خبير نفسي يحذّر من عواقب استخدام الإنترنت لمن دون السنتين

إدمان إلكتروني.. في سن الرضاعة

صورة

تشجع أسر أطفالها في سن مبكرة، وهم لم يكملوا عامين من العمر، على استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية المختلفة، لإلهائهم، والحد من إزعاجهم داخل المنزل، معتقدين أن ما يظهره الطفل من مهارة وسرعة في التعامل مع هذه الأجهزة مؤشر إلى الذكاء. لكن ما يجهله كثيرون أن عيادات الطب النفسي في أبوظبي استقبلت حالات لأطفال في سن مبكرة يعانون تأخراً في النطق وحالات انطواء، ومشكلات سلوكية ونفسية عدة، بسبب قضاء وقت طويل على الإنترنت، وفقاً للاستشاري النفسي، رئيس قسم العلوم السلوكية في مدينة خليفة الطبية، الدكتور أحمد الألمعي، الذي أكد أن «إحدى المشكلات الرئيسة التي نرصدها لدى مراجعي عيادات الطب النفسي، هي فئة الأطفال الذين يعانون مشكلات نفسية وسلوكية، نتيجة قضاء ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية واللوحية، والإنترنت والكمبيوترات».

وقال الألمعي: «نرى كثيراً أن الآباء والأمهات يعتقدون أن قضاء الطفل ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية شيء مفيد لهم، ويعتبرون الطفل الذي لديه القدرة على تشغيل الأجهزة الإلكترونية طفلاً ذكياً، لكن الحقيقة عكس ذلك، إذ أثبتت أبحاث علمية حديثة أن الأطفال الذين يقضون ساعتين أو أكثر على هذه الأجهزة في سن مبكرة عرضة للإصابة بضعف في النطق والتواصل الاجتماعي».

وحذر الألمعي من الآثار الطبية والنفسية والسلوكية للاستخدام المفرط للإنترنت والأجهزة الإلكترونية في الأطفال، إذ يؤدي ذلك للإدمان الإلكتروني، ومشكلات سلوكية عدة.

وأضاف أن «هناك عواقب ومضاعفات نفسية، يصاب بها الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الأجهزة الإلكترونية أهمها الإدمان الإلكتروني، حيث تتمثل أعراضه في تشتت الذهن والعصبية وتقلب المزاج والعنف والعدوانية والانعزال وتأخر النطق». كما حذر من استخدام الأطفال دون عمر السنتين الأجهزة الإلكترونية، إذ تترتب على ذلك مشكلات نفسية وسلوكية كثيرة، مشيراً إلى أن الدراسات الطبية، خصوصاً التي صدرت عن الجمعية الأميركية لطب الأطفال، توصي بعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال تحت سن سنتين. ويسمح للأطفال ما بين سنتين وخمس سنوات بأن يقضوا ساعتين أو أقل، في أوقات متفرقة يومياً أمام هذه الأجهزة، بشرط أن يكون ذلك تحت إشراف الوالدين، ويكون المحتوى تعليمياً، ومقبولاً للأسرة أخلاقياً واجتماعياً. وبعد سن خمس سنوات، يمكن أن يقضي الطفل فترة أطول على الأجهزة الإلكترونية والإنترنت، حسب السن، لكن تحت الإشراف الأسري.

سلاح إلكتروني

نبه الدكتور أحمد الألمعي إلى أن الإنترنت أصبحت سلاحاً إلكترونياً، يستخدم لاستهداف الأطفال، فهناك مواد ومحتويات إلكترونية إباحية غير لائقة لمشاهدتها، ولا تناسب مجتمعاتنا وديننا، وهناك جهات تستخدم الإنترنت، لتجنيد الأطفال في مؤسسات ومجموعات إرهابية، مؤكداً أهمية الرقابة الأسرية، للحد من مخاطر الإنترنت على الأطفال.

ولفت إلى أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أن الأطفال، الذين يقضون وقتاً طويلاً في استخدام هذه الأجهزة، يعانون من مشكلات صحية وزيادة وزن وسكري، وهو من الأمراض المنتشرة في منطقتنا.

- عيادات الطب النفسي في أبوظبي استقبلت حالات لأطفال في سن مبكرة، يعانون تأخراً في النطق وحالات انطواء.

تويتر