نقطة حبر

«وطن الموهوبين»

تمثل رعاية الموهوبين أحد أبرز محاور استراتيجية حكومتنا الرشيدة، ورؤية الإمارات 2021، وقد شكلت رعاية الموهوبين في الدولة على الدوام محوراً رئيساً في فكر القيادة الرشيدة،

إننا أمام نموذج جديد من نماذج رعاية الموهوبين، وهذه المرة في المجالات الفنية الإبداعية.

وهو ما ترجم في خطط وبرامج لرعاية هذه الفئة الحيوية من أبناء وبنات الوطن، فالموهوب بحاجة دائماً إلى بيئة حاضنة ترعى فكرته وتحترم إبداعه وتوفر له أدوات الإبداع والتميز، ومن هنا جاءت تلك المبادرات المتميزة من جانب العديد من الجهات الاتحادية والمحلية لرعاية الموهوبين في مختلف المجالات التعليمية والتطبيقية، وكذاك الأنشطة التربوية والصفية، وأيضاً إنشاء نوادٍ للمبدعين وغيرها الكثير من المبادرات التي جعلت الموهوب ركيزتها الأساسية، وفي الحقيقة لا يتسع المجال هنا في هذا المقال لسرد تلك المبادرات وتسليط الضوء عليها، ولكننا اليوم أمام مبادرة جديدة نحو رعاية الموهوبين، أعلنت عنها كل من دائرة الثقافة والسياحة، وكذلك دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، بهدف رعاية الطلبة الموهوبين في مختلف المجالات الفنية والإبداعية، وتستقطب المبادرة هؤلاء الطلبة من الصفوف من الأول حتى الثاني عشر، وهو ما يعني أننا أمام نموذج جديد من نماذج رعاية الموهوبين، وهذه المرة في المجالات الفنية الإبداعية بما تحمله مظلتها من فضاءات واسعة وآفاق عريضة تجاه المستقبل. إن مثل هذا البرنامج وغيره من البرامج التي طرحتها وزارة التربية والتعليم، وكذلك جهات حكومية وجمعيات نفع عام خاصة، وغيرها من الجهات يفتح آفاقاً واسعة أمام تعزيز دور هؤلاء المبدعين والموهوبين وريادتهم في دفع مسيرة الإبداع التي تشهدها دولتنا، وتعزيز مكانتها في هذا المجال، خصوصاً ونحن أمام مشروعات عملاقة بمعنى الكلمة، مثل متحف اللوفر-أبوظبي، الذي يمثل إحدى المبادرات الوطنية الرائدة، بل هو منارة فكرية وحضارية يشع نورها من أبوظبي للعالم كافة، حاملاً قيم التسامح والمحبة والسلام من خلال الفنون، وبالطبع فإننا بحاجة إلى المبدعين من أبناء وبنات الوطن يحملون الراية، ويشاركون في دفع المسيرة وهذا لن يأتي إلا من خلال الرعاية المبكرة للطلبة، ومنذ مراحل عمرية واعدة، وهنا أقترح أن تكون هناك لجان للتنسيق على مستوى الدولة بما يعزز من دور ورسالة البرامج المطروحة، ويفيد بعضها بعضاً من التحديات التي واجهتها، وكذلك كيفية التغلب عليها، ومع التنسيق نكون أمام رؤية تكاملية تأخذ بيد الموهوب منذ نعومة أظفاره مروراً بالتعليم الأساسي، ثم المرحلة الجامعية، وعندما تتكامل هذه العناصر نكون أمام قاعدة وطنية لموهوبين ومبدعين يواكبون «مئوية الإمارات 2071».

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر