قرّاء «الإمارات اليوم» يعدّدون تحولات فرضتها الجائحة على العادات

«كورونا» تكشف معادن الناس.. وتغيّر أسلوب الحياة جذرياً

«الجائحة» تسببت في أزمات نفسية لكثيرين. أرشيفية

«جائحة كورونا غيّرت أسلوب حياتنا جذرياً».. على هذه الكلمات اتفقت غالبية آراء قرّاء «الإمارات اليوم» حول المتغيرات التي فرضتها الأزمة على أسلوب حياة الأفراد وعاداتهم، معددين الآثار السلبية، وفي مقدمتها الخوف من العدوى، والانعكاسات على الحالة النفسية لدى البعض، بعد مرور أكثر من العام ونصف العام على ظهور الجائحة.

أما الآثار الإيجابية فتمثلت - حسب القراء - في حسن تقدير العلاقات الاجتماعية الحقيقية، وكشف معادن الآخرين، وقيمة الاستمتاع بفترات الهدوء وتفاصيل البساطة التي تمنحها لنا الحياة لإعادة ترتيب الأولويات، والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والنفسية، بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي والاهتمام بمساعدة الآخرين، ونشر ثقافة الوقاية بقيم الصحة النفسية والتوعية الاجتماعية أيضاً.

وتقاربت إجابات قراء «الإمارات اليوم» حول السؤال الذي طرحته الجريدة عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص المتغيرات التي تسببت فيها الأزمة على أسلوب الحياة.

وقالت القارئة مايا نجار: «صرنا نشعر بالخوف إذا مشينا بلا كمامة أو تعقيم»، فيما رأى كثيرون آخرون، منهم القارئة وفاء، أن كورونا «دمرت نفسيتنا وحياتنا». واتفق معها القارئ أبوإياد إسماعيل الذي اعترف بعدم إحساسه منذ ظهور الوباء بأي ضرب من الأمان الصحي، وخوفه الدائم من العدوى.

لا علاقة للفيروس

بينما أشار قارئ آخر إلى أن أزمة «كورونا» اسهمت في تغير الكثير من أنماط الحياة اليومية، على عكس حساب «هيلدا» الذي أشار إلى أن «الروتين هو السبب، ولا علاقة لفيروس كورونا بالأمر، خصوصاً أن الرتابة والروتين في الحياة اليومية يسهم بشكل كبير في الإحساس بالملل، وعدم القدرة على التغيير».

فيما رأت القارئة مريم أن الحجر المنزلي الذي فرض في الفترة السابقة، أسهم في زيادة معدلات الاكتئاب لدى كثيرين من الذين لم يستفيدوا من هذه الفرصة الذهبية، على حد تعبيرها، لتعلم مهارات جديدة والبحث عن هوايات تنمي معارفهم وتجعلهم يحسنون استثمار أوقات الفراغ الطويلة.

وأكدت صاحبة حساب «أم راشد» أن جائحة كورونا، أسهمت بشكل كبير في الكشف عن معادن الناس، وغيّرت أساليب كثيرة، وأدخلت علينا عادات لم نكن نعرفها من قبل، على حد تعبيرها.

بدورها، أكدت القارئة لولوة اللافي، أن الأيام التي أمضاها الجميع في فترة العزل المنزلي، غيّرت أسلوب حياتنا. وشاطرها الرأي حساب يحمل عنوان «إحساس غالي» بالقول: «التغيير كان جذرياً وبالكامل».

