من المجالس

عادل محمد الراشد

  
ماذا يحدث في الضمير العربي؟ أي نوع من المسكّن هذا الذي تجرعته النفس العربية حتى باتت تتلقى أخبار المحارق الصهيونية في فلسطين بالصوت والصورة وكأنها تتابع أحد أفلام «الأكشن» الهوليوودية التي صارت أكثر قدرة على تحريك المشاعر العربية من مشاهد أشلاء الأطفال الرضّع في غزة؟ تحت أي مظلة تواصل آلة الحرب الإسرائيلية محارقها في فلسطين؟ هل هي مظلة المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها مع السلطة وعدد من الدول العربية؟ أم هي مظلة حرمان «حماس» من الاستئثار بغزة؟ أم مظلة الصواريخ التي تطلقها المقاومة رداً على المجازر؟ أم مظلة «الحرب على الإرهاب» التي كشفت أخيراً على لسان مسؤولي السلطة باتهام حماس بإيواء عناصر من القاعدة في غزة؟ أم تحت كل هذه المسوغات يأتي «القرار الجماعي» بالقضاء على حركة حماس ولو بأشلاء الأطفال والمدنيين، وهدم القطاع على رأس من فيه، وحرق الأرض ومن عليها، وانتهاك كل قوانين الحرب والسلام؟  الأمر يذهب الى أحد افتراضين لا ثالث لهما. فإما أن «إسرائيل» قد نزعت أي توجس لديها من حدوث رد فعل عربي، فوصلت الى حد الاستهانة والاستهزاء والاصرار على الضرب بكل انواع الاسلحة العسكرية والسياسية. وإما أنها تفعل ما تفعله في إطار «ترتيب» إقليمي ودولي منحها تخويلاً لتسوية الامور دون تجاهل حدوث بعض «التضحيات» التي عادة ما ترتفع الاصوات فور حدوثها ثم لا تلبث ان تخفت بـ«ضغطة» من اليد التي تتحكم في مستوى الصوت في النظام العالمي. 

 

وكلا الافتراضين نتائجه وخيمة. فإن كان في«هيبة الموقف» فذلك يعني ان هذه الهيبة معرضة للضرر على أصعدة كثيرة أخرى ربما لا تقف عند حدود التفريط في الكرامة القومية. وإن كان في إطار «الترتيب» فإن ذلك يعني ان الاجتياح لن يقف عند حدود غزة، وسيواصل تقدمه بعيداً دون أن يحتاج الى دبابة أو صاروخ. 
    

adel.m.alrashed@gmail.com  

تويتر