التباعد الاجتماعي أمر واقع للحماية من «الفيروس»

مختصون: المجتمع مضطر إلى التعايش مع تداعيات «كورونا»

ارتداء الكمامات والقفازات أصبح جزءاً من الروتين اليومي. تصوير: إريك أرازاس

أكد مختصان بعلم النفس والاجتماع وطبيب أن المجتمع مضطر للتعايش مع فيروس «كورونا»، وسيكون مختلفاً تماماً عن مجتمع ما قبل انتشار الفيروس، إذ تغيرت عادات وتقاليد وعلاقات مباشرة وانخفضت الجرائم والإصابة بأمراض معدية أخرى، مشيرين إلى أن السكان شعروا بالارتياح بعد العودة التدريجية للحياة الطبيعية، وفقاً للإجراءات الاحترازية. وأوضحوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن التباعد الاجتماعي والتواصل الافتراضي أصبحا جزءاً من الحياة، والمجتمع بات يتقبل الأمر الواقع ويتعايش مع الإجراءات الاحترازية بشكل طبيعي لحماية نفسه والآخرين من الإصابة بالفيروس.

وقال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وأستاذ علم الجريمة بجامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، إن العلاقات الاجتماعية في إعادة هيكلة، حيث برز التباعد الاجتماعي كأمر واقع وشرط لاستمرار العلاقات الاجتماعية.

وأوضح أن العلاقات الاجتماعية باتت تشهد نوعاً من الجمود بسبب الامتناع عن المصافحة وفرض التباعد وتحديد التواصل بين الأفراد الذين لجأوا إلى التواصل الافتراضي، رغم أن العلاقات المباشرة وجهاً لوجه هي الأقوى في كل المجتمعات.

وأشار إلى أن المجتمع تخلى عن إقامة الأفراح والولائم وبيوت العزاء، وأصبحت تتم عن بعد، إذ سيصبح ذلك سلوكاً طبيعياً لدى أفراد المجتمع، وسيكون مع مرور الزمن التباعد سلوكاً مقبولاً يمكن التعايش معه وليس مرفوضاً.

وذكر أن التباعد سيؤثر في العمل والتعليم، وسيقلل نسبة ارتكاب الجرائم لأن السكان سيقضون أوقاتهم في المنازل لوجود عدد كبير منهم في العزل المنزلي، بعد العودة من الرحلات السياحية الجوية لفترة لا تقل عن أسبوعين، كما ستنخفض الحوادث والوفيات المرورية نتيجة انخفاض عدد المركبات في الطرقات.

ولفت إلى أن رفاهية التسوق تغيرت ولن تعود كما كانت في السابق لأن أولويات السكان أصبحت في التعليم والصحة كونهما من الأساسيات، وأن الاستثمار في التعليم والصحة أهم من الاستثمار في السياحة، مضيفاً أن العلاقات الزوجية ستكون أكثر إيجابية لأن الأب متفرغ للأسرة كونه يعمل من البيت، وأن التوتر الذي كان في الماضي كان بسبب عدم وجود فرصة للتواصل مع الأسرة بسبب عمل الأب خارج المنزل لساعات طويلة.

وأوضح أن النشاط الروتيني للعمل سينخفض بسبب تقنين العمل «عن بعد»، وستظهر وظائف جديدة في التقنية والصحة والتعليم، وتختفي الوظائف التقليدية ولن تكون مقار العمل بالكثافة نفسها التي كانت عليها في الماضي، مشيراً إلى أنه يجب على كل شخص إعادة برمجه حياته ووقته لتفادي الاضطرابات النفسية والسلوكية، لأن المكوث في المنزل لساعات طويلة وأيام قد يؤثر نفسياً في بعض الأفراد، لذلك يجب تقسيم الوقت بين الأبناء والأكل الصحي وممارسة الرياضة.

من جانبه، أشار أخصائي طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد السجواني، إلى أن الحياة سيكون لها شكل آخر ولن تعود لطبيعتها السابقة بسبب الإجراءات الاحترازية، حيث إن المجتمع تعود في الماضي على الخروج والسفر والترفيه وعلى العلاقات المباشرة، كما أن انتشار فيروس «كورونا» وتأثيره في كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والحوامل، أديا إلى تغير السلوك الصحي لأفراد المجتمع، وتخفيض الزيارات العائلية وإلزامية الحجر المنزلي لبعض الأشخاص، حفاظاً على صحتهم وسلامتهم من الإصابة بالفيروس أو نقله للآخرين.

وأوضح أن أفراد المجتمع سيبتعدون عن الزيارات العائلية الكبيرة، وستقتصر الزيارات على الأسر الصغيرة، خوفاً من الإصابة بالفيروس، لافتاً إلى أن العائلات ستكون أكثر حرصاً على سلامة وصحة أفرادها، وستعتمد على تقنيات التواصل الحديثة بدلاً من الاجتماعات وستركز على التعقيم المستمر.

وأضاف أن ارتداء الكمامات والقفازات أصبح جزءاً من الروتين اليومي، كما أن الخروج من المنزل سيكون للضرورة وستقدر الناس الحياة بشكل أفضل، حرصاً على الصحة والسلامة العامة.

ورأى أستاذ الطب النفسي بجامعة الطب والعلوم الصحية برأس الخيمة واستشاري الطب النفسي في مستشفى رأس الخيمة، دكتور طلعت مطر، أن على أفراد المجتمع التعايش مع فيروس «كورونا»، وفقاً للإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة، مشيراً إلى أن سلوكيات المجتمع تغيرت، بين القلق من الإصابة بالفيروس، والارتياح للسماح له بالعودة إلى حياته الطبيعية، وفقاً للضوابط الصحية.


الحالة النفسية لأفراد المجتمع

قال أستاذ الطب النفسي في جامعة الطب والعلوم الصحية برأس الخيمة واستشاري الطب النفسي في مستشفى رأس الخيمة، دكتور طلعت مطر، إن الحالة النفسية لأفراد المجتمع أصبحت أكثر تركيزاً على النظافة الشخصية، وعلى التباعد الاجتماعي والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بتعليمات الدولة، خوفاً من الإصابة بالفيروس، لافتاً إلى أن السكان يشعرون بأن الدولة تحميهم، من خلال تعديل برنامج التعقيم الوطني، ليصبح من الـ10 مساء إلى السادسة صباحاً، بدلاً من الثامنة مساء إلى السادسة صباحاً.

وأوضح الحالة النفسية لأفراد المجتمع تتحسن مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية الاحترازية، مع فتح الحدائق والشواطئ والمناطق العامة.

سلوكيات المجتمع تغيرت.. بين القلق من الإصابة، والارتياح للعودة إلى الحياة الطبيعية، وفقاً لضوابط صحية.

 

تويتر