مواثيق

«إعلان مراكش» يدعو إلى التعامل مع الأقليات بـ «تسامح»

صورة

أكد إعلان مراكش لحماية الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، الصادر في ختام مؤتمر ديني استضافته المغرب عام 2016، أهمية التسامح في المعاملة مع الأقليات الدينية، مشيراً إلى ضرورة تأسيس تيار مجتمعي عريض لإنصافها في المجتمعات المسلمة، ونشر الوعي بحقوقها، وتهيئة التربة الفكرية والثقافية والتربوية والإعلامية الحاضنة لهذا التيار، وعدم توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية.

ودعا الإعلان المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية للقيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلاق الثقافة المأزومة، التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن.

واعتبر أن «صحيفة المدينة» التي أقرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتكون دستوراً لمجتمع متعدد الأعراق والديانات كانت تجسيداً للكليات القرآنية والقيم الإسلامية الكبرى، مؤكداً أن هذه الوثيقة ثابتة عند أئمة الأمة الأعلام، وتفرّدها عما قبلها وما بعدها في تاريخ الإسلام والتاريخ الإنساني نابع من نظرتها الكونية للإنسان باعتباره كائناً مكرماً، فهي لا تتحدث عن أقلية وأكثرية، بل تشير إلى مكونات مختلفة لأمة واحدة (أي عن مواطنين، ومن كونها لم تترتب عن حروب وصراعات، بل هي نتيجة عقد بين جماعات متساكنة ومتسالمة).

وذكر أن هذه الوثيقة لا تخالف نصاً شرعياً، وليست منسوخة، لأن مضامينها تجسيد للمقاصد العليا للشريعة والقيم الكبرى للدين، فكل بند منها إما رحمة أو حكمة أو عدل أو مصلحة للجميع، مشيراً إلى أن السياق الحضاري المعاصر يرشح «وثيقة المدينة» لتقدم للمسلمين الأساس المرجعي المبدئي للمواطنة، مؤكداً أنها صيغة مواطنة تعاقدية عادلة لمجتمع تعددي، أعراقاً وديانة ولغة، متضامن، يتمتع أفراده بالحقوق والواجبات نفسها، وينتمون رغم اختلافهم إلى أمة واحدة.

وقال إن مرجعية الوثيقة لعصرنا وزماننا لا تعني أن أنظمة أخرى كانت غير عادلة في سياقاتها الزمنية، لافتاً إلى أن بنودها تضمنت كثيراً من مبادئ المواطنة التعاقدية، كحرية التدين، وحرية التنقل والتملك، ومبدأ التكافل العام، ومبدأ الدفاع المشترك، ومبدأ العدالة والمساواة أمام القانون (... وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم؛ فإنه لا يهلك إلا نفسه وأهل بيته...)، (وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم أمرؤ بحليفه، وأن النصر للمظلوم).

وأشار إلى أن مقاصد «صحيفة المدينة» هي إطار مناسب للدساتير الوطنية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وينسجم معها ميثاق الأمم المتحدة ولواحقه، كإعلان حقوق الإنسان، مع مراعاة النظام العام.

تويتر