دهم مصانع «بان» في دبي

يصنّع «البان» من ورق نبات يسمّى «التنبول» وهو  نبات متسلّق تستخدم أوراقه لتحضير مضغة البان.الإمارات اليوم

دهمت بلدية دبي بالتنسيق مع الشرطة ووزارة العمل، أماكن لتصنيع مادة «البان» المحظورة أول من أمس، وضبطت ما يزيد على 1000 كيلوغرام من تلك المادة التي تمنع بلدية دبي تصنيعها وتداولها في ثلاثة مواقع تعمل بالخفاء. وأسفرت حملة الدهم التي شهدتها «الإمارات اليوم» عن القبض على 12 شخصاً يصنعون «البان»، وحرر مفتشو البلدية غرامة مالية بحق كل واحد منهم تبلغ 50 ألف درهم، في حين تولت الشرطة إجراءات تسفيرهم.

وأبلغ مدير عام بلدية دبي حسين ناصر لوتاه «الإمارات اليوم» أن عدداً ممن ألقي القبض عليهم خلال الحملة، دخلوا الدولة بطرق غير مشروعة، وآخرين مخالفون لقوانين العمل والإقامة. وتوعّد مصنعي مادة «البان» والمتاجرين فيها ومستخدميها باتخاذ إجراءات مشددة تجاههم، مشيراً إلى ثبوت خطرها على الصحة العامة والبيئة.

وقال مدير إدارة النفايات في بلدية دبي المهندس حسن مكي إن تلك الحملة على مصنعي البان «تمهد للقضاء على هذه الظاهرة، وقدمت لها البلدية بالإعلان عن مكافآت تشجيعية لكل من يبلغ، أو يرشد، عن أماكن تصنيع البان، الأمر الذي لقي تجاوباً واسعاً»، مشيراً إلى أن أحد المتطوعين رصد بدقة أماكن عدة تستخدم في صناعة تلك المادة. مضيفاً أن البلدية «رصدت حتى الآن 25 موقعاً، تستخدم جميعها لتصنيع البان في مناطق مختلفة من إمارة دبي». 

واستهدفت الحملة أماكن التصنيع في منطقة نايف، إذ دهم الفريق المشارك خمسة مواقع تعد مصانع صغيرة مقامة داخل مساكن العزاب، وتم خلال العملية إلقاء القبض على جميع من كانوا فيها، في حال تلبس بالتصنيع والبيع لمتعاملين.

وأوضح مكي أنه تمت مصادرة الكمية المضبوطة كلها، وإعدامها تحت إشراف مفتشي البلدية، في حين تم تسليم الأشخاص المضبوطين إلى شرطة دبي، لاتخاذ اللازم لإبعادهم إدارياً عن الدولة، بالتنسيق مع وزارة العمل.

وأعد فريق الحملة خططاً محبوكة لضبط المخالفين، إذ تم إرسال موظف قبل الدهم منتحلاً شخصية مشتر لمادة البان، على أن يعطي خلال عملية الشراء إشارة إلى الفريق، ليبدأ عملية الدهم التي كشفت عن حيل المصنعين للتواري عن أنظار مفتشي البلدية، ومنها وضع المصنعين أقفالاً على الأبواب لتضليل المفتشين، بحيث تبدو كما لو أنها مغلقة. في حين أغلق أحد المصنعين الباب بالأقفال، بعدما شعر بوجود المفتشين الذين اقتحموا المكان فضبطوه في داخله، وإلى جواره أدوات التصنيع والمواد المستخدمة في تصنيع «البان»، في حين علق على أحد جدران الحجرة لوحة بالأسعار.  

وفي وقت سابق كانت بلدية دبي تكتفي بمخالفة المصنعين لهذه المادة، والأشخاص الذين يقومون بمضغها وبصقها استناداً إلى الأمر المحلي رقم 11 لسنة 2003، إذ كانت قيمة الغرامة للمصنع 5000 درهم، ولمستخدمها 500 درهم، لكن هذا الأمر عدل، لتصبح قيمة الغرامة 50 ألف درهم إضافة إلى تسفير مصنعيها، وغرامة 5000 درهم على من يستخدمها، وعدّ التعديل الجديد المادة محظورة سواء للاستخدام التجاري أو الشخصي. 

إلى ذلك أكد قائد فريق الدهم يعقوب آل علي، أن حملة الدهم سبقها الحصول على تصاريح بذلك من النيابة العامة، لافتاً إلى «استمرار الحملة حتى القضاء تماماً على تلك الظاهرة، وفق برنامج مكثف وضعته بلدية دبي»، ولفت إلى أن البلدية ستتولى تنظيف الجدران والأماكن الملوثة بمادة البان. 

يشار إلى أن مادة «البان» تصنع من ورق نبات يسمّى «التنبول»، وهي عبارة عن نبات متسلق تستخدم أوراقه لتحضير مضغة البان، وتتكون من رقائق أو قشارة التبغ ممزوجة مع جوزة الأريقة إما مسحوقة أو مقشورة، والليمون الزهري، البنزهير المنقوع، والكاد المستخرج من شجر الأفاقيا، ملفوفة في ورقة من نبات التنبول. وتعد سبباً رئيساً للإصابة بالسرطان وقرحة المعدة، كما أنها تدمر اللثة، وتؤدي إلى إدمان النيكوتين. 

تويتر