«سايكارا» يوثق حوارات الأطباء مع المرضى ويفهمها ويستخلص البيانات منها

شركة ناشئة تطلق مساعداً رقمياً ذكياً للأغراض الطبية

المساعد الجديد يخفض وقت إدخال بيانات المرضى إلى سجلهم الصحي بنسبة 80%. من المصدر

بدأت 20 مؤسسة علاجية وطبية أميركية استخدام مساعد رقمي صوتي ذكي جديد، تم تصميمه وإنتاجه بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لخدمة الأطباء ومساعدتهم في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، حيث يقوم المساعد الجديد بتوثيق حوارات الأطباء مع المرضى أثناء التشخيص السريري، وفهمها واستخلاص ما تحويه من بيانات صحية وطبية تخص المريض، وإدراجها في السجل الصحي للمريض، فضلاً عن دعم الطبيب أثناء مناظرته للمريض، بأحدث المعلومات الطبية التي تخص حالته، للمساعدة على تقديم تشخيص وعلاج أكثر دقة.

وبحسب النتائج الأولية، فإن المساعد الرقمي الجديد خفض الوقت الذي يقضيه الأطباء يومياً في إدخال بيانات المرضى إلى سجلاتهم الإلكترونية الصحية بنسبة 80%، كما أتاح للمرضى فرصة الحصول على رعاية طبية وصحية أفضل.

«سايكارا»

ووفقاً لتقرير نشره موقع «كمبيوتر وورلد»، فإن المساعد الجديد يحمل اسم «سايكارا»، وهو من إنتاج شركة ناشئة تحمل الاسم نفسه، تأسست عام 2017، ومقرها مدينة سياتل الأميركية، وينتمي إلى فئة المساعدات الرقمية الصوتية الذكية الطبية، وهي فئة مساعدات جديدة، يجري تطويرها لتعمل في مجال الرعاية الصحية والطبية فقط، وتختلف عن المساعدات الرقمية الصوتية العادية المنتشرة على الهواتف المحمولة والحاسبات المكتبية والمنزلية، و«الميكروفونات» الذكية بالمنازل، وإن كانت تعتمد على التقنية نفسها، المعروفة باسم تقنية «من الصوت للنص» أي يتم فيها التعرف إلى الصوت ومعالجته وفهمه وتحويله إلى نص.

التخفيف عن الأطباء

وفي تقديمها للمساعد الرقمي الجديد، أوضحت شركة «سايكارا»، عبر موقعها الرسمي، أن مساعدها يختلف تماماً عن المساعدات المعروفة مثل «أبل سيري»، و«مساعد غوغل»، و«أمازون أليكسا»، و«مايكروسوفت كورتانا»، وغيرها، إذ إنه يستهدف تخفيف الضغط عن الاطباء أثناء مزاولة عملهم، وتحسين الرعاية الصحية للمرضى، من خلال التخصص في فهم وتسجيل الحوارات الدائرة بين الطبيب والمريض، بكل ما تتضمنه من محتوى طبي متخصص شائع الاستخدام في مثل هذه الحالات.

وأضافت أن «سايكارا» يهدف إلى تخليص الأطباء من إدخال بيانات السجل الصحي الإلكتروني للمرضى، وتضييع وقتهم في هذه المهمة، ما يتيح الفرصة لتحسين تفاعلهم مع المرضى.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ساندو هارجيندر، إن «الأطباء يقضون في المتوسط نحو ساعتين يومياً، لمراجعة البيانات الخاصة بمرضاهم، وتحريرها وتصنيفها وإدخالها في سجلاتهم الصحية الإلكترونية، وهي عملية مرهقة، عادة ينفذونها بعد انتهاء ورديات العمل، وهذا ما يستهدف مساعد (سايكارا) القضاء عليه، من خلال تسجيله حوارات الطبيب مع مرضاه، ثم تحويلها إلى نصوص مفهرسة جيداً، بطريقة طبية صحيحة، وإدخالها إلى السجلات الطبية الإلكترونية للمرضى تلقائياً».

مساعد افتراضي

وأضاف هارجيندر أن «التطبيقات العاملة بتحويل الكلام إلى نص ليست جديدة بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الطبية والصحية، حيث سبق مثلاً استخدام برنامج النسخ لترقيم الملاحظات الصوتية المسجلة على الإملاء الصوتي لبعض الوقت، لكن الآن ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات من الممكن إنشاء مساعد افتراضي رقمي، يفهم السياق، ويسجل الحوارات، ويستخلص النيات بشكل أفضل، فيقدم دعماً جديداً للطبيب، ويحسن الخدمة المقدمة للمريض».

وتابع: «من هنا بدأنا التفكير في طريقة توفر تجربة عمل لا يرتبط فيها الطبيب بشاشة إدخال أو خلافه، بل يتاح له فقط التعامل مع المرضى، فيما يقوم المساعد الافتراضي بمهام التسجيل والتوثيق وخلافها».

وأشار هارجيندر إلى أن المساعد الجديد يعد أول مساعد رقمي صوتي «محيطي»، أي يعمل في السياق المحيط به، ما يعني أنه لا يحتاج إلى استدعاء من قبل الطبيب باستخدام كلمة أمر.


اتجاه واعد

قال المحلل ونائب الرئيس في مؤسسة «غارتنر»، المتخصصة في بحوث تقنية المعلومات، أنوراج جوبتا، إن المساعد الرقمي الجديد «سايكارا» يجسد اتجاهاً واعداً في مجال المساعدات الافتراضية المتخصصة في المجال الطبي فقط، والعاملة بالذكاء الاصطناعي، وتعمل به العديد من الشركات الناشئة الأخرى، وجميعها يعمل على تمكين الأطباء من التركيز على التفاعلات مع المريض، بدلاً من تشتيت تركيزهم في ما بين شاشة إدخال البيانات أو النموذج الورقي لإدخال البيانات من جهة، والمريض من جهة أخرى. وأضاف جوبتا أن تبني الأطباء لمساعدي الذكاء الاصطناعي لايزال في المراحل المبكرة، لافتاً إلى أنه على الرغم ما تحمله هذه المساعدات الذكية من إمكانات واعدة، فلايزال أمامها بعض التحديات التي لا تسمح باستخدامها على نطاق واسع، أبرزها مستوى الدقة والثقة بفهم وتحليل المحادثة بين الطبيب والمريض، وتحويلها إلى نصوص صحيحة طبياً، تعكس حقيقة المريض كما يراها الطبيب.

تويتر