ضاحي خلفان انتقد محاولة تهميش دور الزوج في الأسرة

74 % نسبة تسويات الخلافات الزوجية في محاكم دبي

ضاحي خلفان (الرابع من اليمين) يتوسّط حضور مجلسه الرمضاني. من المصدر

طالب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، الفريق ضاحي خلفان تميم، باجتماع الأسر الكبيرة يوماً على الأقل أسبوعياً، لتعزيز التقارب والتراحم والترابط بين أفرادها، وحلّ المشكلات القائمة بينها، مع إغلاق الهواتف النقالة خلال هذه الاجتماعات، فيما كشف رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي، أحمد عبدالكريم بامسلم، أن محاكم دبي تعاملت، العام الماضي، مع أكثر من 7200 ملف تتعلق بالمشكلات الزوجية، مؤكداً أن نسبة التسويات فيها بلغت 74%.

وأشار بامسلم، في جلسة عقدت بمجلس الفريق ضاحي خلفان، أول من أمس، حول الترابط الأسري درعاً واقية من انحراف الأبناء، إلى أن هذا الرقم من القضايا كبير جداً، لكنه طبيعي في ظل التحديات التي تواجه المجتمع، والتي تحتاج إلى تعاون بين جميع الجهات للتغلب عليها.

وكشف أن إحدى المشكلات التي وصلت شعبة إدارة الجلسات الأسرية أخيراً، تتمثل في أخذ زوج قرضاً من أحد البنوك، ثم سفره مع أصدقائه للخارج، ويلتقط صوراً لنفسه ويرفعها على مواقع التواصل الاجتماعي ليفاخر بنفسه.

وشدد على أهمية الوعي بحقيقة التحديات التي تواجه المجتمع، كالمخدرات والتطرف، وما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن الفكر المتطرف لا يجذب الأبناء إليه عبر استغلال الدين فقط، وإنما أيضاً باستغلال الحالة النفسية للأبناء بسبب التفكك الأسري.

وأشار إلى أهمية تعديل قانون الأحوال الشخصية، خصوصاً في ما يتعلق برؤية الآباء لأبنائهم في حالة الطلاق، إذ ليس كافياً أن يرى الأب أبناءه يوماً واحداً في الأسبوع لمدة ساعة أو ساعتين فقط، مؤكداً ضرورة إعادة النظر في ذلك، لأن الأبناء ليسوا سلعة تستغلها الزوجة للي ذراع الزوج، معتبراً أن هذا الوقت المحدود لرؤية الأبناء ينشئ فجوة بينهم وبين آبائهم، كما لا يتمكن الأب من إعادة توجيههم.

وذكر أن هناك الكثير ممن وصفهم بـ«المخربين»، الذين يشجعون الزوجات على الذهاب للمحكمة لطلب الطلاق والنفقة، من دون أن ينظروا إلى الأثر السلبي لذلك في تفكك الأسرة وخطورته على الأبناء.

وكان الفريق ضاحي خلفان أكد أن تعاليم الإسلام توجب أن تكون هناك قيادة لأي مجموعة تضبط تعاملاتها، مشيراً إلى أهمية إعطاء دور القيادة في البيت للرجل، مع إدراك أن هذا ليس عيباً أو انتقاصاً من قدر المرأة، معتبراً أن محاولة تهميش دور الزوج في الأسرة يتسبب في مشكلات كثيرة، ويخلّ بالترابط الأسري، المهم للغاية في استقرار المجتمع.

ولفت إلى أن مسؤولية التفكك الأسري تتحملها أحياناً الزوجات، اللاتي يجعلن الرجل يهرب من المنزل ويبحث عن علاقة جديدة، وأحياناً الأزواج بسبب تصرفات غير لائقة، كالسفر حول العالم مع ترك الأبناء من دون تربية وتوجيه.

