محمد بن زايد يشهد محاضرة رمضانية عن "العزيمة وعلم النجاح"

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثاني محاضرات مجلس سموه خلال شهر رمضان المبارك، والتي حملت عنوان "العزيمة الصادقة : الإلهام الحقيقي في علم النجاح"، وألقتها الدكتورة أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الامريكية، أنجيلا داكورث.
وركزت المحاضِرة في محاضرتها على 5 محاور رئيسة، هي عوامل النجاح ودور العزيمة في تحقيق الأهداف على المدى البعيد، قياس العزيمة باعتبارها أداة للتنبؤ حول أداء عدد من السياقات المثيرة للاهتمام، ارتباط العزيمة بالإنجازات، العزيمة والأداء في بيئات شديدة الضغوط من طلاب الكليات العسكرية إلى طلاب المدارس الحكومية، ما الذي يميز الأشخاص المثابرين عن غيرهم، وكيف نغرس روح العزيمة في النفوس عبر جميع مراحل الحياة.


وبدأت المحاضِرة حديثها بإلقاء الضوء على بحثها العالمي حول موضوع "العزيمة" أو ما يعرف بالميل إلى تحقيق أهداف طويلة المدى مع المثابرة والشغف، تحت عنوان "من هم الناجحون في الحياة".
وقالت :"إن الموهبة والذكاء مهمين، ولكن بدون الجهد فهما مجرد وعد لما هو ممكن وليسا الضمانة، بينما العزيمة لا تعني فقط العمل بجهد كبير على تحقيق شيء ما، ولكنها تشمل كذلك العمل على شيء تحبه وستبقى تحبه لأنه ذو معنى بالنسبة لك، ويمكن للشخص أن يزيد من عزيمته عن طريق تعزيز وتقوية الأصول النفسية لديه، كالاهتمام والتمرين والهدف والأمل، وكذلك عن طريق إحاطة نفسه بالأشخاص المناسبين الذين سيشجعون عزمه".
وأضافت :"رغم أهمية العزيمة إلّا أنها لا تمثل كل شيء لتحقيق النجاح، فهناك أشياء عديدة أكثر أهمية يحتاجها الشخص ليتقدم وينجح، أبرزها القدرة على التعلّم والتفكير بشكل متواصل"، لافتة إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون العزيمة لديهم أربعة روابط مشتركة، أولها "الاهتمام".


 أجرت داكورث دراسات على أشخاص من ذوي الأداء العالي في بيئات عمل عالية التوتر لفهم تأثير العزيمة على إمكانية التنبؤ بالأداء، لافتة إلى أنها عكفت على تحليل الأداء في العديد من السياقات المتنوعة لمعرفة العلاقة المتبادلة بين العزيمة والإنجاز.
وقالت :"شملت الدراسة طلبة في كلية ويست بوينت العسكرية (الأكاديمية العسكرية الأميركية)، والمشاركين في مسابقة التهجئة (الإملاء) المحلية، والمعلمين الصاعدين أو طلبة مدارس شيكاغو الحكومية، وبالاستفادة من هذه الأمثلة استطعت تفسير سبب اختلاف الأشخاص ذوي العزيمة عن غيرهم، كما استنتجت أن العزيمة يمكن غرسها وتنميتها لدى كل إنسان في أي مكان وزمان في حياتنا".
وأضافت :"إن العلم والخبرة يؤكدان لنا أهمية سمة العزيمة، وبأن التحلي بسمات شخصية مثل ضبط النفس ربما تنبئ بمدى نجاح الأطفال في المدرسة وخارجها، كما تظهر الأدلة العلمية أن قوة الشخصية لا تقل أهمية عن معدل الذكاء والحالة الاجتماعية والاقتصادية فيما يتعلق بتحقيق الإنجاز والنجاح".
وأشارت إلى دراسة كانت أجريت عام 2011 على أكثر من 200 برنامج مدرسي، وجدت أن تعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية يمكن أن يحسن السلوك ويرفع من مستوى التحصيل الدراسي، ما يؤكد على أن المدرسة بيئة مهمة لتنمية الشخصية، مؤكدة أنه بناء على ذلك يمكن تعليم أو غرس سمة العزيمة في طلبة المدارس.



 

تويتر