المرصد

«تويتر» تستعين بخبرات خارجية لتحسين أدائها

بعد أن اعترفت إدارة «تويتر» بأن المنصة باتت مسرحاً لسوء المعاملة وإضاعة الأخبار الكاذبة، ها هو رئيسها التنفيذي يطلب مقترحات لإجراء إصلاح شامل لجعل الموقع الاجتماعي أكثر ملاءمة وموثوقية. وفي سلسلة من التغريدات، قال جاك دورسي إن مدى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي كان له «عواقب سلبية في العالم الحقيقي». وقد استغل المتصيدون الروس الخدمة لاستخدامها كمكبر صوت لدعاة التعصب.

في الواقع، ليس «تويتر» وحده الذي بات مرتعاً لأيدٍ خفية تعبث بالمعلومات وتوجه الرأي العام بطرق مشبوهة، فقد تعرض «فيس بوك»، وغيره من المواقع الأخرى للتشويه، وباتت سمعتها عرضة للتشكيك. وأصبحت حرب المعلومات في عالم افتراضي من بين أكبر التحديات التي تواجهها البشرية، ويستخدم الروس والصينيون، على سبيل المثال لا الحصر، هذه الوسائل التي ابتكرها الغرب، لإثارة القلائل في هذه البلدان التي لاتزال تتغنى بحرية الرأي.

وتشدد إدارة «تويتر» على حقها في إزالة المحتوى الذي يخالف شروطها. وفي الأشهر الأخيرة قام «تويتر» بتحديث قواعده بشأن المحتوى المحظور الذي يشجع العنف أو يشكل تحرشاً جنسياً. وفي مواجهة الغضب المتصاعد حول الشخصيات البارزة التي تبث آراءها عبر تغريدات، ركزت على علامات التحقق الزرقاء في حسابات الشخصيات اليمينية المتطرفة. وفي الشهر الماضي علقت أكثر من 1000 حساب قالت إنها مرتبطة بروسيا.

وبدلاً من التركيز على المحتوى المحظور، تأمل «تويتر» الانتقال إلى بناء إطار نظامي للمساعدة على تشجيع النقاش والمحادثات والتفكير النقدي الأكثر صحة. ولتحقيق هدفها بالحد من سوء الاستخدام، دعت الشركة خبراء خارجيين لمساعدتها على تحديد كيفية قياس صحة «تويتر»، ومحاسبتها عند الخطأ في حين تقوم بدورها الإعلامي، ووضع طريق للمضي قدماً على المدى الطويل.

ويرى مستخدمون للشبكة الاجتماعية أن هذه الإجراءات الجديدة التي تبنتها «تويتر» ستجعل الموقع فضاءً أكثر شفافية، ومصداقية، لأن المتابعات العشوائية وغير الدقيقة وإعادة نشر بعض المعلومات لإعطائها أهمية ستختفي، وبالتالي سيؤثر ذلك إيجاباً في معرفة مدى انتشار التغريدة بين أشخاص واقعيين ووهميين.

وفي السياق ذاته، يبدو أن هذه التدابير الوقائية قد تلغي بعض الخدمات التي تمنح إمكانية زيادة المتابعين وزيادة انتشار التغريدات بمقابل مادي، الأمر الذي قد يتبعه أيضاً انخفاض في عدد المتابعين لبعض المشاهير ممن اعتادوا شراء المتابعين، وهو ما سيؤثر حتماً في مدى القبول الذي يحظون به لدى متابعيهم الحقيقيين.

يبدو أن «تويتر» في حالة تأهب قصوى، فهي تريد القضاء على الحسابات الوهمية، خصوصاً الروسية منها، والأخبار الكاذبة على الإنترنت، وستولي أهمية خاصة لهذا الملف خلال الفترات الانتخابية، لأن فيها تحدث أكبر الحملات الدعائية المشبوهة، والواقع أن «تويتر» أمام مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، فالعالم الافتراضي يصعب ضبطه بشكل كامل، فهذه المنصة يرتادها ملايين الأشخاص حول العالم والتحقق من هوياتهم أمر أقرب إلى الحلم. بالتأكيد الشركة الرقمية الرائدة عازمة على تطوير آلياته لتحسين صحة الفضاء الرقمي، لكن الأخير لن يخلو أبداً من جهات أو أشخاص يعكرون صفو التفاعل الافتراضي.

تويتر