«قوة الجماعة»

عن التغيّرات التي طرأت على ملامح الحياة وعادات الأفراد، قال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة الدكتور أحمد فلاح العموش: «لعل من المفاجئ اليوم الحديث عن (مظاهر القوة) التي أبرزتها جائحة كورونا والحجر المترتب عليها في المجتمعات، إلا أنه من الملاحظ أنها أسهمت بشكل غير متوقع في زيادة (قوة الجماعة)، ونعني بهذا تعزيز التواصل الأسري والترابط العائلي الذي كان محدوداً جداً قبل كورونا، وذلك في ظل انحصار معظم حياة الناس خارج المنازل وتواصلهم من ثم مع عوائلهم، من خارجها». وأوضح «لكن في ظل العزل بات التواصل واقعياً ووجهاً لوجه، وهذا أمر يذكّرنا باستمرار بمتعة الحياة الطبيعية القديمة التي يفضلها جميع البشر بما فيها من تفاصيل جميلة ومشاركات فاعلة في حياة الأبناء تتجسد في القدرة على اللعب معهم ومناقشتهم في مختلف الموضوعات، ومن ثم ممارسة مختلف الأنشطة بشكل جماعي، وتجاوز القطيعة التي فرضها نسق الحياة العصرية».

وأضاف: «ضاعف حجر كورونا من اهتمام الأفراد بحياتهم الاجتماعية داخل البيت، على عكس تركيزهم القديم على العالم الخارجي، الذي بات في ظل الحجر تواصلاً افتراضياً، ما أسهم في اكتشاف الآباء مثلاً لحياة جديدة داخل البيت وتركيزهم على إرساء دعائم الاستقرار الأسري والتواصل الفعال بينهم وبين أبنائهم وزوجاتهم»، مشيراً إلى أنه «بقدر ما كان هذا الأمر إيجابياً، فإنه طرح في المقابل تحديات أسرية جديدة، لعل أبرزها مسألة التعليم عن بُعد الذي تحولت معه قضية تعليم الأبناء من دور موكل إلى المدارس، إلى مسؤولية حقيقية موكلة إلى الوالدين، وهذا ما عزز ليس فقط فكرة التقرب أكثر من الأبناء ومن مشاغلهم اليومية ومشكلاتهم، وإنما فكرة اكتشافهم بشكل أكبر».

ثقافة جديدة

حول التحولات الجذرية التي حملتها الجائحة على عادات المجتمعات وحياة الناس داخلها، نوّه الدكتور العموش باكتساب الأفراد بظهور الوباء الجديد وعزله المؤقت، ثقافة مالية «رشيدة وعقلانية»، «تمثلت في تغير أنماط الصرف، ومزيد تحكم كثيرين في معدلات إنفاقهم اليومي، خصوصاً المرتبط منها بالالتزامات المجتمعية التقليدية مثل المناسبات والأعراس والحفلات الخاصة التي خفتت بشكل مطرد أخيراً، باعتبار تراجع قيمتها وإشعاعها في هذه الظروف الصعبة، فلم نعد نرى على سبيل المثال اليوم أعراساً كبرى بنفقات مغالى فيها، ولا أعداداً موسعة من المدعوين، وإنما حفلات زفاف ضيقة في إطار أسري محدود لا يتجاوز الأهل والمقربين».

زيادة الضغوط النفسية

أكد أستاذ علم الاجتماع التطبيقي الدكتور أحمد العموش، أن من أبرز سلبيات حجر كورونا، زيادة ظاهرة انعزال كثيرين عن العالم الخارجي والناس بسبب الخوف المتفاقم من العدوى، ومن الوصم الاجتماعي (العار) الذي بات متصلاً بإصابة الشخص بالمرض. كما تسبب عزل كورونا الذي طالت فتراته في مدن مختلفة من العالم في زيادة الضغوط النفسية على الأفراد، ومن ثم في زيادة الاصطدامات ونسب العنف الأسري والإساءات داخل بعض العائلات.

مايا نجار:

• «صرنا نشعر بالخوف إذا مشينا بلا كمامة أو تعقيم».

«أم راشد»:

• «الجائحة أدخلت علينا عادات لم نكن نعرفها من قبل».

القارئة مريم:

• «كثيرون لم يستفيدوا من فرصة الحجر المنزلي الذهبية».

تويتر