من جهته، أكد مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، أن الترابط الأسري هو العنصر الأهم في الحياة الاجتماعية، ومعناه أن تكون الأسرة غير مفككة أو مشتتة، لافتاً إلى أن المشرع الإسلامي أكد مسؤولية الزوج في رعاية وحماية كل أفراد الأسرة، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث نبوية على ذلك.

وشدّد على أن من أهم أسباب تفكك الأسر عدم الارتباط بالعقيدة الإسلامية، وارتباط الأبناء بوسائل التواصل الاجتماعي، وتشبعهم بالأفكار الدخيلة، مؤكداً ضرورة غرس تعاليم الإسلام وقيم المجتمع الأصيلة فيهم.

وأشاد مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، الدكتور حمد الشيباني، بدور جمعية توعية ورعاية الأحداث في دعم الترابط الأسري، ومن ذلك إطلاق مبادرة التحكيم الأسري، التي ساعدت على حل الكثير من المشكلات الزوجية قبل أن تصل إلى المحاكم.

وشدد على أهمية إيلاء دور مهم للأسر الممتدة، وإنعاشه بعدما تقلص كثيراً، مطالباً وسائل الإعلام بتقديم التصورات الإيجابية تجاه المجتمع.

وقال وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، مروان الصوالح: «إن نتائج الطلبة في الدولة تظهر أن هناك علاقة وطيدة بين الترابط الأسري والطمأنينة بالمنزل، وبين تفوق الأبناء، وتحقيقهم نتائج إيجابية في الاختبارات»، مؤكداً أن الأسرة أمّة صغيرة، فإذا صلحت صلح المجتمع.

وأشار إلى أن الوزارة رصدت أن بعض الطلبة لا يرغبون في العودة إلى المنزل، عقب انتهاء الدوام المدرسي، بسبب العلاقات السلبية بين الزوج والزوجة، إضافة إلى عدم رغبة بعض الآباء في إزعاجهم بأمور أبنائهم من قِبَل المدرسة.

من جانبه، أكد أمين السر العام بجمعية توعية ورعاية الأحداث، الدكتور محمد مراد عبدالله، أن الإحصاءات أظهرت أن نسبة الطلاق خلال السنوات الثلاث الأولى من الزواج بلغت 30%.


مؤشر التلاحم المجتمعي

قال وكيل وزارة تنمية المجتمع المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية، ناصر إسماعيل، عن مؤشر التلاحم المجتمعي لعام 2018، الذي أجرته الوزارة: «تحقق مؤشر التلاحم بين 93% بين المواطنين، ما يجعل الإمارات واحدة من أعلى الدول فيه»، لافتاً إلى أن معدل الشعور بالأمن في الدولة، وفقاً للاستبيان، كان 96%، فيما كانت نسبة الرضا عن الحياة الزوجية 82%، والتماسك الأسري بلغت نسبته 80%».

وذكر أن الاستبيان أظهر ضعفاً في التواصل بين الآباء والأبناء، نظراً إلى تخوف بعض الأبناء من التواصل مع آبائهم، مؤكداً أن الوزارة بدأت تنفيذ برامج توعوية للأسر، ولفت إلى أن الترابط الأسري يعني أن تكون العلاقة وطيدة بين جميع أفراد الأسرة، بمن فيهم الأخوة ببعضهم بعضاً، مؤكداً أهمية شيوع عاطفة المودة بين الجميع، بما يمنح الأمان الذي يصنع سياجاً حامياً ضد المخاطر التي تأتي من الخارج.

وأشار إلى أن نحو 6000 شاب وشابة استفادوا من البرامج المخصصة للمساعدة على الزواج، وإعداد الشباب لهذه المرحلة المهمة في الحياة، مؤكداً أن دور الأسر الممتدة تقلّص في الوقت الراهن، مقارنة بما كان سابقاً، رغم الأثر الإيجابي للأجداد في الأحفاد.

الفكر المتطرف يستغل الحالة النفسية للأبناء بسبب التفكك الأسري.

تويتر