وتسريع الأعمال.

ويعد برنامج مسرعات دبي للمستقبل إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة دبي للمستقبل، وقد تم تدعيم البرنامج من خلال تخصيص مبلغ مليار درهم للاستثمار في الشركات والمشروعات ذات الجدوى الاستثمارية والتجارية والمنتسبة للبرنامج، ما يسهم في خلق رافد جديد للسوق الاستثمارية في الدولة والمنطقة بشكل عام.