يوم المعلم

عادل محمد الراشد

المعلمونغاضبون لأن يومهم العالمي مرّ دون أن يلتفت إليه أحد، لا في وزارة التربية والتعليم، ولا مناطقها التعليمية ولا مجالس التعليم.

وأحسب أن عدم الاحتفال بيوم المعلم لم يكن سوى الوخزة التي أثارت الألم عند هذه الشريحة عن جملة حالات التهميش والتجاهل التي لايزال المعلم يغوص في مستنقعها.

ومن باب جبر الخواطر، نقول لشموعنا التي تحترق كي تنير نفوس أجيالنا بالعلم: إن العالم وضع تقليدا صار فيه يحتفل ليوم واحد في السنة بكل من اختار العطاء فبادله الآخرون بالجحود.

ولن تكونوا أهمّ من الأم التي رضيت حضارة الآلة والعيش الرغيد، أن تنساها 364 يوما لتتذكرها في يوم واحد، تنشد فيه القصائد، وترسل اليها بطاقات الذكريات مذيّلة بسطر أو سطرين تدعو لها بطول العمر، و لا بأس ان تقضيه في الوحدة والعزلة. 
ولأننا قوم أكثر وفاء لا نقبل بأن تكونوا في الذاكرة ليوم واحد فقط، بل أنتم في لبّ الذاكرة كلما أردنا ان نصبّ عليكم جام غضبنا، ونحملكم مسؤولية هبوط مستوى عيالنا، ونطالبكم بأن تتحملوا مالا نستطيع نحن أن نتحمله في بيوتنا.

ولا ننسى اسماءكم بل نذكرها جيدا، أولها وأوسطها وآخرها، ونتتبع نسبكم إذا أردنا أن نشتكيكم، أو قررنا معاقبتكم .. نحن ننساكم فقط ـ والعتب على الذاكرة ـ في لحظات التكريم.

ومع ذلك فهناك من ينوب عنكم في هذه المناسبات، فيحظى بالدروع ونشر صوره في الصحف. 

فلا تلتفتوا إلى يوم واحد في السنة قد يلبسكم تهمة الابتداع فتتمنوا ان تهربوا بجلدكم قبل ان تطلبوا التكريم. ولاتتمنوا بلوغ حال الأم التي اختصروا عمرها في يوم واحد، وصرنا نهتف خلفهم كالهبلان.

وعلى أي حال سنذكركم بما تقولونه دائما لتلاميذكم.. اتركوا الملهيات الجانبية وركزوا على السبورة، ففي عالمها تجدون روعة عطائكم، وبين سطورها تقرأون سيركم الذاتية؛ فأنتم أكبر من مجرد كلمة اطراء، وعمركم أغنى وأغلى من «فالنتاين» وإخوته.
فسلام عليكم بما صبرتم ..

adel.m.alrashed@gmail.com 
تويتر