رايس تقبل بإرجاء ملف القدس إلى الحل النهائي


أفادت صحيفة «هآرتس»  نقلاً عن مصدر سياسي اسرائيلي، بأن الولايات المتحدة قبلت بموقف اسرائيل القائل بإرجاء النقاش حول مستقبل القدس الى المرحلة النهائية من عملية التفاوض.

وفي الوقت الذي  بحث فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في منزل الأخير بمدينة القدس المحتلة،  قضايا الوضع النهائي بحضور اعضاء الطاقمين المفاوضين. أعرب رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض عن شكوكه بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلي هذا العام .
 
وتفصيلاً قالت  صحيفة «هآرتس»  ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبلت موقف اولمرت خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما قبل نحو اسبوع، حيث قال ان النقاش حول منزلة القدس، من شأنه ان يحدث ازمات، ويجهض العملية السلمية فور بدئها. وأوضحت مصادر فلسطينية انها لا تعلق آمالاً كبيرة على لقاء اولمرت وعباس. على صعيد متصل، التقى اولمرت وعباس في جولة محادثات سلام جديدة  وسط جدل حول مسألة القدس الشائكة.
 
وبعد اقل من ثلاثة اشهر على اطلاق محادثات السلام خلال مؤتمر في الولايات المتحدة بتعهد بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية 2008، يبدو ان المفاوضات تراوح مكانها. واطلق كبار المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في يناير محادثات حول (الموضوعات الشائكة) في صلب النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بما يشمل القدس والحدود واللاجئين، لكنهم لم يحققوا اي تقدم.
 
لكن الفلسطينيين وجهوا انتقادات لأولمرت بعد تصريحه الأحد بأن مسألة القدس ستكون آخر الموضوعات الشائكة التي ستبحث بين فريقي المفاوضين. وقال أولمرت ان «القدس ستكون آخر موضوع سيتم التفاوض عليه. لقد تمت مناقشة هذا الأمر والموافقة عليه بيني وبين رئيس السلطة الفلسطينية».
 
وجاء تصريح اولمرت بعد تهديدات متكررة من شريكه في الائتلاف الحكومي حزب شاس المتطرف بالانسحاب من الائتلاف في حال اثيرت مسألة القدس خلال المفاوضات.
 
من جهته، نفى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ان يكون الطرفان اتفقا على فصل مسألة القدس عن الموضوعات الأخرى الجوهرية. وقالان «مسألة تأجيل اي من مسائل الوضع النهائي لم يطرح، ذلك غير صحيح».
 
وأضاف عريقات  أنه «سيتم مناقشة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني خصوصاً الحصار المفروض على غزة ووجوب تثبيت تهدئة متبادلة ومتزامنة بين الجانبين في الضفة وغزة».

وأضاف «سيتم ايضا بحث قضايا مفاوضات الوضع النهائي، بما فيها تنفيذ خطة خريطة الطريق، وضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس من اجل نجاح المفاوضات واستمرارها».
 
وفي السياق نفسه، أعرب فياض عن شكوكه في شأن إمكانية التوصل إلى اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلي هذا العام نظراً لبطء سير المفاوضات بين الجانبين.

وحث فياض خلال لقائه مجموعة من قادة اليهود الأميركيين في القدس على ضرورة تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى اتفاقية سلام بنهاية العام الجاري. من جهتها، طالبت الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تقودها حركة «حماس»، عباس بوقف لقاءاته التي وصفتها بـ«العبثية» مع أولمرت «والتي تتواصل رغم مواصلة العدوان والاغتيالات وتهويد القدس».
 
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو  في بيان إن هذا اللقاء هو اســـتمرار للقاءات العبثية التي لا طائل منها سوى إعطاء مبرر للاحتلال لمواصلة عدوانه وإرهابه على الشعب الفلسطيني.


ليفني: سنتخلى عن جزء من الضفة 

 قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، إن إسرائيل «ستضطر إلى التخلي عن جزء من الأراضي خلال عملية التفاوض مع الفلسطينيين».
 
ولكن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن ليفنى قولها في مؤتمر القدس الخامس الذي بدأ أعماله أمس إن «الهدف من خوض المفاوضات هو ترسيخ مصالح إسرائيل». وأضافت  أنه «يجب الرد على الإرهاب بالقوة، وفي الوقت  نفسه مواصلة عملية السلام مع الجهات الواقعية في الجانب الفلسطيني، مما سيلزمه في نهاية المطاف اتخاذ قرارات حاسمة».

وأشارت ليفني إلى أن هدف إسرائيل هو «ضمان الوطن القومي للشعب اليهودي ليعيش في دولة يهودية ديمقراطية وآمنة في أرض إسرائيل»، محذرة من إمكانية «فقد إسرائيل أحد أهدافها العليا ما لم تخض عملية التفاوض». تل أبيب ــ د.ب.أ
تويتر