تسللا عبر نافذة مفتوحة ليلاً

سائقان يسرقان خزنة أموال وشاحنة من شركة من دون حراسة

استغل سائقان لدى شركة بالمنطقة الصناعية في جبل علي درايتهما بعدم وجود إجراءات أمنية في الشركة، وتسللا إلى مكتب المحاسب في الطابق الأول، وحرك أحدهما خزنة حديدية ثقيلة، تحتوي على 350 ألف درهم، حتى النافذة، وناولها لزميله الذي وضعها داخل شاحنة مفتوحة وبها مفاتيحها، تابعة للمؤسسة ذاتها، ثم غادرا عبر بوابة لا توجد عليها حراسة.

واستطاعت شرطة دبي القبض عليهما في وقت لاحق، واستعادة جزء كبير من المبلغ المسروق، رغم توزيعه على عدد من الشركات لتحويله إلى بلادهما، كما ضبطت شقيق أحدهما، لحيازته جزءاً من المبلغ.

وأحيل الثلاثة إلى النيابة العامة في دبي، ومنها إلى محكمة الجنايات التي باشرت محاكمتهم.

وقال مسؤول بالشركة في تحقيقات النيابة العامة، إن «أحد الموظفين أبلغه بواقعة السرقة، وبوصوله شوهد شخصان عبر كاميرات المراقبة، دون أن تتضح ملامحهما، يتسللان من خلال نافذة المكتب المفتوحة، ويحمل أحدهما خزنة النقود على كتفه، وقاما بسرقة شاحنة (براد) تابعة للشركة».

وأشار إلى أن سائقي الشركة يتركون عادة المفاتيح داخلها، ونظراً لضغط العمل في كثير من الأحيان يتم تشغيل المركبات بشكل متواصل للحفاظ على البضائع داخل البراد، مؤكداً أن المتهمين كانا على دراية بذلك، كما عرفا أيضاً أنه لا يوجد حارس أمن للشركة، لذا سرقا الخزنة والسيارة وغادرا المكان دون أن يعرقلهما أحد.

وأضاف أنه تم العثور على الشاحنة سليمة بمنطقة لهباب في اليوم التالي مباشرة، عبر نظام التتبع المثبت بها، كما عثرت الشرطة لاحقاً على الخزنة في مكان قريب، لكنها كانت مفتوحة، واختفى من داخلها 351 ألفاً و498 درهماً، واستردت الشرطة 281 ألف درهم، فيما سرق المتهمان بقية الأموال.

من جهته، قال شاهد من شرطة دبي: «تم تشكيل فريق بحثي عقب تلقي البلاغ، وتركزت الشبهات في العاملين بالشركة، نظراً لأن السارقين لديهما دراية كاملة بالمكان والثغرات الأمنية فيه».

وبتتبع كاميرات المراقبة ورصد الأدلة، تم تضييق دائرة الاشتباه في المتهمين، وضبطهما بمقر الشركة، وبمواجهة الأول بالدلائل أقر بأنه اتفق مع زميله على سرقة خزنة الأموال، وتوجها إلى مقر الشركة في الـ11 مساء يوم 18 يونيو الماضي، وتأكدا من خلوها من الموظفين، ثم دخلا إلى غرفة المحاسبة عبر نافذة مفتوحة، ونقلا الخزنة إلى شاحنة بداخلها مفتاحها، وتوجها إلى شارع جبل علي لهباب، وأخفيا الخزنة بين الأشجار على جانب الطريق، ثم أكملا السير مسافة كيلومترين وتركا المركبة، وانتظرا في مسجد قريب.

وتابع المتهم بأنه هاتَف زميلاً لهما لنقلهما بسيارته، مبررين وجودهما في المكان بأنهما كانا مع آخرين وتشاجرا معهم وغادرا، ثم عاد المتهمان في اليوم التالي بمركبة أجرة وبحوزتهما الأدوات اللازمة لكسر الخزنة، بعد أن فشلا في ذلك خلال اليوم الأول، وتخلصا من كمية كبيرة من العملات المعدنية، وتقاسما المبلغ المتبقي (290 ألف درهم)، ثم شرعا في تحويل المبالغ عبر محال مخصصة لذلك، لكن شرطة دبي سبقتهما وقبضت عليهما، واستردت جزءاً كبيراً من المبلغ المسروق، فيما وضعت الشركة حارساً على مقرها بعد الواقعة.

تويتر