نقطة حبر

«لا تشيلون هم»

«رب ضارة نافعة» هذه الحكمة التي تعلمناها منذ الصغر تتواصل معنا في مقاصدها ورسالتها وأهدافها كل يوم، فما شهده العالم من تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي بسط سيطرته على مناطق متفرقة من أرجاء الكرة الأرضية، وفرض نفسه كواقع مؤلم جمع البشرية على اختلاف ألوانها وألسنتها ومشاربها لمواجهته.

«رب ضارة نافعة».. هنا تأتي الحكمة، وهنا يأتي التأمل، وهنا تأتي الدروس المستفادة، ففي الوقت الذي يتسع فيه ألم «كورونا» تتسع أيضاً نوافذ أمل يشع منها التحدي، ويسطع منها نور العلم ورؤى قيادات آمنت بأن الإنسان هو أغلى ثروات هذا الكوكب، وهذا ما تعلمناه من قيادتنا الرشيدة من خلال المواقف السابقة والإجراءات الاحترازية التي بادرت دولتنا لاتخاذها في مواجهة تداعيات هذا الفيروس على مستوى المنطقة والعالم.

إن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في برزته العامرة الأسبوع الماضي في أبوظبي جسدت رؤية حكيمة لقيادة تُعلي من الإنسان وتدفع به إلى الأولوية الأولى دون منازع، فعندما يقول بوخالد «حفظه الله» إن صحة الإنسان وسلامته خط أحمر، فهذه الرسالة هي الاطمئنان في أسمى معانيه لكل مواطن ومقيم على أرضنا الطيبة.

عندما يقول بوخالد «حفظه الله»: «لا تشلون هم»، فإنه كقائد فذ يعني ما يقول، وهذا ليس غريباً على الشيخ محمد بن زايد الذي تربّى وترعرع في مدرسة الحكمة والقيادة، في مدرسة زايد المؤسس، زايد الذي علمنا أن الإنسان هو أغلى ثروات هذا الكوكب، زايد الذي جعل من الإنسان محوراً للنهضة الحضارية التي يشهدها الوطن في جميع الميادين، وعلى هذا النهج تواصل قيادتنا الرشيدة السير، فالإنسان أولاً، وصحته وسلامته فوق كل شيء، وعندما يسطر «بوخالد» هذه المقولة الخالدة في سجل التاريخ ليس لأبناء دولة الإمارات فحسب، بل للبشرية كافة، بقوله: «لا تشلون هم» فإنها رسالة كُتب لها الخلود، وصارت مثلاً يحتذى به ويترجم فكراً ثاقباً لقيادة أعلت من قيم الإنسان ورفعت من مكانته وارتقت به فوق المال باعتباره هو الثروة، بل كل الثروات.

لقد جاءت كلمات سموه بلسماً، وكعادته جعل من الاطمئنان جسراً يعبر القلق الذي يحاصر العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً إثر تفشي فيروس كورونا المستجد.

إن دورنا كأولياء أمور وتربويين أن نرسّخ هذه الرسالة الخالدة في نفوس أبنائنا وبناتنا، وأن نستثمر وجودهم بيننا هذه الفترة في تسليط الضوء على هذه المنظومة الخالدة من فكر القيادة التي هيّأت للإنسان كل أسباب العزة والكرامة، وجعلت منه محوراً للحياة.

أمين عام جائزة خليفة التربوية


- كعادته جعل من الاطمئنان جسراً يعبر القلق الذي يحاصر العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً إثر تفشي «كورونا».

تويتر