على خُطى «زايد الخير»

صورة

شكّلت المشاركة الخارجية لدولة الإمارات في إدارة أزمة تفشي فيروس «كورونا» المستجد امتداداً واضحاً لمسيرة عطاء زاخرة، أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه منذ ما يزيد على 48 عاماً، ونجحت بإنسانيتها الكبيرة في أن تنال إشادات دولية تضاف إلى سجلها الإنساني الحافل، وتعزز من مكانتها على الساحة الدولية.

للإطلاع على موضوع - على خُطى  «زايد الخير» -  صفحة 02 كاملأً ، يرجى الضغط على هذا الرابط

ومازالت طائرات المساعدات الإماراتية تجوب العديد من الدول، ملتزمة بـ«سياسة منح مساعدات خارجية»، التي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني، الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشروعات تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأطلقت الدولة، أخيراً، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، جسراً جوياً دولياً لتوفير خط للإمدادات الصحية والإنسانية، التي تشكل شريان حياة للمجتمعات الهشة، التي تعاني الآثار المدمرة لجائحة (كوفيد-19) في كل أنحاء العالم.ومدّت الدولة، التي تعدّ أحد أكبر المانحين في العالم، يد العون لمجموعة كبيرة من الدول، لدعمها في الحد من انتشار الفيروس، بتسيير طائرات مساعدات تحمل على متنها مئات الأطنان من الإمدادات الطبية، يستفيد منها مئات الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز جهودهم في احتوائه.

وتأتي هذه السياسة الإنسانية للدولة تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها، ورسختها عملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعزيز وتعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.

وأكدت الدولة، أخيراً، التزامها بمكافحة فيروس (كوفيد-19)، في المؤتمر العالمي لإعلان التبرعات، الذي يهدف إلى جمع أكثر من 7.5 مليارات يورو لزيادة الاختبارات، وتوسيع نطاق العلاج، والاستثمار في تطوير اللقاحات، للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

الدعم متواصل

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات، ولصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للدعم المتواصل للجهود العالمية الرامية للتصدي لفيروس «كورونا».

وكان غيبريسوس قد نشر تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، قال فيها: «شكراً دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم المتواصل للجهود العالمية للتصدي لفيروس (كورونا) المستجد».

وأعاد نشر تغريدة تحتوي الخبر الخاص بإرسال دولة الإمارات مساعدات إلى إيران لمكافحة وباء «كورونا»، حيث كانت الإمارات قد أرسلت طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة إلى إيران، لدعمها في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد.

وحملت الطائرتان أكثر من 32 طناً من الإمدادات، بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية. وأسهمت الدولة كذلك في نقل شحنة تحتوي على 20 طناً من معدات الحماية الشخصية من شنغهاي إلى مخازن منظمة الصحة العالمية في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، لمساعدة المنظمة على تعزيز مخزونها الاستراتيجي في ضوء تفشي وباء «كورونا» المستجد، ودعم جهودها في مواصلة الاستجابة الإنسانية السريعة للدول المحتاجة، إذ تتخذ المنظمة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي مقراً لها، وهي مركز لوجستي عالمي متخصص في التأهب لحالات الطوارئ وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتعدّ المدينة أكبر مركز لوجستي للخدمات الإنسانية ومواد الإغاثة في العالم. وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أرسلت الإمارات 27 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، منها سبعة أطنان مساعدات من الدولة، و20 طناً من المنظمة. وأرسلت 33 طناً من الإمدادات الطبية، شملت 15 طناً مقدمة من الدولة لإثيوبيا، ونحو ثلاثة أطنان مقدمة من الدولة لمنظمة الاتحاد الإفريقي، و15 طناً مقدمة من منظمة الصحة العالمية لدعم إثيوبيا، ودول إفريقية أخرى في مواجهة الفيروس.

وبدعم من دولة الإمارات قدمت منظمة الصحة العالمية إمدادات ومعدات طبية لإيران، في إطار جهودها لاحتواء فيروس «كورونا» المستجد، ونقلت طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية 7.5 أطنان من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى إيران.

وقامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بتغليف وشحن إمدادات تشمل مئات الآلاف من القفازات والأقنعة الجراحية والمواد ذات الصلة، التي من شأنها مساعدة نحو 15 ألف شخص وعامل في مجال الرعاية الصحية في إيران.

وتتضمن الشحنة أدوات تشخيص مختبري تستخدم في فحص آلاف الأشخاص، وتدعم جهود السيطرة على الفيروس.

وأعرب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، عن تقديره العميق للمبادرات الإنسانية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وآخرها مبادرة سموّه بإجلاء رعايا عدد من دول العالم من مقاطعة هوبي الصينية، مثمناً الدعم الذي قدمته دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية، من خلال تخصيص طائرة لنقل الإمدادات والمعدات الطبية المقدمة من المنظمة إلى إيران، في إطار جهودها لاحتواء فيروس «كورونا» المستجد. وأكد أن دولة الإمارات مانح رئيس لبرنامج الأغذية العالمي، وشريك أساسي في مهامه الإنسانية حول العالم.

وعبّر الرئيس التونسي، قيس سعيد، خلال اتصال هاتفي أجراه معه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تقديره لحرص الدولة الإمارات على تقديم الدعم لأشقائها، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والعالم. وأثنى على النهج الإنساني الذي تتبعه في التعامل مع الأزمة، متمنياً للشعب الإماراتي السلامة من كل شر.

كما وجّه الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، في خطاب مباشر له، الشكر إلى الإمارات بعد تلقي بلاده مساعدات طبية منها، واصفاً صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بـ«الصديق العظيم».

من جانبه، أشاد رجل الأعمال والمبرمج الأميركي والرئيس المشارك في «مؤسسة بيل وميليندا غيتس»، بيل غيتس، بالدعم الذي تقدمه الإمارات لمساندة جهود الدول ومؤسساتها الصحية، وتعزيز قدراتها في مواجهة انتشار الفيروس وآثاره.

وأثنى خلال اتصال هاتفي أجراه مع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مواقف ومبادرات سموه الإنسانية بهذا الشأن، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.. مثمناً مبادرة سموّه بإرسال أكبر شحنة معدات وأجهزة طبية إلى القارة الإفريقية، أخيراً، حيث وصلت إلى أديس أبابا، التي تعدّ أحد مراكز الدعم اللوجستي في إفريقيا.

تعاون ومساندة

تجسيداً لحرص الدولة الدائم على التعاون مع دول العالم لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، اتخذت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإجراءات اللازمة لتسهيل إجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد تعليق الرحلات الجوية من وإلى دولة الإمارات، بالتنسيق مع سفارات وقناصل البعثات التمثيلية المعتمدة لدى الدولة.

وأعلنت وزارتا الموارد البشرية والتوطين، والصحة ووقاية المجتمع، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، عن إعفاء العمالة المنتهية تصاريح عملهم من الفحص الطبي الخاص بهم، مع إصدار وتجديد تصاريح العمل والاقامات تلقائياً لعمالة المنشآت وعمالة الخدمة المساعدة، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها دولة الإمارات في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد.


- الإمارات.. دعم متواصل للجهود العالمية الرامية للتصدي لفيروس «كورونا».. ومبادرات محلية

- الإمارات تلتزم بـ«سياسة منح مساعدات خارجية»، تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني.

تويتر