أحداث تونس واليمن ومصر تفرض نفسها على مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف

شاهين: إسكات الإعلام لم يعد أسلوباً ناجعاً

العامل الأساسي لنجاح الصحف يكمن في قدرتها على بناء محفظة واسعة من المنتجات. غيتي

قال رئيس تحرير صحيفة «البيان» ظاعن شاهين، إن «السيطرة على وسائل الإعلام وتوجهيها بشكل يضمن عدم إثارة القضايا المسكوت عنها، لم يعد أسلوباً ناجعاً، بعد أن أوجدت الوسائل التكنولوجية الحديثة ساحات افتراضية وبرلمانات تحاورية، وقمماً تشاورية استطاعت ان تحرك جموع البشر بشكل عجزت عنه الوسائل والأدوات الأخرى».

ودعا المؤسسات الإعلامية إلى العمل بشكل فاعل على دراسة واقع الإعلام التبادلي وإيجاد آليات لتطويره وإخضاع منتسبيها لدورات مكثفة تؤهلهم إلى التعاطي مع التقنيات التكنولوجية الحديثة، متسلحين بفنون كتابة الخبر والمقال والتصوير وعرض الصورة وآلية صناعة الإعلام.

وأكد شاهين، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر السادس للاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء لمنطقة الشرق الوسط، الذي انعقد أمس في دبي، ضرورة أن تبادر المؤسسات الإعلامية لتغير واقعها وأدائها قبل ان تُغير، مشيراً إلى ان الإعلام التبادلي يعرف بأنه الإعلام الذي يسير في اتجاهين بحيث يحقق درجة عالية من التفاعل بين المستخدم والوسيلة بما يجعل من المتلقي مرسلاً يقوم بدور مهم في اختيار المحتوى.

وقال شاهين إن «المدونين في بقاع العالم، وخصوصاً في دول العالم الثالث، الذي يعاني كبح جماح الحريات، لعبوا دوراً بارزاً في الكشف عن تجاوزات العمليات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية في كثير من الدول، كما كشفت مواقعهم الإلكترونية الكثير من حوادث التعذيب وتجاوزات رجال الأمن، التي تناقلتها عنهم في ما بعد وسائل الإعلام المقروءة والمرئية».

من ناحيته، قال المدير العام للمجمع الإعلامي، العضو في «تيكوم» للاستثمارات، محمد عبدالله، في كلمته، إن العامل الأساسي لضمان النجاح المستقبلي للصحف، يكمن في قدرتها على بناء محفظة واسعة من المنتجات التي تتركز حول منتجها الرئيس، وهو الصحيفة التقليدية، والتواصل عبر هذه المنتجات مع شرائح الجمهور العام والمستهدف.

وأشار إلى انه على الرغم من بدء شركات الصحف التقليدية بالتحول إلى مؤسسات إخبارية متعددة الوسائط، وانتقالها إلى الفضاء الإلكتروني، إلا أن المحتوى الذي تقدمه المواقع الإلكترونية العربية يحتاج إلى المزيد من التطوير، وأضاف عبدالله أنه بحسب دراسة «نظرة على الإعلام العربي» للفترة الممتدة بين عامي 2009 و،2013 فإن ما يزيد على 85٪ من الصحف في العالم العربي لديها حالياً مواقع إلكترونية، ومع ذلك، فإن هذه المواقع لا تسهم سوى بنسبة 2٪ فقط من العوائد الإعلانية لهذه الصحف، معتبراً ان هناك فرصاً كثيرة ومهمة يمكن أن يستثمرها القطاع الإلكتروني بالمنطقة عبر تطوير المحتوى وتنمية قاعدة المستخدمين.

وقال المدير التنفيذي للاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء، كريستوف ريزز، ان منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى صحف تمتلك الحرية المطلوبة التي تمكنها من توفير معلومات دقيقة وذات صدقية تصل بشكل فوري إلى أفراد المجتمع، مطالباً بحماية الصحافيين الذين يغطون الأحداث والمظاهرات المندلعة في عدد من دول المنطقة، وان تكون لديهم الحرية في نقل الأحداث بموضوعية من دون التعرض لوطأة التهديد بالتعذيب والاعتقال.

ويناقش المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين تحت عنوان «ضاعف مداخيلك الآن! كيف تنجح في بيع الإعلان على الوسائط المتعددة»، التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية في ظل تسارع التطبيقات التكنولوجية التي لعبت دوراً كبيراً في تغيير العلاقة النمطية بين مرسل المادة الإعلامية ومتلقيها.

وبحثت جلسات اليوم الأول استراتيجيات تزاوج بين الإعلام والإعلان بما يخدم المحتوى الجيد للطرفين، إلا أن الأحداث والتطورات الجارية في تونس واليمن ومصر، ودول أخرى بالمنطقة، احتلت اهتماماً بارزاً في كلمات المشاركين.

تويتر