5 دقائق

المحور الثالث: الحفاظ على الموارد البشرية الشابة

الدكتور علاء جراد

يتناول مقال اليوم المحور الثالث والأخير في مواصفة ومنظومة «المستثمرون في الموارد البشرية الشابة»، التي أطلقتها الحكومة الأسكتلندية في عام 2014 لاستقطاب وتطوير والمحافظة على الموارد البشرية الشابة في المؤسسات، وقد أثبتت الدراسات التي قامت بها الحكومة مدى نجاح تلك المواصفة، وقد ساعد على هذا النجاح منح مزايا وتقدير للمؤسسات التي تطبق تلك المعايير وتلتزم بها. يتكون المحور الثالث من ثلاثة معايير، هي الأثر في استراتيجية المؤسسة، الأثر في الموارد البشرية الشابة، والتحسين المستمر.

حتى يتم الحصول على النتائج المرجوة والاستثمار بفعالية في الموارد البشرية، فإن ضخ الأموال وحده لا يكفي، بل لابد من تبني منظومة إدارية متكاملة، مدعومة بتعزيز الثقافة المؤسسية والتوعية بأهمية هذا الاستثمار، حيث يرتكز المعيار الأول من المحور الثالث على إدراك ووعي جميع العاملين بالمؤسسة بأهمية ودور الاستثمار في الموارد البشرية الشابة، وكيف ينعكس ذلك على الأداء الكلي للمؤسسة، كما ينبغي قياس أثر هذا الاستثمار بحيث يمكن معرفة النتائج التي ترتبت عليه انطلاقاً من مبدأ «ما لا يمكن قياسه لا يمكن تحسينه»، كما يتضمن هذا الركن الاحتفال بإنجازات الموارد البشرية الشابة وتقدير جهودها. أما المعيار الثاني، فيرتكز على استدامة واستمرارية الموارد البشرية الشابة التي تم الاستثمار فيها، ويستدعي ذلك الاستماع لها وتهيئة بيئة عمل صحية تجعلها لا تفكر في ترك العمل، كما يجب قياس ومتابعة مؤشرات البقاء والاستقالات، كما يشتمل أيضاً على رسم مسار وظيفي لتطورها ووصولها إلى مراكز قيادية بالمؤسسة.

أما المعيار الثالث والأخير وهو «التحسين المستمر» فيرتكز على ركنين، الأول هو إشراك الموارد البشرية الشابة، حيث يتطلب المعيار إشراكهم في عملية اتخاذ القرار، وكذلك في سياسات وإجراءات التعيين المتعلقة بفئة الموارد البشرية الشابة، والاهتمام جدياً بآرائهم ومقترحاتهم، أما الركن الثاني فيرتكر على الإجراءات التحسينية، التي ترتبط بآراء ومقترحات تلك الفئة، حيث لا يُكتفى بالاستماع إليهم، بل تم تخصيص متطلبات في المواصفة للتأكد من أن هناك إجراءات وتطبيقات على الأرض لتلك الآراء والمقترحات.

ختاماً، فإن المعايير والمواصفات تضيف قيمة حقيقية ونتائج ملموسة عندما يتم تبنيها بجدية وفعالية، وكذلك وجود تعاون بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة، حيث يتم استحداث سياسات تُكافئ الشركات والدوائر التي تستثمر في الموارد البشرية الشابة، وكذلك تشجيع ودعم مراكز الأبحاث والجامعات للقيام بتنفيذ دراسات ذات قيمة للوقوف على مدى فعالية التطبيق، وكذلك معرفة عوامل النجاح والتحديات والفرص المتاحة، ثم تبني تلك الدراسات والاستفادة منها في مراجعة السياسات العامة.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر